اعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش اليوم الثلاثاء، سحب 8000 جندي من القوات الأمريكية العاملة في العراق بحلول شهر فبراير/شباط المقبل، ومشدداً على أن القوات الأمريكية والدولية ساهمت في تحقيق الأهداف في العراق، وأن القوات العراقية أصبحت قادرة على إدارة المسؤوليات الأمنية والمعارك. وتعهد بوش في كلمته التي ألقاها في جامعة الدفاع الوطني، بمنع طالبان من العودة إلى أفغانستان، مشيراً إلى أنه سيتم نشر نحو 4500 جندي فيها. وفي كلمته، قال الرئيس الأمريكي إن سحب تلك القوات يأتي وفق توصيات قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بيتريوس. وسيكون تقليص الوجود الأمريكي في العراق تدريجياً، بحيث يتوافق مع انتهاء ولاية جورج بوش. وأشار بوش إلى أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في العراق، موضحاً أن العنف انخفض إلى أدنى مستوياته منذ ربيع عام 2004. وأكد بوش أن العنف في محافظة الأنبار انخفض بنسبة 90 في المائة، وأنه لم يعد هناك وجود لتنظيم القاعدة، عازياً الأمر إلى العشائر في تلك المحافظة، إلى جانب زيادة عدد القوات الأمريكية. وقال بوش إن شجاعة القوات الأمريكية والقوات الدولية، وبفضل العشائر، استطاعت قلب المعادلة في الأنبار. وحول الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها مع الحكومة العراقية، والتي ستكون بمثابة البديل للتفويض الدولي للقوات الأمريكية في العراق، قال الرئيس الأمريكي "إنها ستحدد طبيعة الالتزام الأمريكي في العراق." وبحسب الخطة، فإن الأشهر المقبلة ستشهد إعادة قرابة 3400 عنصر من القوات المساندة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، على أن يتبعها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل سحب وحدة من قوات مشاة البحرية "مارينز" تخدم حالياً في محافظة الأنبار، وفي فبراير/شباط سيتم إعادة لواء قتالي إلى البلاد. بوش أنه لن يتم استبدال تلك القوات بأخرى، مشيراً إلى أن الجنرال بتريوس والقادة العسكريين يعتقدون أن مزيدا من التخفيض سيكون ممكناً في النصف الأول من 2009. ويُذكر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كان قد أكد في أواخر أغسطس/آب الماضي، أنه لن يكون هناك اتفاق أمني مع الولاياتالمتحدة، إلا إذا تضمن "موعداً محدداً" لسحب القوات الأمريكية من العراق، رافضاً أن يكون هناك "موعد مفتوح" للوجود العسكري الأمريكي في بلاده. وفيما قال المالكي إنه تم الاتفاق بين بغداد وواشنطن على أنه لن يكون هناك أي تواجد عسكري أمريكي في بلاده بنهاية العام 2011، سارعت الخارجية الأمريكية لنفي ذلك، مؤكدة عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الوضع المستقبلي للقوات الأمريكية في العراق. وحول أفغانستان، قال بوش "إن الإرهابيين يحاولون استعادة وجودهم ووضعهم في أفغانستان. وقال إن المطلوب هو إرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان، وذلك لتحقيق "الأمن الأساسي" هناك. وفي هذا الإطار قال إنه سيتم إرسال حوالي 4500 عنصر إلى أفغانستان. وحذر الرئيس الأمريكي من أن بلاده لن تسمح بعودة طالبان إلى تلك البلاد. وقال إنه سيتم نشر سيتم نشر كتيبة من قوات المارينز في أفغانستان في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل ، على أن يلحق بها كتيبة قتالية مؤلفة من عدة آلاف من العناصر في يناير/ كانون الثاني المقبل. وأوضح أن الكثير ينبغي تنفيذه هناك، حيث زادت أعداد القوات الأمريكية من 20 ألف جندي قبل عامين إلى 31 ألفاً. وأقر بوش بما تصفه القيادة العسكرية أحيانا بالأضرار الجانبية، في إشارة إلى سقوط مدنيين خلال العمليات العسكرية، وخلال عمليات القصف الجوي التي تنفذها قوات التحالف