الوحدة مثلت لشعبنا اليمني حلماً كافح من أجله الشعب بكل شرائحه ومختلف توجهاته، إنطلاقاً من أن اليمن لم يكن في يوم من الأيام مشطراً ومجزءاً الى شطرين يحارب أحدهم الآخر ليتمكن شعبنا اليمني الجسور - ومن خلفه القيادة الحكيمة المتمثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من إعادة العجلة الى السكة الصحيحة وليطوي في يوم ال 22 من مايو عام 1990م أكثر من قرن من الزمن على تشطيره من قبل الاستعمار البريطاني والحكم الامامي الكهنوتي المباد وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى ال 18 للجمهورية اليمنية وفي هذا الأطار نظمت جامعة صنعاء بالتعاون مع صحيفة 26 سبتمبر ندوة بعنوان: الوحدة اليمنية.. ضمان للامن والاستقراريوم الاربعاء الماضي تم فيها طرح العديد من أوراق العمل والآراء وما أنجزته الوحدة خلال عمرها الزاخر بالمنجزات العملاقة في مختلف المجالات وضمن أعمال الندوة التقت الصحيفة بالعديد من المفكرين ودكاترة الجامعات فإلى الحصيلة: بداية تحدث الدكتور صالح باصرة -وزير التعليم العالي والبحث العلمي- قائلاً: حقيقة مرور 18 عاماً على عمر الوحدة اليمنية وهي فترة ليست بالقصيرة تم خلالها تتويج الوحدة وترسيخها فحققت الكثير من المنجزات التنموية على كافة الصعد الوطنية، فأن كان هناك بعض المشاكل والقلاقل من الذي باعوا انفسهم وعشعش الحقد في قلوبهم فهذا لايعني ان الوحدة في خطر وانما هؤلاء المرجفون يتوهمون والشعب لهم بالمرصاد فهو محقق الوحدة والمدافع عنها.. فاذا أردنا التنمية والاستقرار والامن يجب ان نحافظ على الوحدة لانها أساس التنمية والامن والاستقرار والنمو والحياة الرغدة لكل الاجيال وللوطن بشكل عام. الاستاذ نبيل شمسان - وكيل وزارة الخدمة المدنية لقطاع ادارة الأفراد-تحدث قائلاً: المتتبع لشؤون الوحدة بصفة خاصة يجد أن كل عام يمر منذ تحقيق الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م يمثل خطوة نحو تعزيز وتعميق الوحدة الوطنية، فالوحدة تحققت وتثبتت في عام 1994م فانتقلت بخطوات واثقة على مدار السنوات الماضية في ترسيخ النهج الديمقراطي مما يميز العيد ال18 للوحدة أنه يتزامن مع تحقيق انتقال نوعي وغير عادي نحو تعميق النهج الديمقراطي وحكم الشعب نفسه بنفسه والانتقال الى اللامركزية الادارية والمالية المتمثلة بانتخاب المحافظين وبالتالي فإن الذكرى الثامنة عشرة لتحقيق الوحدة تمثل تحولاً استراتيجياً في نظام الحكم بشكل عام ولم تشهد الساحة اليمنية مثل هذا التحول قبل تحقيق الوحدة، فالاحتفال بعيد الوحدة لهذا العام متميزاً عن غيره من الأعياد لانه جسّد هذه القفزة النوعية في نظام الحكم وسيخلد التاريخ هذه التحولات وسيكتبها بحروف في أنصع صفحاته، الوطن اليوم ارتدى حلة قشيبة احتفاء بأعراسه الديمقراطية والوطنية، فمن كان يتوقع أو يتخيل بأن يصبح المواطن هو من يعين رئيساً للجمهورية او من يمثله في البرلمان.. اليوم يضاف رصيداً ديمقراطياً الى الديمقراطية والحرية عبر انتخاب المحافظين وهذه خطوة جريئة للقيادة السياسية في ترسيخ وتطوير نظام الحكم ووفاء من قائد لابناء شعبه بما وعد به في برنامجه الانتخابي لعام 2006م. الدكتور عبدالله المجاهد تحدث قائلاً: الوطن اليوم يعيش افراحاً وطنية وديمقراطية، فنشعر بالسعادة حين نرى الوطن موحداً وقوياً وأصبح هناك جيل من الشباب بلغوا مرحلة النضج والفتوة ولدوا بميلاد الوحدة في عام 1990م، هذا