اعتقلت قوات الامن العراقية في مدينة النجف الأشرف نحو 50 شخصا من المشتبه بهم في ضلوعهم في تنفيذ انفجاري النجف وكربلاء يوم امس والذي سقط ضحيتهما قرابة 130 شخصا. وأعلن محافظ النجف عدنان الزرفي في مؤتمر صحفي اليوم ان قوات الامن العراقية اعتقلت نحو 50 شخصا من المشتبه بتورطهم في الاعمال الارهابية التي طالت المدينة من بينهم شخصا واحدا يحمل جواز سفر عربي. يأتي ذلك فيما نددت شخصيات دينية وسياسية عراقية اليوم بتفجيري النجف وكربلاء اللذين راح ضحيتهما اكثر من 130 قتيلا وجريحا ودعوا الى نبذ العنف وعدم الانتقام لأن نتيجته ستحقق ما يصبو اليه الارهابيون من اشعال حرب اهلية في العراق. وندد المرجع الشيعي محمد سعيد الحكيم بالهجوم مبينا ان اهداف منفذيه كانت زرع الفتنة بين مكونات الشعب العراقي. وقال الحكيم وهو واحد من اهم اربعة مراجع للشيعة في العراق ان المنفذين كان هدفهم التحريض على الفتنة الطائفية. من جهته قال عضو مجلس الحكم السابق وعضو المجلس الوطني المؤقت ورجل الدين الشيعي محمد بحر العلوم ان الهدف من هذه العمليات اشاعة الفوضى من اجل تعطيل الانتخابات العراقية العامة المزمع اجراؤها في الثلاثين من يناير المقبل. واتهم بحر العلوم "المتشددين الاسلاميين والبعثيين بإثارة حرب طائفية في العراق كما حاولوا سابقا"، موضحا ان هذا لم يحصل من قبل ولن يحصل مستقبلا. وندد المتحدث الرسمى باسم المؤتمر الوطنى العراقى انتفاض قنبر هذا العمل، موضحا "ان الارهابيين لن يوقفوا عجلة التقدم السياسي التي يشهدها البلد". وكان على الياسيرى احد القياديين في التيار الصدري الذي يتزعمه الزعيم الديني مقتدى الصدر اعتبر ان الثأر عمل يفتقر للحكمة وشدد على ان الحرب الاهلية ستكون جحيما وان هناك توافقا على عدم التفكير بالانتقام. وندد حزب الدعوة الاسلامية بتفجيري النجف وكربلاء على لسان العضو القيادي فيه حيدر العبادي الذي اعتبر ان التنسيق بين البعثيين والمتشددين كان وراء هذا العمل لغرض التاثير على مجرى العملية السياسية في البلاد. وقال ان الرد على مثل هذه الاعمال هو بزيادة اجراءات الامن وتشكيل فرق للدفاع المدني للحفاظ على الامن والاستقرار . على الصعيد ذاته، حذر مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي اليوم ان هدف منفذي العمليات الانتحارية في مدينتي كربلاء والنجف هو "اشعال نار الفتنة والاختلاف بين العراقيين". ونقل التلفزيون الايراني عن خامنئي قوله ان منفذي الانفجارات يرمون الى اشعال النعرات الطائفية قبيل اجراء الانتخابات العامة. وأضاف أن "منفذي هذه العمليات يسعون الى ايجاد حالة من انعدام الامن والاستقرار واثارة الفتنة من اجل حرمان المواطنين العراقيين من المشاركة الفاعلة والواسعة في الانتخابات المقرر اجراؤها نهاية شهر يناير المقبل". واتهم خامنئي اجهزة التجسس الامريكية والاسرائيلية بالوقوف وراء مثل هذه المؤامرات التي تستهدف احباط معنويات المواطنين العراقيين للمشاركة في هذه الانتخابات مضيفا ان "واشنطن ولندن لا يرغبان باقامة انتخابات حقيقية وحرة في العراق بل يسعيان لاجراء انتخابات شكلية تأتي بحكومة عميلة لهم". وحذر خامنئي الشعب العراقي سنة وشيعة من الوقوع في فخ مثل هذه المحاولات التي تسعى لزرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد.