توعد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بشن "حرب مفتوحة" اذا تواصلت عمليات القوات العراقية والاميركية على ميليشيا جيش المهدي التي يتزعمها, وذلك في بيان حمل توقيعه وصدر في مدينة النجف. وقال الصدر في بيانه "اوجه اخر تحذير وكلام للحكومة العراقية, ان تتخذ طريق السلام ونبذ العنف مع شعبها والا كانت كحكومة الهدام", في اشارة الى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. واضاف "ان لم تكبح (الحكومة) جماحها فسنعلنها حربا مفتوحة حتى التحرير". وكان الصدر امر اتباعه في وقت سابق اليوم باخلاء مكتبه في البصرة, جنوب العراق, وتسليمه الى الجهات الرسمية, بعد طلب الحكومة العراقية من الاحزاب السياسية في البصرة اخلاء المباني الحكومية التي تستولي عليها، في وقت لا يزال القتال مستمرا في مدينة الصدر والبصرة، وراح ضحية المواجهات الدموية العشرات ما بين قتيل وجريح. وقال الشيخ حارث الاعذاري مدير مكتب الصدر في البصرة "لقد تسلمنا اوامر مركزية من النجف, تقول ان السيد امر باخلاء المكتب في البصرة, وتسليمه الى الجهات الرسمية". واضاف "نحن الان بالفعل بدأنا باخلاء المكتب ونعمل بنقل الاثاث وسنسلمه الى الجهات الامنية". وكانت مصادر امنية واخرى من التيار الصدري قالت ان قوات عراقية طالبت التيار باخلاء مقره في البصرة على بعد 550 كلم جنوب بغداد الجمعة, قبل ان تغادر المكان بعد تأكدها من عدم اقامة صلاة الجمعة عند المقر. وقال اللواء عبد الكريم خلف الناطق باسم وزارة الداخلية ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "امر باخلاء المباني الحكومية التي تستولي عليها الاحزاب والتيارات السياسية بشكل عام". بناء جدار في مدينة الصدر وبدأت القوات الاميركية والعراقية السبت بناء جدار في مدينة الصدر المعقل الرئيسي للميلشيات الشيعية في محاولة لمنع انطلاق الهجمات الصاروخية منها, فيما قتل 15 شخصا في مواجهات وقعت في هذا الحي شمال شرق بغداد. وقالت مصادر طبية عراقية ان 15 شخصا على الاقل قتلوا واصيب 76 شخصا بجروح في الاشتباكات التي اندلعت مساء الجمعة واستمرت حتى الفجر بين جيش المهدي من جهة والقوات العراقية والاميركية من جهة اخرى في مدينة الصدر في بغداد. واوضحت المصادر ان "مستشفى الصدر التعليمي تسلم ثلاث جثث, بينما تسلم مستشفى الامام علي عشرة قتلى, فيما توزع الجرحى على المستشفيات", موضحا ان عددا كبير من النساء والاطفال بين الضحايا. واعلن الجيش الاميركي السبت ان القوات الاميركية والعراقية بدأت بناء جدار في مدينة الصدر في محاولة لمنع انطلاق الهجمات الصاروخية منها. وقال الجيش ان الجدار المتفاوت الارتفاع يبنى على طول الطريق الرئيسية ويفصل الجزء الجنوبي من مدينة الصدر عن الجزء الشمالي في هذه الضاحية التي يقطنها اكثر من مليوني شخص. ويصل ارتفاع الجدار المؤلف من كتل اسمنتية في بعض الاماكن الى ثلاثة امتار. وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر "سنسيج المدينة لكي نسيطر على منافذ الخروج والدخول فيها". وقال ان المشروع مبادرة من الحكومة العراقية موضحا "نحن لا نعمل بشكل مستقل". واضاف ستوفر ان "الهدف من وراء بناء الجدار هو منع اطلاق الصواريخ" من مدينة الصدر. ويؤكد الجيش الاميركي ان الصواريخ التي تستهدف المنطقة الخضراء المحصنة تطلق من مدينة الصدر. وقال ستوفر ان بناء الجدار لن يعيق حركة السكان المحليين. واوضح "الشعب والمواطنون المتلزمون بالقانون العراقي, وسيارات