الجيل الذي سيحمل على عاتقه مسؤولية حماية الوحدة ومنجزاتها لأن الوحدة الوطنية التي هي قدر ومصير الشعب الذي يعد هو موحد عبر التاريخ.. فما علينا إلا أن نحافظ على هذا المنجز والبحث عن أوجه التنمية المختلفة حتى تكتمل مراحل النمو وتتحقق أهداف الثورة اليمنية على أكمل وجه. أما الدكتور حسن الكحلاني - أستاذ الفلسفة ونائب عميد كلية الآداب رئيس الجمعية الفلسفية اليمنية فقد تحدث قائلاً: صراحة نحن فخورون بهذا المنجز العظيم الذي حقق من خلاله الوطن وحدته المباركة التي جاءت بكل معاني الخير والازدهار ولكن وبرغم ان الوحدة قد تعرضت لكثير من المؤامرات والمماحكات التي كادت أن تعصف بها ولكنها كالثورة اليمنية ظلت قوية وصلبة زادتها تلك المؤامرات - سواء من الداخل او الخارج - قوة وصلابة وتجذرت في أعماق نفوس الشعب اليمني لأن الوحدة لم تأت من فراغ ولكنها قدر ومصير هذا الشعب وكانت استحقاقاً وطنياً وتاريخياً نتيجة لنضالات طويلة لابناء الشعب اليمني الذي كان يسعى دائماً للتحرر والى الوحدة والتقدم. من جهته تحدث الدكتور احمد علي ابولحوم - نائب عميد كلية التربية «أرحب» حيث قال: تمثل الوحدة اليمنية عامل استقرار وازدهار للشعب اليمني ولكل شعوب ودول الجوار والمنطقة وذلك في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية.. فالوحدة اليمنية لا تعتبر صمام أمان لهذا الشعب فقط بل للمنطقة العربية والاقليمية، ففي ظل الوحدة اليمنية التي قامت وترسخت في ال 22 من مايو 1990م تحقق الكثير من الانجازات المختلفة السياسية والاقتصادية وتطور فيها نظام الحكم الى أبعد ما كان يتصوره الكثير من رجالات السياسة والقانون وهذا يأتي من فلسفة القيادة السياسية الحكيمة التي أثبتت وأبهرت العالم بحنكتها السياسية والملبية لطموح أبناء الشعب، فالأمن والاستقرار هما اساس الوحدة اليمنية وتماسكها بما يجسد الحفاظ عليها التي تعتبر اللبنة الاساسية للوحدة العربية. فلا يمكن أن ترتقي الشعوب وتتقدم مالم تكن متوحدة ومتماسكة على أساس لم الشمل والتضامن تنبذ كل أنواع الفرقة والشتات والعنف والتطرف حتى نستطيع ان نبني وطننا اليمني وننطلق نحو التقدم كما هو حاصل في بعض البلدان المتقدمة التي جعلت الوحدة الوطنية والامن والاستقرار أحد العوامل الهامة لرقيها وازدهارها.. فيجب علينا النظر الى مستقبل هذا الوطن وان يترك أولئك النفر سياسة المماحكات واختلاق الأزمات لهذا الوطن. فما علينا إلا أن نصون هذه الوحدة من كل التداعيات والأخطار التي بدأت تحيط بها، فالوحدة هي ارادة شعب وقدره ومصيره لايمكن ابداً السكوت عن تلك الاصوات التي تدعو الى الفرقة والشتات. الدكتور عادل الشجاع تحدث بالقول: بالتأكيد الوحدة سمة انسانية وهي عبر التاريخ ينشدها الانسان ويصبو اليها ويسعى في اتجاهها، ونحن اليوم على أعتاب الذكرى الثامنة عشرة لتحقيق الوحدة وهذا يدل دلالة واضحة على ان الوحدة قد استقرت الى حد كبير على المستوى الوجداني والعاطفي لدى الناس وان كان هناك بعض التحديات والصعوبات والقصور الذي واجهته الوحدة.. والتي لها ظروفها التاريخية مثل الانفصال عام 1994م والذي كبد الخزينة العامة ما يقارب سبعة مليارات دولار وهذا شكل عبئاً على الاقتصاد الوطني لدولة الوحدة ولكن اقول: الوحدة ليست بالعواطف التي نتحدث عنها وانما نتحدث عنها كقيمة وطنية تمثل صمام أمان للمجتمع في كل المجالات السياسية والاقتصادية، ففي ظل ما يسمى