وسط إجراءات أمنية مشددة بدأت اليوم أعمال مؤتمر شرم الشيخ الدولي حول العراق والذي يستمر ليوم غد الثلاثاء بمشاركة 19 وزير خارجية في أعمال الاجتماع جنبا إلى جنب مع رؤساء 5 منظمات دولية وإقليمية. ومن المنتظر أن يقرر المؤتمر مشاركة واسعة للأمم المتحدة والجامعة في الإشراف على الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها بالعراق يناير القادم بجانب وضع التزامات محددة أمام الحكومة القادمة تضطلع بموجبها بالعمل على استعادة الأمن والاستقرار وقيادة البلاد خلال المرحلة الانتقالية للتوصل إلى حل نهائي. وستقدم ورقة عمل عربية للمؤتمر تعكس رؤية للأوضاع في العراق كما تؤكد على ضرورة إزالة أسباب حالة التوتر الراهنة ودعوة قوات التحالف للتسريع باستعادة العراق سلطته وسيادته على أراضيه ونقل السلطات كافة إلى الحكومة القادمة كما تقترح الورقة الترتيب لمؤتمر قومي داخل العراق تدعى إليه كافة القوى السياسية بمشاركة الأطراف المعنية سواء من الأممالمتحدة أو الجامعة ودول الجوار لدعم خطوات إعادة الاستقرار . وتؤكد الورقة على ضرورة وفاء فوات التحالف بالتزاماتها كسلطة احتلال وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1541 والعمل على ترك مصير العراق لأبنائه. وقال احمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري إنه تم في الأيام الماضية توافق على مشروع البيان. وعلى الرغم من التوافق الدولي على البيان الختامي للمؤتمر فإن وفدا يمثل شخصيات عراقية وطنية يعتزم التوجه إلي شرم الشيخ لتسليم المشاركين في المؤتمر وثيقة تتضمن مطالب المعارضة العراقية ووجهة نظرها حيال هذا المؤتمر، ويضم الوفد مختلف ألوان الطيف السياسي العراقي برئاسة مزهر الدليمى رئيس رابطة الدفاع عن الشعب العراقي. وقال الدليمى إنه على الرغم من عدم توجيه دعوة إلى الوفد فإنه سيتوجه إلي شرم الشيخ للتواجد من أجل إبلاغ المؤتمر بوجهة نظر مختلف القوى السياسية والوطنية العراقية حيال ما يجرى حاليا في العراق. وتتضمن الوثيقة المطالبة بتأجيل الانتخابات التي أعلنت الحكومة العراقية المؤقتة يوم30 يناير القادم المقبل موعدا لإجرائها على اعتبار أن تواجد قوات الاحتلال الأمريكية بالإضافة إلي اختلال المعايير لدى الجهات العراقية المسؤولة عن تنظيم هذه الانتخابات يجعل من الصعوبة بمكان إجراء انتخابات حرة ونزيهة تتيح للشعب العراقي الإدلاء بصوته والتعبير عن رأيه في جو من الشفافية والحرية الديموقراطية. وتطالب الوثيقة بالوقف الفوري وغير المشروط "للمجازر الوحشية" وكل الممارسات التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد أبناء الشعب العراقي "وخاصة المدنيين العزل من النساء والشيوخ والأطفال من تشريدهم والاعتداء على حرماتهم وإتلاف ممتلكاتهم وتعريضهم لشتى صنوف الإرهاب والتعذيب". تواصل المواجهات بين المقاومة والاحتلال بالعراق واستشهاد ثلاثة مواطنين بفلسطين اغتال مسلحون مجهولون صباح الاثنين، رجل الدين البارز الشيخ فيضي محمد الفيضي في مدينة الموصل شمالي العراق..وقال شهود عيان إن الشيخ الفيضي كان يغادر منزله عندما هاجمه مسلحون وأطلقوا نيران أسلحتهم باتجاهه. وقالت مصادر طبية إن الفيضي توفي لاحقا في غرفة العمليات بمستشفى الجمهورية في المدينة. يُشار إلى أن الشيخ الفيضي هو شقيق الناطق باسم هيئة علماء المسلمين السنة. ودعت هيئة علماء المسلمين إلى مقاطعة الانتخابات المزمعة في 30 يناير /كانون الثاني.. وتقول إن أعضاءها مستهدفون من جانب القوات الأمريكية وقوات الأمن العراقية وأيضا من جانب المسلحين الذين يحاولون تأجيج نار الصراع الطائفي، بحسب ما نقلته وكالة رويترز. وقد تصاعدت، خلال الفترة الأخيرة، حدة العداء للولايات المتحدة بين الأقلية السنية في العراق، التي فقدت كثيرا من النفوذ والامتيازات التي كانت تتمتع بها في ظل حكم الرئيس المخلوع صدام حسين وهو سني. وتشكلت هيئة علماء المسلمين بعد الغزو الأمريكي للعراق في العام