بدأ مليونان ونصف مليون أردني اليوم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية التي تجري كل 4 سنوات، لاختيار 110 نائباً جديداً من بين 885 مرشحاً. وعلى الرغم من تعهد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بإجراء انتخابات "حرة ونزيهة"، إلا أن الأجواء تبدو متلبدة بسبب اتهام الإسلاميين ووسائل الإعلام بالتزوير، حيث تتحدث هذه المصادر عن عمليات "شراء" الأصوات وعدم تحرك الحكومة حيال الأمر. ويشارك حزب جبهة العمل الإسلامي, الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في البلاد، ب 22 مرشحا في الانتخابات بينهم امرأة واحدة. وينتمي غالبية بقية المرشحين إلى العشائر الأردنية الكبرى بالإضافة إلى مستقلين ورجال اعمال وعدد من الوطنيين اليساريين. وبينما يراهن مرشحو الجبهة على أصوات ذوي الأصول الفلسطينية، خاصة مع التأييد القوي الذي يلاقونه من قبل سكان المخيمات الفلسطينية في البلاد، تطمح السيدات إلى كسب المزيد من المقاعد الستة المخصصة لهن في المجلس، وهو ما يعكسه عدد المشاركات القياسي، الذي وصل إلى 199 مرشحة، وهو رقم لم يسبق له مثيل في تاريخ الانتخابات النيابية البرلمانية. وكانت 54 امرأة فقط من مجموع 765 مرشحا شاركن في الانتخابات النيابية السابقة في عام 2003. وتمثل المرشحات في اغلبهن العوائل الأردنية الكبيرة إلى جانب النساء من اصحاب المهن. وهناك بين مرشحي حزب جبهة العمل الإسلامي ال 22، امرأة واحدة هي حياة المسيمي, الصيدلانية التي تبلغ من العمر 45 عاما سبق لها ان شغلت احد مقاعد مجلس النواب. وتحدثت المسيمي، في مهرجان انتخابي في الزرقاء الواقعة على بعد 20 كلم شمال شرق عمان والتي تضم اكبر نسبة من المحرومين في المملكة، أمام جمهور من النساء حصراً، عن غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار "الذي لا يمكن تفاديه في ظل ارتفاع اسعار المشتقات النفطية". لكنها لم تخف انتقاداتها أيضا للفساد في تنفيذ المشاريع الكبرى في البلاد، مضيفة "أعدكم بأنني في حال اعيد انتخابي سأتابع هذه المشاريع عن قرب". وفي عمان, وخصوصا في الدائرة الانتخابية الثالثة, التي تضم الأحياء الراقية من العاصمة وعلى الرغم من أن الجمهور يبدو أكثر انفتاحا فإن الخطاب لا يبدو مختلفا كثيرا: ارتفاع الأسعار ومكافحة الفساد. ولا يشير سجل النائبات الست اللواتي سبق لهن دخول مجلس النواب عبر الكوتا النسائية إلى وقائع تظهر دفاعهن عن حقوق المرأة ما أثار إحباط المنظمات النسائية في البلاد. وبحسب المحامية احسان بارتو "لسن النساء من يستطعن التأثير في البرلمان عندما يتعلق الأمر بتبني قوانين تتعلق بجرائم الشرف أو حق الطلاق بالنسبة للمرأة, انهم الرجال". وتضيف "نحن بحاجة إلى برلمان يتكون من أعضاء يحملون روحا منفتحة ممن يحترمون حقوق المرأة كإنسان مستقل من أية وصاية أبوية أو إخوية أو زوجية". ويختلف الخطاب الانتخابي للمرشحين الإسلاميين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، إذ يسيطر الخطاب الحماسي عن القدس وإسرائيل "المحكوم عليها بالفناء". ويقول مرشح جبهة العمل محمد عقل أمام حشد من الأنصار المتحمسين بالقرب من مخيم "البقعة": "نطلب من الله أن نكون مجاهدين، من حملة السلاح ومحرري فلسطين". وكثير من سكان الاردن البالغ عددهم 6ر5 مليون نسمة فلسطينيون استقرت عائلاتهم بعد الحروب العربية الإسرائيلية المتعاقبة، ليضعوا المملكة التي وقعت اتفاقية سلام مع اسرائيل في عام 1994 في قلب صراع مستمر من عشرات السنين. ويتمتع اسلاميو الاردن بتأييد قوي داخل المخيم الذي يقطنه أكثر من 140 ألف فلسطيني لتأييدهم حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى بيوتهم السابقة في مناطق تقع الآن داخل إسرائيل. كما يأتي التأييد للاسلاميين بسبب برنامج يدافع عن الحقوق المدنية في بلد يعاني فيه الأردنيون من أصل فلسطيني الاشد فقرا تمييزا يوميا في الوظائف والخدمات، حتى وان حصلوا على حقوق المواطنة. ويبلغ مجموع الناخبين مليونين و454686 مواطن أردني، مسجلين في سجلات الناخبين، نصفهم تقريبا (49,5%) من النساء. وستفتح مراكز الاقتراع ابوابها عند تمام السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش)، وتغلق عند السابعة مساء (17.00 ت غ)، لتبدأ بعدها مباشرة عملية فرز الاصوات مباشرة، على ان تعلن النتائج الرسمية في وقت لاحق مساء. ومجلس النواب القادم هو المجلس ال 15 في تاريخ الحياة البرلمانية والتشريعية للمملكة. ويبلغ مجموع مراكز الاقتراع في عموم البلاد 1434 مركزا خصص 623 مركزا منها للذكور و640 مركزا للاناث بالاضافة الى 169 مركزا مختلطا. وسيعمل نحو 40 الف موظف على ادارة العملية الانتخابية في محافظات المملكة ال 12. وقد تم نشر 40 الف شرطي في عموم البلاد، بالاضافة الى ارسال 3 الوية عسكرية الى جنوب المملكة تحسبا لوقوع اية صدامات عشائرية.