بالعولمة والتجمعات الاقليمية الكبرى، فأننا بأمس الحاجة للوحدة حتى تكون لبنة اساسية من لبنات التجمعات الاقليمية العربية. الدكتور عبدالرحمن الشامي - أستاذ مشارك كلية الاعلام تحدث قائلاً: طبعاً عيد الوحدة يمثل مناسبة عظيمة وعزيزة وغالية على كل مواطن وحدوي يشعر بقيمة الوحدة وعطائها المتجدد.. فهذا العام وعلى مرور 18عاماً من تحقيق الوحدة يفاجئنا بأحد العطاءات الديمقراطية الهامة التي تأتي في طريق المسيرة الديمقراطية التي انتهجتها اليمن منذ تحقيق الوحدة المباركة في 22مايو 1990م.. حيث يصادف هذا العام وهذا الشهر المبارك حراكاً ديمقراطياً هاماً جداً يتمثل في انتخاب المحافظين ومن ثم نحن متفائلون بمقدم هذا الشهر وهذه المناسبة من كل عام وننظر الى هذه المناسبة وفق عطائها المتجدد لليمن ولكل اليمنيين الذي نفتخر ونفاخر ونسعد بها ونتمنى ان تظل الوحدة دائماً متجددة العطاء على طريق طويل في مسيرة الديمقراطية والحراك السياسي، لأن هذه الانتخابات تأصيل لأكثر من اتجاه يتمثل بالمسؤولية المجتمعية وفي توسيع للمشاركة السياسية على نطاق شعبي واسع. في حين تحدثت الدكتورة حسنية احمد القادري -المدير التنفيذي لمركز ابحاث ودراسات النوع الاجتماعي والتنمية- بالقول: العيد ال18 للوحدة يمثل عيداً وطنياً لليمن وللامة العربية... لأن الوحدة ما تحققت إلا في اليمن والتي ستكون -بإذن الله- هي الانطلاقة لتحقيق الوحدة العربية، فالوحدة اليمنية بالنسبة لنا في القطاع النسائى أرى انها أخرجت المرأة اليمنية الى النور والوجود، لأنه بالوحدة تبادلت الخبرات وحققت نجاحات بالتسوية في فرص العمل، فأصبحت المرأة وزيرة وعضوة في البرلمان ومجلس الشورى، اضافة الى ان المرأة حصلت حسب مبادرة الرئيس على نسبة 15٪ في مقاعد البرلمان وهذه خطوة متقدمة للمرأة في اليمن.. فلولا الوحدة بأعتقادي لم يكن للمرأة ان تصل الى ما وصلت اليه.. فهي تعني الامن والاستقرار والحرية والديمقراطية والتقدم والازدهار فما نؤكد عليه هو ان الوحدة ستبقى متعمقة في وجدان الشعب اليمني وامل تحلم الوصول اليها كل الشعوب العربية.. الدكتور سمير العبدلي قال: الوحدة اليمنية هي بحد ذاتها انجاز كبير، فالاحتفال بالذكرى ال 18 للوحدة اليمنية في ظل العطاء الديمقراطي المتواصل الذي تشهده الساحة الوطنية من خلال تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس على عبدالله صالح في انتخاب المحافظين الذي يعتبر خطوة جبارة والذي عبر عنها فخامة الرئيس بالقول: انها المرحلة الاولى والهامة في تعزيز النهج الديمقراطي حول انتخاب المحافظين بالطريقة الحرة والديمقراطية المباشرة من قبل اعضاء المجالس المحلية.. واعتقد أن الجميع يشاركني هذا الرأي بأن العيد ال18 للوحدة اليمنية يأتي بنقلة ديمقراطية نوعية الى حد كبير. الدكتور قائد الشرجبي قال: اتمنى من الله أن تعود هذه الذكرى وهذه المناسبة على الوطن وشعبه بالبهجة والسرور في كل عام، فالوحدة هي صرخة في صميم الامة العربية وهي غالية جداً في قلوبنا جميعاً والحفاظ عليها وتدعيمها واجب على كل يمني غيور على أمن واستقرار وطنه، فمرور 18 عاماً من عمر الوحدة يعني بانها بلغت مرحلة النضج السياسي والديمقراطي، فما نراه اليوم من انتقالات نوعية في مختلف ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والخدمية التنموية لدليل كبير لما حققته الوحدة من منجزات أمتدت بخيرها الى كل ربوع الوطن.