أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش موافقته على بدء انسحاب تدريجي للقوات الأمر يكية من العراق بحلول منتصف العام 2008، إلا أنه شدد على ضرورة احتفاظ القوات الأمريكية بوجود قوي لها، بعد هذا الموعد، للحفاظ على ما وصفها ب"الانجازات"، التي حققتها قوات بلاده في العراق. وقال الرئيس الأمريكي، في كلمة تلفزيونية وجهها للشعب الأمريكي مساء الخميس، إن الوضع الأمني في العراق يشهد "تحسناً كبيراً"، مما يتيح الفرصة أمام عودة عدد من الجنود الأمريكيين إلى وطنهم، مشيراً إلى أن هذه "الانجازات" التي تحققت، يمكنها أن تجمع بين الأمريكيين المنقسمين حول الحرب على العراق. وتضمن خطاب بوش تهديداً لكل من سوريا وإيران، مطالباً إياهما بالتوقف عن مساعيهما لتقويض عمل الحكومة العراقية، حيث تتهم واشنطنطهران بتقديم أسلحة إلى الحركات العراقية المسلحة، ودمشق بترك المقاتلين الأجانب يدخلون العراق انطلاقاً من أراضيها. وأكد بوش أنه وافق على توصية لقائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، ببدء تخفيض تدريجي لحجم القوات العاملة في العراق، مشيراً إلى أنه سيتم إعادة خمسة آلاف و700 جندي بحلول أعياد الميلاد، قبل نهاية العام الجاري. كما سيتم، بحلول يوليو/ تموز من العام المقبل، خفض عدد الألوية العاملة في العراق من 20 إلى 15 لواءً، مما يعني إعادة أكثر من 30 ألف جندي في هذا الموعد، وفقاً لما ذكره الرئيس الأمريكي في كلمته التلفزيونية التي استغرقت نحو 17 دقيقة. ومن المقرر أن تبدأ أولى خطوات الخفض التدريجي للقوات الأمريكية بالعراق في وقت لاحق هذا الشهر، حيث يغادر نحو 2200 جندي من عناصر مشاة البحرية "المارينز"، محافظة "الأنبار"، لن يتم استبدالهم بجنود آخرين. وقال الرئيس الأمريكي: "المبدأ الذي دفعني إلى اتخاذ قراري بخفض حجم القوات في العراق، يعود للنجاحات التي تم تحقيقها هناك"، مضيفاً قوله: "كلما أحرزنا مزيداً من التقدم، فإن ذلك يعني عودة المزيد من قواتنا إلى الوطن." ولكن بوش رفض بقوة دعوات إنهاء الحرب في العراق، قائلاً إن "المنشقين الذين يهددون مستقبل العراق يشكلون خطرا على الأمن القومي للولايات المتحدة"، مشدداً على القول إنه "يتعين بقاء القوات الأمريكية." ومن المتوقع أن يبقي الرئيس الأمريكي على أكثر من 130 ألف جندي في العراق، بعد سحب جزء من قواته بحلول شهر يوليو/ تموز القادم، حيث يبلغ العدد الحالي للقوات الأمريكية المرابطة في العراق نحو 168 ألف جندي. كما أكد بوش أن "العراق حليف الولاياتالمتحدة في الحرب ضد الإرهاب، يقاتل من أجل البقاء، وإذا لم يتمكن من تحقيق الديمقراطية، فإن ذلك سيؤثر على الولاياتالمتحدة"، مضيفاً قوله إن "تحسن الأوضاع في محافظة الأنبار، أفضل رد على المطالبين بالانسحاب." ووجه بوش رسالة قوية لحلفائه العرب من جيران العراق، خاصة بمنطقة الخليج، قال فيها إن المتطرفين الذين ينتهجون سبيل العنف، والذين اتخذوا من العراق هدفاً لهم يستهدفون شعوب هذه الدول أيضاً. وأضاف قائلاً: "الوسيلة الوحيدة للدفاع عن مصالحكم، وحماية شعوبكم، ومساعدة الشعب العراقي، هي استخدام نفوذكم الاقتصادي والدبلوماسي لتعزيز الحكومة العراقية."