الماضي، في محاولة لملء الفراغ السياسي في أوساط السنة. وهي تحتفظ بعلاقات مع الجماعات الشيعية المناهضة للقوات الأمريكية مثل الحركة التي يقودها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. هذا وأعلنت قوات الاحتلال الأمريكية في بيان لها إنها اعتقلت ستة أشخاص بينهم قائد بارز للمسلحين في محافظة الأنبار التي تضم مدينتي الرمادي والفلوجة غربي العاصمة العراقية بغداد. وأكدت في بيان آخر أن دورية تابعة لمشاة البحرية (المارينز) قتلت في الفلوجة مسلحا أطلق عليها النار. وأسفر الهجوم الأميركي على الفلوجة - حسب حصيلة أميركية - عن مقتل 1200 عراقيا و51 جنديا أميركيا وثمانية جنود عراقيين. وفي تطور آخر زعمت القوات الأمريكية أنها اكتشفت نحو عشرين قبوا للتعذيب في الفلوجة منذ بدء هجومها على المدينة في الثامن من الشهر الجاري. وكانت الساعات ال 24 الماضية قد شهدت هجمات وتفجيرات أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف العراقيين. ففي بيجي قتل ثلاثة عراقيين وجرح ثمانية آخرون في اشتباكات بين مسلحين والقوات الأمريكية وسط هذه المدينة الواقعة شمال بغداد. وفي الرمادي ذكرت قناة الجزيرة أن مسلحين شنوا هجوما على تجمع للحرس الوطني العراقي وسط مدينة الرمادي (70 كلم غرب بغداد) مما أدى إلى مقتل 9 من عناصر الحرس وإصابة 17 آخرين. واعترفت القوات الأمريكية بإطلاقها النار على حافلة في أحد أحياء الرمادي السبت مما أدى إلى مقتل 7 مدنيين بينهم امرأة مسنة وجرح خمسة آخرين. بينما تعرض سجن أبوغريب لقصف بالهاون. وفي سامراء قتل ثلاثة عراقيين وجرح ستة في اشتباكات عنيفة بين مسلحين والقوات الأمريكية. أما في مدينة القائم على الحدود مع سوريا فقد تعرض مقر القوات الأمريكية لهجوم بقذائف الهاون. وفي الموصل تبنى "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" إعدام 12 عنصرا من الحرس الوطني. وإزاء تزايد التدهور الأمني في العراق اعتبر السناتور الجمهوري الواسع النفوذ جون ماكين أمس أن على الولاياتالمتحدة أن تنشر أربعين إلى خمسين ألف جندي أمريكي إضافي في هذا البلد "إذا أرادت أن تعيد إليه الاستقرار" حسب تعبيره. وفي فلسطينالمحتلة استشهد ثلاثة فلسطينيين في تبادل لاطلاق النار بين وحدة اسرائيلية خاصة وناشطين فلسطينيين في بلدة بيتونيا غرب رام الله مساء الأحد. وافاد مصدر طبي فلسطيني ان احد الشهداء محمد غسان مسؤول محلي في كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح وتلاحقه القوات الاسرائيلية منذ اشهر عدة. واوضح متحدث عسكري اسرائيلي ان الثلاثة كانوا على متن سيارة عندما اوقفهم حاجز طيار لحرس الحدود الاسرائيلي يعمل عناصره باللباس المدني في بلدة بيتونيا غرب رام الله. واضاف المتحدث الاسرائيلي ان الثلاثة فتحوا النار ما ادى الى اصابة احد عناصر الحاجز في ساقه. ورد الجنود الاسرائيليون على النار فقتلوا الفلسطينيين الثلاثة. الا ان ضابطا في الاستخبارات الفلسطينية قال ان الجيش الاسرائيلي نصب كمينا للشبان الثلاثة واطلق النار عليهم لحطة الاقتراب منهم. وقال الضابط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان "عناصر من الوحدات الخاصة الاسرائيلية اختبأوا تحت علب كرتونية داخل سيارة بالقرب من احد المطاعم في المنطقة الواقعة بين رام الله وبلدة بيتونيا وما ان اقترب الشبان الثلاثة في سيارتهم حتى خرج افراد الوحدة الخاصة واطلقوا النار على الشبان الثلاثة فاردوهم". وأضاف هذا الضابط ان الجيش الاسرائيلي "اغلق المنطقة بعد تنفيذ عملية الاغتيال وحضر عسكريون بثيابهم النظامية" الى مكان الحادث. وأعلن ان الشبان الثلاثة هم سلامة يعقوب (22 عاما) وناصر جوابرة (23 عاما) ومحمد غسان اللفتاوي (23 عاما).. وأكد ان ثلاثتهم كانوا مطلوبين لدى الجيش الاسرائيلي منذ مدة. وبذلك يرتفع الى 4585 عدد الذين قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة نهاية سبتمبر 2000 بينهم 3550 فلسطينيا و961 اسرائيليا.