عقد بوزارة التخطيط والتعاون الدولي الاجتماع التشاوري الثالث بين الحكومة اليمنية وشركائها في التنمية برئاسة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم إسماعيل الأرحبي. وكرس الاجتماع الذي عقد اليوم الاحد لاستعراض ومناقشة أخر المستجدات المتعلقة بالمساعي الحكومية القائمة لحشد الموارد لتمويل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في محافظة صعده والمناطق الأخرى المجاورة المتضررة جراء أحداث الفتنة والتمرد التي شهدتها بعض مديريات المحافظة. وفي مستهل الاجتماع أعرب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عن تقدير الحكومة اليمنية للحرص الذي أبداه شركاء اليمن في التنمية من دول ومنظمات إقليمية ودولية مانحة في دعم وتعزيز الجهود الحكومية الهادفة إلى التسريع بوتيرة المعالجات للتداعيات الإنسانية والمادية التي خلفتها السنوات الخمس الماضية من المواجهات المسلحة في صعدة، مشيراً إلى أهمية التسريع بتوفير الاحتياجات العاجلة لإغاثة النازحين، ودعم جهود الحكومة اليمنية الهادفة إلى إعادة إعمار المناطق المتضررة بصعدة. وأكد نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية حرص الحكومة اليمنية على التسريع بوتيرة التنمية في صعدة، مثمنا مبادرة العديد من المنظمات الإقليمية والدولية الغير حكومية في التوجه إلى المناطق المتضررة بصعدة، وتقديم أوجه الدعم والمساعدة المختلفة للنازحين، منوها بأهمية التسريع ببدء جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة بصعده والمناطق الأخرى المجاورة المتضررة. واعتبر الوزير الأرحبي أن التسريع بإعمار المناطق المتضررة بصعدة يمثل أفضل السبل العملية لطوي صفحة العنف وترسيخ مقومات الاستقرار والسلام في كافة مديريات المحافظة، معربا في هذا الصدد عن تطلع الحكومة اليمنية إلى أن يبادر شركائها في التنمية من دول ومنظمات إقليمية ودولية مانحة إلى الإسهام بفاعلية في جهود إعادة الأعمار لصعدة والمناطق الأخرى المتضررة. وأشار نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية إلى أهمية التنسيق بين المنظمات الإقليمية والدولية غير الحكومية وبين منظمات الأممالمتحدة العاملة في اليمن وصندوق إعمار صعدة فيما يخص اطر التعاون المتعلقة بجهود الإغاثة الإنسانية للنازحين بصعدة. من جهته جدد وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري الدعوة لكافة المنظمات غير الحكومية الراغبة في زيارة أي من مديريات محافظة صعدة، مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية بصعدة مطمئنة، وأن بإمكان المنظمات الإقليمية والدولية غير الحكومية التوجه إلى أي من مديريات صعدة. وأكد وزير الداخلية وجود لجان ميدانية من أبناء محافظة صعدة تضطلع بمهام تسوية أى اختلالات أمنية طارئة من قبيل الخروقات الأنية المحدودة،والتي تعد بعض التداعيات الوارد حدوثها بعد انتهاء أي حرب في العالم، منوها في معرض رده على سؤال لأحد ممثلي الدول المانحة حول خلفية الأضرار التي لحقت بالعديد من مساجد صعدة بأن حرب صعدة لم تندلع على خلفية خلافات أو صراع مذهبي وديني، ولكنها اندلعت نتيجة تمرد أشخاص حملوا السلاح على الدولة، وكان على الدولة ردعهم بالقوة كون ذلك من حقوقها السيادية. وتخلل الاجتماع تقديم عرض خاص من قبل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة حول نتائج نزولها الميداني إلى بعض مديريات صعدة، وتقييمها لطبيعة الاحتياجات العاجلة للنازحين. وأشارت المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة لإنمائي بصنعاء بريشا مهتا في هذا الصدد إلى أهمية توسيع نطاق التقييم ليشمل كافة المديريات المتضررة بصعدة. كما قدم صندوق إعمار صعده تقريرا خاصا عرض من خلاله أحدث النتائج المتعلقة بعملية حصر وتقييم الأضرار والترتيبات المنجزة، والخاصة بإعادة إعمار المناطق المتضررة بصعده والمناطق المجاورة الأخري المتضررة من الحرب. وأشار التقرير إلى أن إجمالي ما تم حصره من أضرار في المناطق المتضررة بصعدة شمل " 4972" منزلاً، و "1072" مزرعة، و"21" مشروعا مختلفا ، و"62" مدرسة، وثلاث منشآت صحية، وقسمي شرطة، وثلاث مقرات محاكم، ومجمعين حكوميين، ومركزي إرشاد زراعي، و"147مسجدا، لافتا إلى أن إجمالي المنشآت المختلفة بصعدة التي تعرضت لأضرار متفاوتة بلغ "6297" منشآة، مؤكدا إنه تم تحديد مطلع شهر أكتوبر القادم موعدا لبدء عملية إعادة الإعمار بصعدة. فيما قدمت وزارة الأشغال العامة عرضا خاصا حول الجهود التي بذلت لإعادة تأهيل الطرق الرئيسة والثانوية في صعدة، حيث أشار العرض إلى أنه تم إنجاز معظم الأعمال المدنية المتعلقة بتأهيل وإصلاح الطرق المتضررة بصعدة، وأن التكلفة الإجمالية اللازمة لإنشاء وإصلاح الطرق الثانوية التي تمثل شريان الحياة اليومية في مديريات صعدة تصل إلى " 125" مليون دولار. من جهته قدم المدير العام التنفيذي لمؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية علي عبد الرحمن الأكوع عرضا خاصا لمجمل المساهمات الخيرية التي قامت بها مؤسسة الصالح لتخفيف معاناة النازحين بصعدة، مشيرا إلى أن المؤسسة استهدفت من خلال مشروع أفطار الصائم ما يزيد عن " 50" ألف شخص كما تعتزم تقديم كسوة العيد ل 6 آلاف طفل وطفلة، وأن التكلفة الإجمالية لما تم تقديمه عبر المؤسسة من دعم ومساعدات مختلفة لتخفيف معاناة المتضررين بصعدة بلغت "500" ألف دولار. * سبأ