فيما أكد البيت الأبيض الأمريكي أن تنظيم القاعدة يسعى للحصول على أسلحة دمار شامل , اعترف رئيس أركان القوات البرية الأميركية الجنرال جورج كيسي أن الجيش الأميركي يعاني من حالة فقدان توازن بسبب الحرب التي يخوضها في العراق وأفغانستان. وقال تقرير البيت الأبيض أن تنظيم القاعدة يسعى للحصول على أسلحة دمار شامل، معتبرا أن التنظيم لا يزال أخطر تهديد إرهابي للولايات المتحدة. وجاء في تقرير حمل عنوان "الإستراتيجية القومية لأمن الوطن" صادر عن مجلس الأمن الداخلي في البيت الأبيض إنه "يجب ألا تغيب عن بالنا الرغبة الدائمة للقاعدة بالحصول على أسلحة دمار شامل، حيث يواصل التنظيم السعي لحيازة واستخدام المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية". وتوقع التقرير أيضا أن تواصل القاعدة بزعامة أسامة بن لادن تعزيز قدراتها لمهاجمة الولاياتالمتحدة عبر تعاون أكبر مع جماعات محلية لاسيما تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وقال التقرير إنه منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، تم حرمان القاعدة من ملاذها الآمن في أفغانستان وإضعاف قدرتها على شن الهجمات "إلا أنه ومع ذلك فقد قامت المجموعة بحماية كبار قادتها وسد النقص في مسؤوليها عن العمليات، وخلقت ملاذا آمنا في مناطق القبائل الباكستانية، مما يسهل قيامها بشن هجوم آخر على الوطن". واعتبر التقرير مع ذلك أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف حليف مفيد في الحرب على الإرهاب. وعن وجود عناصر للقاعدة في الولاياتالمتحدة، قال التقرير "رغم أننا لم نكتشف سوى بضعة أفراد في الولاياتالمتحدة لهم صلات بكبار قادة القاعدة فان الجماعة يرجح أن تكثف جهودها لوضع أفراد لها داخل البلاد". واعتبر التقرير أن تنظيم القاعدة في العراق حاليا يعتبر"أبرز جماعة تابعة لتنظيم القاعدة وأكثرها قدرة وهي الجماعة الوحيدة التي عرف أنها أعربت عن الرغبة في مهاجمتنا هنا". كما وسع التقرير دائرة اتهاماته لتصل إلى حزب الله في لبنان الذي قال إنه "قد يبحث بشكل متزايد مهاجمة الوطن إذا رأى أن الولاياتالمتحدة تشكل تهديدا مباشرا للجماعة أو إيران راعيه الرئيسي". في حين كشفت القيادة العسكرية في الولاياتالمتحدة أن الجيش الأميركي يعاني من حالة "فقدان توازن" بسبب الحرب التي يخوضها في العراق وأفغانستان. وقال رئيس أركان القوات البرية الأميركية الجنرال جورج كيسي الاثنين إن الجيش سيحتاج من ثلاث إلى أربع سنوات ليستعيد نمط عمله الطبيعي بعد عمليات الانتشار المتكرر التي قام بها خلال ست سنوات من التدخل العسكري في أفغانستان والعراق. وأوضح كيسي أن متطلبات "الصراع المستمر" فرضت على القوات الأميركية بذل مزيد من المجهود في الإطار الزمني الراهن وذلك على حساب الاحتفاظ بقوة جميع المتطوعين وبناء جسور للمستقبل. ولفت الجنرال الأميركي إلى أن ضغوطا تواجه جيشه رغم خطة خفض عدد القوات الأميركية المقررة السنة المقبلة. وكانت أعباء تراكمت على الجيش الأميركي في وقت سابق من هذا العام عندما قرر الرئيس جورج بوش تعزيز مستوى القوات الأميركية في العراق كجزء من الجهود لمواجهة العنف المتصاعد في أنحاء البلاد. ولمواجهة متطلبات زيادة القوات فقد عمد الجيش إلى تمديد فترة إقامة الوحدات العسكرية في العراق إلى فترة 15 شهرا بدلا من 12 شهريا كالمعتاد. وقال الجنرال كيسي إن فترة ال15 شهرا تلك هي "مؤقتة". وأوضح "نحن نحلل ذلك، وننظر في مدى تأثير ذلك على جاهزيتنا". وتسبب فترات الانتشار الطويل خارج الولاياتالمتحدة تقليل مدة الوقت الكافي الذي تحتاجه القوات الأميركية للتدريب على أساليب الحرب التقليدية أو الحالات التي قد تطرأ خارج حرب العراق. يشار إلى أن عدد القوات الأميركية في العراق وصل إلى أعلى معدلاته وفقا لخطة الرئيس بوش في إرسال قوات إضافية إلى العراق، وكان بدأ تنفيذ الخطة في فبراير/شباط الماضي وبلغت ذروتها في يونيو/حزيران، وزادت القوات الأميركية في هذا البلد بنحو ثلاثين ألف جندي.