الاسعاف والاطفاء الحكومية, تستطيع المرور والخروج من دون اي مشكلة". واكد الضابط الاميركي ان "الارهابيين هم من فرض هذه الاجواء التي تتطلب اتخاذ اجراءات احترازية وحماية المواطن تأتي في المقام الاول". الجدار "يهدف للضغط على أبناء المدينة" لكن صلاح العبيدي, الناطق باسم التيار الصدري في النجف, اعتبر ان "بناء الجدار في مدينة الصدر يهدف الى الضغط على ابناء المدينة, وحرمانهم من الخدمات وعزلهم, عن الدوائر المهمة وعن مؤسسات الخدمية". واضاف ان ذلك يترتب عليه "الامعان في مسالة اهمال مدينة الصدر". واكد ان "الحجة الواهية التي استخدمتها قوات الاحتلال, بان الصواريخ تاتي من مدينة الصدر وان هذا الجدار سيمنعها (..) نحن نقول ان هناك صواريخ تنطلق خارجة عن مدينة الصدر وبعيدة عنها وانها ما تقوله القوات هو حجة لا اساس لها من الصحة". وتشهد مدينة الصدر, الحي الفقير الذي يقطنه اكثر من مليوني نسمة معظمهم من الشيعة, مواجهات منذ نهاية مارس/اذار بين القوات العراقية مدعومة بوحدات اميركية والميليشيات الشيعية وعلى راسها جيش المهدي اسفرت عن سقوط مئات القتلى. وبعد هدوء استمر عدة ايام استؤنفت المعارك في السادس من ابريل/نيسان. وكانت المعارك اندلعت في 25 مارس/اذار عندما امر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقمع ما سماه "المجرمين" في البصرة (جنوب). واعتبر جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر المناهض للاميركيين انه مستهدف بتلك العملية فاشهر السلاح في وجه القوات الحكومية. حظر تجول في الناصرية الى ذلك, اعلنت السلطات العراقية السبت فرض حظر تجول شامل في مدينة الناصرية كبرى مدن محافظة ذي قار (جنوب) اثر اندلاع اشتباكات مسلحة مع جيش المهدي جنوبالمدينة ادت الى مقتل شرطي ومسلحين اثنين واصابة عشرين شخصا على الاقل. وقال العقيد حسن ياسر مدير شرطة قضاء سوق الشيوخ (30 كلم جنوب الناصرية) ان "عناصر جيش المهدي انتشروا من دون اي مسوغ في وسط وعلى اطراف القضاء منذ مساء الجمعة". واضاف ان "مواجهات عنيفة اندلعت بعد مهاجمتهم لعناصر الشرطة ما اسفر عن مقتل شرطي واثنين من عناصر جيش المهدي واصابة عشرين اخرين من الجيش والشرطة ومدنيين". واكد ان "الاشتباكات لا تزال جارية وان قوات الشرطة تحاصر المسلحين في اكثر من مكان". وفرضت قيادة شرطة المحافظة حظرا احترازيا للتجول في الناصرية واغلقت منافذها مع المحافظات المجاورة. وانتشرت القوات الامنية بشكل مكثف في شوارع المدينة ونشرت مقاتليها على اسطح المباني العالية تحسبا لامتداد الاشتباكات الى الناصرية. كذلك اعلن السلطات السيطرة على احد احياء مدينة البصرة جنوب العراق خلال عملية عسكرية اتهم التيار الصدري الحكومة بقتل العشرات خلالها. وقال اللواء عبد الكريم خلف الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية "اكتملت العملية التي استهدفت حي الحيانية من دون مقاومة". واضاف "تمكنا من اعتقال الكثيرين, وقواتنا سيطرت على اسطح المباني العالية في الحي. ويعتبر الحيانية احد اهم معاقل جيش المهدي وشهد مواجهات عنيفة عند بدء الخطة الامنية في البصرة. بدوره, قال الفريق الركن موحان الفريجي قائد عمليات البصرة "بلغنا المسلحين في الحيانية ان يسلموا اسلحتهم الثقيلة والمتوسطة قبل ايام, لكنهم حتى الان يزرعون عبوات ويطلقون هاونات". واضاف "بدانا الهجوم عليهم قبل الساعة السادسة صباح اليوم (3,00 ت غ) ووصلنا منتصف منطقة الحيانية بدون مواجهات قوية"./العربية نت