قال مسؤول في حركة المقاومة الاسلامية حماس يوم الجمعة ان 50 الف مسلح فلسطينيا ومئات الانتحاريين جاهزون لصد أو على الاقل اعاقة اي اجتياح اسرائيلي على نطاق كبير لقطاع غزة. وتهدد اسرائيل بشن هجوم بري كبير على غزة كسبيل اخير في مواجهة الصواريخ التي يطلقها ناشطون فلسطينيون عبر الحدود والتي لم يحدث اي انخفاض ملموس في اطلاقها رغم المزيد من الضربات الجوية المحدودة وتوغلات القوات الخاصة. لكن المسؤولين الاسرائيليين يقولون ان مثل هذه المهمة في قطاع غزة المكتظ بالسكان ستعني خسائر كبيرة في صفوف الجانبين وهو ثمن ربما لا تكون الدولة اليهودية مستعدة لدفعه بالنظر الى اجمالي عدد القتلى المنخفض نسبيا بسبب الصواريخ الفلسطينية بدائية الصنع وقصيرة المدى. ووعد نزار ريان احد كبار قادة حماس اسرائيل برد مؤلم اذا ارسلت قوات ودبابات باعداد كبيرة. ونقل موقع على صلة بحماس عن ريان قوله ان "هناك اكثر من 50 الف مقاتل يحملون السلاح ويتحلون بالشجاعة في القتال الميداني." في انتظار اي اجتياح وان 400 انتحاري يرتدون احزمتهم المليئة بالمتفجرات على مدار الساعة وجاهزون لمهاجمة طوابير الدبابات الاسرائيلية ومنعها من التقدم. وقال ريان ان "ما بدا مفاجئا للقيادات العسكرية في حركة حماس هو تطوع نحو 200 فتاة من اعضاء الحركة لحمل المتفجرات والتصدي للدبابات الاسرائيلية." وتشير تقديرات المخابرات الاسرائيلية الى ان حماس حشدت على الاقل 20 الف مقاتل مدربين على استخدام انواع من الاسلحة الصغيرة. وكانت حماس سيطرت على قطاع غزة بعد اقتتال لفترة قصيرة مع القوات الموالية لحركة فتح في يونيو حزيران. وعرضت حماس على اسرائيل هدنة طويلة الامد رغم ان ميثاقها يدعو الى تدمير اسرائيل. ودعا بعض المسؤولين الاسرائيليين الى سحق حماس قبل ان تكتسب قوة. وتتنافس حماس الان مع فتح على الهيمنة في الضفة الغربية. وقد يؤدي توغل اسرائيلي كبير في غزة خلال الاسابيع القادمة الى تعقيد الخطط المتعلقة بمؤتمر سلام الشرق الاوسط الذي ترعاه الولاياتالمتحدة والمقرر عقده في نوفمبر تشرين الثاني. وقال ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع الاسرائيلي لراديو الجيش " هناك الكثير من الاشياء التي يجب وضعها في الاعتبار قبل القيام بعملية من هذا النوع وان القمة بدون شك واحدة من الاشياء التي لا يمكن تجاهلها." واعلنت اسرائيل الاسبوع الماضي غزة "كيانا معاديا" ردا على اطلاق الصواريخ المتكرر وقالت انها ستخفض امدادات الوقود والطاقة. ولم تتخذ اجراء من هذا النوع حتى الان. وقالت كارين كونينج ابو زيد المفوضة العامة لوكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (انروا) "اتخاذ اي من هذه الخطوات مثل قطع الماء او الكهرباء سيكون غير مشروع." وقالت للصحفيين في القدس قبل زيارة الى اليابان ان القرار الاسرائيلي اذا نفذ سيضع "حملا لا يطاق" على سكان غزة. وسحبت اسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة في 2005 بعد احتلال دام 38 عاما. ويقول الفلسطينيون ان القطاع لا يزال فعليا تحت الاحتلال لان اسرائيل تسيطر على حدوده ومياهه الاقليمية ومجاله الجوي.