صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن كلا من سوريا وإسرائيل طلبتا الوساطة التركية بينهما، وقال أردوغان بعد زيارة قام بها لسوريا، إن أنقرة ستسعى لاستئناف المفاوضات على مستوى منخفض بين الجانبين وإذا نجحت ستنتهي إلى لقاءات على مستوى القادة. وكان أردوغان قال قبل أن يغادر أنقرة، إن تحسن العلاقات بين أنقرة ودول المنطقة سمح لتركيا بتكثيف جهودها لتسهيل محادثات سلام في الشرق الأوسط. وأضاف رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحافي في مطار أنقرة أن "جو الثقة خلق ظروفا تسمح بتدخل تركيا كوسيط". وتابع "إن شاء الله ستساهم دبلوماسيتنا النشطة في التحسينات المنتظرة بين سوريا وإسرائيل". يذكر أن مفاوضات السلام السورية الإسرائيلية توقفت عام 2000 بسبب الخلاف على هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو/ حزيران 1967. وتتمسك سوريا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان حتى حدود 4 من يونيو/ حزيران 1967 وتتمسك إسرائيل بسيطرتها الكاملة على بحيرة طبرية التي تعد المصدر الرئيسي للمياه في إسرائيل. وكانت إسرائيل أعلنت ضم الجولان إليها في عام 1981، وهو قرار لم تعترف به الأممالمتحدة. وما زالت سوريا وإسرائيل رسميا في حال حرب، رغم اتفاق فض الاشتباك عام 1974، وتشترط سوريا استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها عام 2000 في إطار ما يسمى بوديعة رابين التي تقول دمشق "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين تعهد فيها بالانسحاب من الجولان". وقال مندوب سوريا لدى الأممالمتحدة "إن دمشق "لا تخشى" التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة التي تعهدت الجمعة بالتحقيق، فيما إذا كانت سوريا شيدت سرا مفاعلا ذريًّا بمساعدة كوريا الشمالية". وكشفت الولاياتالمتحدة أمس معلومات المخابرات التي بحوزتها بشأن المفاعل النووي السوري المشتبه به قائلة إنه كان "قريبا من القدرة التشغيلية" قبل شهر من قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية له في السادس من سبتمبر/ أيلول. ولدى سؤاله عما إذا كانت بلاده ستتعاون مع التحقيق قال بشار جعفري مندوب سوريا لدى المنظمة الدولية للصحفيين "لدينا تعاون وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وأضاف "ليس لدى سوريا شيء تخفيه، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (محمد البرادعي) موجود هناك ليشهد بأن ما نقوله حقيقي تماما، لذلك لا نخشى هذا التعاون"، مشيرا إلى أن بلاده انضمت إلى معاهدة حظر الانتشار النووي عام 1970. وكشفت الولاياتالمتحدة أمس معلومات المخابرات التي بحوزتها بشأن المفاعل النووي السوري المشتبه به قائلة إنه كان "قريبا من القدرة التشغيلية" قبل شهر من قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية له في السادس من سبتمبر/ أيلول. وقال جعفري "إن المزاعم الأمريكية تظهر أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "فاشلة" وبحاجة "لإعادة هيكلة نفسها". وأضاف "أعتقد أن تقرير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في حد ذاته دليل آخر على الفشل الذريع في العمل الذي قامت به المخابرات المركزية الأمريكية والإدارة الأمريكية"، وتابع "الهدف الرئيسي لمزاعم المخابرات المركزية الأمريكية ضد سوريا هو تبرير الهجوم الإسرائيلي على الموقع السوري". وأشار جعفري إلى أن إصدار التقرير على صلة بما قال "إنها خلافات داخل الإدارة الأمريكية بشأن أسلوب التعامل مع كوريا الشمالية بخصوص برنامجها النووي. ورفض السفير السوري صورا توضح مواد المعلومات الأمريكية، وقال "هذه الصور ملفقة.. إنها زائفة وتافهة"، وقال "انظر إليها فقط وستجد أن هذا المبنى المزعوم الذي كان.. وفق هذه الشائعات والمزاعم.. مقررا أن يكون مفاعلا نوويا.. إذا نظرت إليه فسترى أن الجدران بمثل سمك هذه"، مشيرا إلى حوائط غير سميكة، وأضاف "أي خبير متواضع سيقول لك إنه لبناء مفاعل نووي يجب أن يكون سمك الجدران ثلاثة أو أربعة أمتار.. وليس مثل هذه".