أنهت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينازير بوتو ثماني سنوات من الاقامة في المنفى وعادت الخميس 18-10-2007 الى كراتشي لتقود حزبها في انتخابات تهدف الى اعادة البلاد الى الحكم المدني. وقالت بوتو عندما كانت طائرتها على وشك الهبوط قادمة من دبي "انني أشعر بسعادة بالغة وفخر بالغ"، واضافت:"يجب ان تكون هناك ديمقراطية في باكستان"، وتأخرت رحلة بوتو التي كان يفترض ان تقلع عند الساعة السادسة بتوقيت غرينتش ولم تكن قد اقلعت عند الساعة السابعة بالتوقيت العالمي على ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس الموجودة داخل الطائرة. واحتشد الالاف من العمال وقادة حزب الشعب الباكستاني بالمطار للترحيب ببوتو، فيما شددت السلطات الباكستانية الاجراءات الامنية في مدينة كراتشي اثر تلقي تهديدات من حركة طالبان وتنظيم القاعدة بالقيام بهجمات انتحارية بهذه المناسبة. وقال وكيل وزارة الداخلية في اقليم السند غلام محمد محترم للصحافيين نظرا لتوقعات بوجود حشود ضخمة للترحيب بعودة بوتو الامر الذي قد يتسبب في وقوع تدافع اضافة الى وجود تهديدات محتملة بشن هجمات انتحارية "فقد استنفرنا الاجهزة الامنية التي وضعت بحالة الطوارئ القصوى وتم نشر 20 الف من رجال الامن لتوفير الحماية لبوتو". وكانت تقارير ذكرت ان انصار بوتو تعرضوا لهجوم في قرية قريبة من مدينة كراتشي ما اسفر عن اصابة ثلاثة بجروح بالغة. من جانبه قال رئيس حزب الشعب الباكستاني مخدوم امين فهيم للصحافيين ان حوالى 40 الفا من العمال وقادة الحزب وصلوا الى كراتشي للترحيب برئيسة الوزراء السابقة كما ان مزيدا من المناصرين لبوتو من جميع انحاء البلاد ما زالوا يتوافدون على المدينة. وعلى صعيد متصل قالت بوتو في تصريح صحافي في مدينة دبي ان حوالي مئة الف من مناصريها وصلوا بالفعل الى كراتشي متوقعة قدوم المزيد منهم الى كراتشي. يذكر ان بينازير بوتو ابنة رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو غادرت باكستان بهدوء في شهر ابريل 1999 بعد ان تم حل حكومتها بتهمة الفساد وهذه هي المرة الثانية التي تنهي بوتو فترة النفي الاختياري على الرغم من الطلبات المتكررة من جانب الحكومة الباكستانية تأجيل عودتها الى ان تبت المحكمة العليا بالقضايا المرفوعة للطعن بمشروعية اعادة انتخاب الرئيس برويز مشرف. وكانت اول عودة لها بعد انتهاء النفي الذاتي في عام 1986 الذي اعتبر انذاك تحديا لحكم الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق الا انها تعود الان بعد توقيع اتفاق لتقاسم السلطة مع الرئيس مشرف. جدير بالذكر ان كلا من مشرف وبوتو يمران باضعف المراحل في حياتهما السياسية حيث يواجه مشرف تقلص شعبيته بسبب عملية اقتحام المسجد الاحمر واحداث العنف في الاقاليم القبلية المتاخمة للحدود الافغانية واقصاء القاضي تشودري عن منصبه. من جانبها فان شعبية بوتو اخذة في الانخفاض بسبب معارضة الشعب لاتفاق تقاسم السلطة مع مشرف الذي اعيد انتخابه اخيرا لرئاسة باكستان الا انه لم يتم اعلان النتائج رسميا ولم يقسم اليمين الدستورية قبل ان تبت المحكمة العليا في الالتماسات المقدمة التي تطعن بدستورية اعادة انتخابه. وفي غضون ذلك فان اول الحواجز التي يتعين على بوتو تخطيها كرئيسة وزراء منتخبة للمرة الثالثة سيكون توطيد تقاسم السلطة الهش مع مشرف الذي يقتضي اجراء تعديل بالدستور لتأمين اعادة انتخابها. ا