وجه وزير الخارجية الألماني السابق ( يوشكا فيشر ) انتقادات شديدة للسياسة الخارجية التي تتبعها الولاياتالمتحدة، وحذر من عواقب توجيه ضربة عسكرية لإيران ومن قلب نظام الحكم الحالي في باكستان. وقال الوزير ( يوشكا فيشر ) في كلمة له أمام ندوة نظمها معهد فيينا للعلوم البشرية(IWM ) بمناسبة الذكرى 25 لتأسيسها تحت عنوان (شروط التضامن الدولي) عقدت السبت الماضي 10/نوفمبر/2007 في فيينا " قد نفقد الباكستان بسبب نفس الخطأ الذي ارتكب عام 1979 عندما سقط الشاه ووقعت إيران بأيدي رجال الدين". ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية ORF عن (يوشكا فيشر) قوله " إن الوضع خطير للغاية في باكستان واذا ما سقط النظام الحالي فان المنطقة برمتها ستنقلب رأساً على عقب، وستنسحب تبعات هذا الأمر على أفغانستان المجاورة ". وفيما يتعلق بإيران أعرب الوزير الألماني السابق عن مخاوفه من تطور الأمور بين طهرانوواشنطن إلى مواجهة عسكرية بسبب الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني. وقال فيشر " إنني أخشى إن تساهم الانتخابات التي ستجري في إيرانوالولاياتالمتحدة على السواء العام القادم في تأجيج الصراع بين البلدين، وأعتبر تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة (رودي جولياني) بشأن ضرورة معاقبة إيران بأنها أمر يبعث على الفزع". ومضى يقول" أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد له هو الآخر مصلحة في تلقي بلاده ضربة عسكرية أمريكية محددة من أجل زيادة حظوظه في التمسك بمنصب الرئاسة خلال الانتخابات القادمة في بلاده المقررة العام المقبل". وحذر فيشر واشنطن من خطر شن حرب على إيران ووصفها بأنها ستكون خاسرة وتعرض التحالف الأوروبي الأطلنطي للخطر وبشكل يفوق تبعات حرب العراق. وقال فيشر " إنه لأمر محزن أن تعتمد الولاياتالمتحدة على القوة العسكرية بعد سقوط الشيوعية، حيث سندفع جميعاً ثمن ذلك". وأعرب وزير خارجية ألمانيا السابق عن شكوكه في إمكانية حدوث تغيير في السياسة الخارجية الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية القادمة. وعلى صعيد آخر تحدث في نفس الندوة الخبير في الشؤون الإسلامية المقيم في سويسرا السيد (طارق رمضان) عن ( صراع الحضارات) وقال " بأن هذا المصطلح كثر استخدامه في الآونة الأخيرة حيث باتت قضية التعايش بين الثقافات والأديان المختلفة قضية مركزية وليست فقط مجرد تصورات عامة حول السياسة الخارجية كدخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي". وقال ( طبقاً لما نقلته ORF) " إن التنوع الديني يعد من اكبر التحديات التي تواجه مجتمعنا، ويتعين اعتماد هوية إسلامية أوروبية مستقلة، وضمان معاملة متساوية تشمل كافة إتباع الأديان السماوية، المسلمون لا يطالبون معاملة خاصة بل السماح لهم بالتعبير عن آرائهم أسوة بالآخرين ". ودعا إلى الفصل بين الدين والثقافة وقال" يجب تعزيز الشعور بالانتماء إلى أوروبا بحيث يشعر المسلم البريطاني بأنه مواطن أوروبي وليس كمسلم قادم من أصول عربية أو أفريقية أو آسيوية ". و خلص الخبير في الشؤون الإسلامية في ختام حديثه إلى الإشارة إلى المناقشات الجارية حول ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وقال في هذا الصدد" يبدو بأن أوروبا ليست واضحة حول كيفية التعامل مع مواطنيها المسلمين، وبالتالي يتعين إتباع شفافية أكبر وانتقاد الذات عند الحديث عن التنوع الديني".