صادقت لجنة انتخابات الرئاسة الباكستانية اليوم السبت على انتخاب برفيز مشرف لفترة جديدة مدتها خمس سنوات، مزيلة بذلك آخر عقبة أمام الجنرال ليصبح رئيسا مدنيا للبلاد. وقال كنوار ديلشاد، المتحدث باسم اللجنة: "لقد أصدرنا بلاغا بشأن فوز برفيز مشرف في الانتخابات الرئاسية." وجاء الإعلان بعد يوم واحد من إصدار المحكمة العليا أمرا للجنة الانتخابات بأن تعلن مشرف الفائز في انتخابات الرئاسة التي جرت في أكتوبر/تشرين أول الماضي. وكان مشرف قد فاز بسهولة على الرغم من دعوات المعارضة المتكررة لمقاطعة الانتخابات، لكن القضاة السابقين في المحكمة العليا تساؤلوا حول صلاحية الانتخابات. وقد جرى طرد عدد من هؤلاء القضاة عندما فرض مشرف حالة الطوارئ في البلاد. وقال القضاة الجدد للمحكمة العليا إن على مشرف أن يستقيل من منصبه كقائد للجيش قبل أن يقسم اليمين لتولي ولاية رئاسية جديدة. ويتعرض مشرف لضغوط دولية كبيرة من أجل أن يرفع حالة الطوارئ، والتي شهدت اعتقال الآلاف من المعارضين والتضييق على وسائل الإعلام والقضاة المستقلين. المصادقة على حالة الطوارئ وكانت المحكمة العليا قد صادقت في وقت سابق يوم أمس الجمعة على قرار مشرف بفرض حالة الطوارئ في البلاد. قال القضاة الجدد للمحكمة العليا إن على مشرف أن يستقيل من منصبه كقائد للجيش كما رفضت المحكمة النظر في كل الدعاوى القانونية التي شككت في أهلية ترشح مشرف لانتخابات الرئاسة. في غضون ذلك، أعلن شهباز شريف، شقيق رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، أن الأخير سيعود إلى البلاد من منفاه في السعودية يوم غد الأحد. من جانبه قال زعيم بارز في حزب الرابطة الاسلامية-جناح نواز شريف-إن مشرف وافق على عودة نواز الى البلاد بعد المحادثات التي أجراها مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في الرياض الأسبوع الماضي. وكان شريف قد التقى بالعاهل السعودي يوم الجمعة مودعا إياه قبيل مغادرته السعودية عائدا الى باكستان. يذكر أن نواز شريف سبق له أن عاد الى باكستان في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، إلاَّ أنه سرعان ما تم ترحيله إلى جدة بعد ساعات قليلة من وصوله إلى العاصمة إسلام آباد. وشغل شريف منصب رئيس الوزراء قبل الإطاحة به في انقلاب قاده الجنرال مشرف عام 1999. قناعات محافظة سيعود شريف إلى البلاد من منفاه في السعودية يوم غد الأحد وتقول تقارير إعلامية باكستانية إن القيادة السعودية تشعر أن لشريف، الذي يشاركها قناعاتها الدينية المحافظة، الحق في أن يتنافس في الانتخابات العامة المقبلة مثل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي عادت إلى البلاد إثر اتفاق مع مشرف. ونقلت وكالة أسوشيتدبرس عن مساعد لمشرف قوله إن شريف لن يتم ترحيله إلى السعودية هذه المرة. من جهة أخرى، قالت تقارير إعلامية إن رئيس الوزراء الباكستاني السابق شوكت عزيز لن يدخل الانتخابات العامة المقبلة التي ستجرى في الثامن من شهر يناير/كانون الثاني القادم. ونقلت محطة "الفجر" الإخبارية الباكستانية عن عزيز، الذي ترك رئاسة الحكومة في وقت مبكر من هذا الشهر، قوله إن قراره بعدم دخول الانتخابات يرجع لأسباب شخصية بحتة. يذكر أن عزيز كان يشغل منصب وزير المالية قبل أن يصبح رئيسا للوزراء عام 2004. وقد ساعد في تحول الاقتصاد الباكستاني إلى واحد من أسرع الاقتصادات في آسيا بعد أن كان على شفا الانهيار