انسحبت القوات الإسرائيلية من قطاع غزة يوم الاثنين بعد نداءات من واشنطن لإنقاذ محادثات السلام مع الفلسطينيين وإنهاء اشتباكات استمرت لأيام استشهد خلالها أكثر من مئة فلسطيني. وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة "انتصارا" في غزة وتوعدت بمواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل وأطلقت صاروخا على مدينة عسقلان بجنوب إسرائيل بعد وقت قصير من انسحاب القوات مما أسفر عن إصابة شخص. ومع خروج الآلآف من مؤيدي حركة حماس للاحتفال في الشوارع والتقاط صور لهم مع المسلحين أذيعت عبر مكبرات الصوت في مدينة غزة أغنية لحماس تقول "ذهب الغزاة واندحر جيش اليهود." وقال حاييم رامون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت عن العملية التي استمرت خمسة أيام انها جرت في مجراها الطبيعي مضيفا أن عشرات القتلى الذين سقطوا "من ارهابيي حماس " سيكونون بمثابة رادع يحول دون شن هجمات صاروخية جديدة. ونقل مسؤول إسرائيلي عن أولمرت قوله للجنة برلمانية "نحن في وسط عمل قتالي. ما حدث في الأيام الاخيرة ليس حدثا يقع مرة واحدة." وذكر مسؤول حكومي اسرائيلي كبير أن الصراع دخل "فاصلا لمدة يومين" من أجل زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس. وأضاف "هذه العملية المحدودة للغاية (في غزة) كانت تهدف للتوضيح لحماس ما يمكن أن يحدث.. ما يمكن أن تصفه "بالتمهيد"." واستطرد "اذا قرروا أنهم اكتفوا بما شاهدوه وأوقفوا اطلاق الصواريخ واذا وصلتهم الرسالة يمكننا آنذاك العودة لفترة الهدوء. اذا استمروا في اطلاق الصواريخ ستكون هناك المزيد من العمليات مثل هذه العملية أو أسوأ." ومن المقرر أن تجري رايس محادثات في القدس وفي مدينة رام اللهبالضفة الغربية يومي الثلاثاء والاربعاء من أجل دفع محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية قدما. وتأمل واشنطن التوصل هذا العام لاتفاق بشأن اقامة دولة فلسطينية. ويعتزم مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر الاجتماع يوم الاربعاء لدراسة خطوة الحكومة المقبلة. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم الاحد ان اسرائيل ستمضي قدما في هجومها ضد حماس في غزة. ووقعت اسرائيل تحت ضغط من حليفتها واشنطن لوقف العنف بعد أن علق الرئيس الفلسطيني محمود عباس محادثات السلام برعاية الولاياتالمتحدة احتجاجا على إراقة الدماء. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 116 فلسطينيا استشهدوا في الهجوم في غزة. وقالت جماعات للنشطاء ان نحو نصفهم من المدنيين. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان عدد القتلى 110 مضيفا "الوضع خطير للغاية‘و ما ترتب على هذا العدوان الاسرائيلي يفوق وغير مسبوق على الاطلاق منذ حرب عام 1967 من الاحتلال الاسرائيلي." وسقط العديد من الشهداء والجرحى المدنيين عندما أطلقت طائرات وطائرات هليكوبتر وطائرات بلا طيار اسرائيلية قذائف على مبان ومنازل قال الجيش ان نشطاء يستخدمونها. وقال مسعفون وحماس ان اسرائيل شنت أثناء الليل العديد من الغارات الجوية على قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد ثلاثة نشطاء. وذكر الجيش الاسرائيلي انه استهدف ورش عمل تصنع صواريخ. وقتل جنديان اسرائيليان في الاشتباكات كما قتل صاروخ مدنيا اسرائيليا يوم الاربعاء ليصبح أول قتيل يسقط منذ مايو ايار. وأطلقت أعمال العنف في غزة احتجاجات مناهضة لاسرائيل في الضفة الغربية وقال متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان مستوطنا يهوديا قتل بالرصاص فلسطينيا يبلغ من العمر 17 عاما يوم الاثنين في رام الله بعد تعرضه لهجوم من مجموعة من الفلسطينيين كانوا يرمون الحجارة. وبعد انسحاب القوات الاسرائيلية بدأ عمال بلدية اصلاح الطرق وخطوط الكهرباء التي دمرت في القتال.. وفي عسقلان بدأ سكان شقة سكنية اخترقها صاروخ من طراز كاتيوشا في إزالة الحطام. وكان عباس قال انه لن يستأنف المحادثات مع أولمرت الى أن توقف اسرائيل هجومها. وتقول حماس انها تطلق الصواريخ دفاعا عن النفس وانها ستتوقف عن ذلك اذا أوقفت اسرائيل كل نشاطها العسكري في غزةوالضفة الغربيةالمحتلة وأنهت حصارها لقطاع غزة. وتقول اسرائيل ان المخاوف الامنية تملي عليها تصرفاتها وان الغارات أحبطت خططا للنشطاء بشن هجمات على الاسرائيليين.