أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق اليوم أن عددا من الأحزاب السياسية ، التي تمت المصادقة على مشاركة في الانتخابات المقررة في الثلاثين من يناير المقبل ، قررت سحب طلبها ، ومقاطعة الانتخابات رغم موافقة المفوضية على مشاركتها . وقال المتحدث الرسمي للمفوضية فريد أيار لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" إن " بعض الكيانات السياسية والأفراد قاموا بإلغاء مصادقاتهم والانسحاب من الاشتراك في الانتخابات المقبلة "وكان ممثلو 15 حزبا في مقدمتها الأحزاب التي يقودها المرشح الرئاسي السابق عدنان الباجة جي والحزبان الكرديان الرئيسيان قد وقعوا الأسبوع الماضي على عريضة تدعو إلى تأجيل الانتخابات لمدة ستة أشهر . يأتي هذا القرار مع استحالة إجراء الانتخابات في ثلثي العراق الذي يشهد حروبا وعمليات قتالية وخروج معظم مدن الوسط والشمال عن سيطرة قوات الاحتلال الأمريكية والحكومة الموالية لها . وقد ألمح بعض قادة الأحزاب الموقعين على الوثيقة إلى عمليات تزوير تمت لإضافة ملايين الأصوات من خارج العراق تصب لصالح أحزاب بعينها، في إشارة إلى الأحزاب الشيعية الموالية لإيران.من ناحية أخرى ، شكك وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان أمس في إمكانية إجراء الانتخابات العراقية في موعدها المقرر في 30 يناير ، مؤكدا ن الظروف الأمنية ليست على المستوى المطلوب لإجرائها. وقال الشعلان للصحفيين أثناء زيارة إلى روما " لدي انطباع بان كل الشروط لإجراء الانتخابات في العراق لم تستوف بعد وتوجد مشكلة تتعلق بالأمن "وقال الشعلان "لكنني رجل عسكري وأطيع الأوامر. إننا نقوم بما هو ضروري لاحترام الموعد إذا كان هذا هو قرار الحكومة العراقية والأمم المتحدة وغيرها من اللاعبين الدوليين". ويأتي اعتراف الشعلان هذا ليزيد من حجم الضغوط على حكومة علاوي ومؤيديها من الشيعة، الذين يسعون لإجراء الانتخابات العراقية، في محاولة لتهميش مناطق السنة التي تشهد انتفاضة مسلحة ضد الوجود الأمريكي. على نفس الصعيد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكي "البنتاجون " عزمها رفع عدد القوات الأمريكية في العراق من مستواها الحالي ، الذي يبلغ 134 ألف جندي ، إلى ما يقرب من 150 ألف جندي ، تحسبا لتصاعد عمليات المقاومة قبل إجراء الانتخابات التشريعية المقررة في الثلاثين من يناير المقبل .وأشار الجيش الأمريكي إلى أنه سوف يتم إرسال 1500 جندي إضافي للعراق ، فيما سيتم تغطية باقي العدد من خلال تمديد خدمة أكثر من عشرة آلاف آخر موجودين بالفعل في العراق ، رغم وصول الوحدات البديلة من الولاياتالمتحدة ، وذلك في إطار عملية التبديل والإحلال التي يجريها الجيش الأمريكي لقواته المنتشرة في العراق كل ستة أشهر . وسيتم إرسال كتيبتين من وحدة القوات المحمولة جوا 82 والمتمركزة في "فورت براغ" بنورث كارولينا، ولفترة أربعة أشهر من أجل تعزيز الأمن المطلوب لإجراء الانتخابات العراقية . وبالإضافة إلى ذلك ، قرر البنتاجون تمديد خدمة كتيبتين من الجيش الأمريكي، وشركة نقل ووحدة من مشاة قوات البحرية الأمريكية "المارينز" حتى مارس المقبل، فيما كانت عودتهم مقررة للولايات المتحدة في يناير المقبل. وسيتأثر بهذا القرار قرابة 10360 جندي ومارينز، منهم من مددت خدمته في العراق فعلا من عشرة أشهر إلى سنة. وكان الجنرال جورج كاسي، قائد القوات الأمريكية في العراق قد طلب إرسال قوات إضافية في ضوء المعارك اتساع رقعة المعارك التي تخوضها القوات الأمريكية ضد رجال المقاومة في مدينة الفلوجة، ومدن عراقية أخرى . وجدير بالذكر أن حصيلة القتلى في صفوف قوات الاحتلال الأمريكي بالعراق خلال شهر نوفمبر الماضي قد بلغت 134 جنديا ، واكثر من 1200 جريح ، وبذلك يصبح الشهر الحالي ثاني أكثر الشهور دموية بالنسبة للقوات الامريكية ، بعد شهر أبريل الماضي ، حيث بلغت محصلة القتلى 135 جنديا . وسقط 71 جنديا من القتلى الأمريكيين بالعراق خلال الشهر الماضي ، خلال المعارك العنيفة التي شهدتها مدينة الفلوجة ، غربي بغداد ، حيث بدأ نحو 12 ألف جندي من مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" هجوما شاملا على المدينة في التاسع من الشهر الحالي ، ومازال القتال مستمر في المدينة حتى الآن ، خاصة في الأحياء الجنوبية . وتسببت القنابل المحلية الصنع التي يزرعها المقاتلون العراقيين على جنبات الطرق وتفجر بواسطة أجهزة التحكم عن بُعد، والتي يطلق عليها الجيش الأمريكي "العبوات الناسفة المترجلة" في إيقاع غالبية قتلى الجنود الأمريكيين أو إصابتهم بإصابات بليغة.وبالرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلها الجيش الأمريكي لمواجهة تهديدات تلك القنابل، غير أنها باءت بالفشل، مع إعلان الجيش الأمريكي اكتشاف كميات كبيرة من العبوات الناسفة المحلية الصنع خلال الثلاثة أسابيع الماضية في مدينة الفلوجة تماثل أعدادها تلك المكتشفة في جميع أنحاء العراق خلال أربعة أشهر.