أعلنت طهران على لسان مسؤول بارز في برنامجها النووي أنها ستفتتح بعد أقل من عام مرفقاً نووياً جديدا مخصصاً لإنتاج اليورانيوم في أردكان، سيكون قادراً على إعداد ما يعرف ب"الكعكة الصفراء" وهي مرحلة يتم خلالها تصفية اليورانيوم وتنقيته من الشوائب. ومن المنتظر أن يكون للإعلان تداعيات جديدة على مستوى الصراع بين إيران والغرب على خلفية الملف النووي، إذ يؤكد بعض الخبراء أن بناء هذا المرفق سيتيح للإيرانيين امتلاك التكنولوجيا التي تمكنهم من صنع وقود لمفاعلات نووية سلمية، ورؤوس حربية لصواريخ بالستية على حد سواء. وجاء الإعلان الإيراني من خلال حديث أدلى به نائب مدير وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، حسين فاغيهيان، الذي قال إن مرفق أردكان، وهي منطقة تقع وسط البلاد "سيفتتح قبل نهاية العام الجاري بالتقويم الفارسي" أي ما يوافق 20 مارس/آذار 2009. ويقوم المرفق بتحويل اليورانيوم الذي يستخرج من المناجم من وضعه الخام إلى وضع مركز وخال من الشوائب، يتخذ فيه اليورانيوم شكل "الكعكة" الصفراء اللون. ويتولى بعد ذلك مرفق أصفهان تحويل "الكعكة" إلى يورانيوم هكسفلورايد، وهو غاز يستخدم في تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى، وينقل بعدها الغاز إلى ناتنز حيث يحقن في أجهزة الطرد المركزية. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن فاغيهيان قوله: "مع بناء مرفق أردكان نكون قد لبينا الحاجة المحلية إلى الخامات المركزة." كما نقل عنه أن بلاده أنتجت حتى الآن 360 طناً من الغاز اللازم لتخصيب اليورانيوم يتم تخزينها في أصفهان وفقاً لأسوشيتد برس. وكانت إيران قد بنت منشأة صغيرة لإنتاج "الكعكة الصفراء" في بندر عباس عام 2006 دون الإعلان عن قدراتها الإنتاجية، لكن الدراسات تشير إلى أنها محدودة مقارنة بالمرفق الجديد. ويقول خبراء إن مستويات التخصيب المنخفضة تتوافق مع حاجات المفاعلات السلمية، لكن زيادة مستويات التخصيب قد يمكّن من بناء قدرات نووية عسكرية. يذكر أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كان قد أعلن الثلاثاء، بدء تركيب ستة آلاف جهاز طرد مركزي متطور جديد لتخصيب اليورانيوم. وقال الرئيس الإيراني، خلال زيارته لمنشأة "ناتنز" النووية وسط البلاد، في إطار الاحتفال ب"اليوم الوطني للتقنية النووية"، إن هناك "إنجازات جديدة" سيطلع الإيرانيين عليها في وقت لاحق وترافقت مواقف نجاد مع تشديد زير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، على ضرورة إجراء محادثات مباشرة بين واشنطنوطهران لحل المشكلة النووية الإيرانية، معتبراً أن "المحادثات المباشرة بين واشنطنوطهران، عنصراً رئيسيا لتسوية المشكلة الإيرانية." وتتهم واشنطن ومعها عدة عواصم غربية طهران بإخفاء بيانات سرية في برنامجها النووي والعمل على تطوير قدرات نووية عسكرية وقد سبق أن فرض مجلس الأمن مجموعة من العقوبات على إيران بسبب ذلك./ CNN
