تعهد المانحون الدوليون بتقديم صفقة بمليارات الدولارات في إطار خطة لدعم الاقتصاد الفلسطيني وصفتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بأنها "الأمل الأخير" لانقاذ الحكومة الفلسطينة من الإفلاس. وقدمت تلك التعهدات خلال مؤتمر باريس للدول والمنظمات المانحة الذي عقد ليوم واحد اليوم الإثنين، وشاركت فيه 68 دولة وأكثر من عشرين منظمة ووكالة دولية. وحثت رايس ممثلي الدول المشاركة في المؤتمر على "التبرع بكرم للسلطة الفلسطينية التي تعاني من أزمة مالية بالغة الخطورة". وقالت ان واشنطن ستقدم للسلطة الفلسطينية عام 2008 تبرعات ستصل قيمتها الى 555 مليون دولار امريكي. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد دعا إلى ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي دعما عاجلا من أجل إقامة دولة فلسطينية. وجاء ذلك في الكلمة التي ألقاها ساركوزي في افتتاح مؤتمر الدول المانحة في العاصمة الفرنسية باريس. ووصف ساركوزي المؤتمر بأنه "نقطة تحول" في جهود السلام في الشرق الأوسط. وأوضح قائلا: "يجب أن نعمل معا الآن من أجل خلق دولة فلسطينية، مستقلة ديمقراطية قابلة للحياة، قبل نهاية عام 2008". وتعهد ساركوزي بتقديم 300 مليون دولار دعم للفلسطينيين من فرنسا. ويهدف المؤتمر الذي تشارك في أعماله 90 دولة ومنظمة دولية، إلى إحياء الاقتصاد الفلسطيني. ويقول المراقبون إن المؤتمر سيسعى إلى حشد الدعم المالي والسياسي للسلطة الفلسطينية من أجل إرساء قواعد دولة فلسطينية. لكن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في الضفة الغربية وقطاع غزة باتت تهدد كل الآمال المعقودة على السلام. من جانبه طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر إسرائيل بتجميد بناء كل المستوطنات "بدون استثاء"، وغزالة كل ما بنى من بؤر استيطانية ونقاط تفتيش غير شرعية منذ عام 2001. وأضاف عباس ان حكومته ستفي بالتزاماتها المتعلقة بتحقيق السلام بين الطرفين بومجب مشروع خريطة الطريق. وأكد عباس أنه لن يقبل إجراء حوار مع حركة حماس على أساس "الأمر الواقع"، وحذر من أن قطاع غزة قد يتجه نحو كارثة في حالة غياب المساعدات الدولية. في المقابل، قال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ان بلاده "تؤيد الجهود الدولية التي تبذل من اجل تقديم الدعم الاقتصادي للسلطة الفلسطينية، بشرط الا يكون ذلك على حساب مصالح اسرائيل الامنية". واضاف اولمرت خلال اجتماع لحزب كاديما الذي يتزعمه انه "يأمل بأن تدعم نتائج هذا المؤتمر عملية التفاوض الجارية بين اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية". اما وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني فقالت أمام المؤتمر إن خطة إصلاح فلسطينية مدتها ثلاث سنوات تعد جهدا جادا لبناء اسس الدولة الفلسطينية. ويأتي انعقاد مؤتمر باريس الذي يستغرق يوما واحدا بعد شهر من مؤتمر أنابوليس الذي رعته الولاياتالمتحدة في ولاية ميريلاند بهدف استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تعهدا في أنابوليس بالعمل على إبرام اتفاق سلام قبل نهاية العام المقبل. كما تعهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بالدعم الكامل للعملية خلال عامه الأخير في البيت الأبيض.