ألقى الرئيس الأمريكي جورج بوش كلمته الأخيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة مخاطبا العالم الذي شهد حربا طويلة في العراق وأفغانستان وأزمة مالية عالمية كاسحة في ولايته. واتهم بوش سوريا وإيران بالاستمرار في دعم ما سماه الإرهاب، وقال إنه لا مكان "للإرهاب" في العالم المعاصر. ووصف التدخل العسكري الروسي في جورجيا بأنه انتهاك لميثاق الأممالمتحدة الذي يضمن "حقوقا متساوية لكافة الأمم الكبيرة والصغيرة"، ودعا المجتمع الدولي للبقاء موحدا في دعمه للشعب الجورجي. وشدد الرئيس الأميركي على ضرورة قيام المنظمة الدولية بفرض عقوبات على إيران وكوريا الشمالية بسبب برنامجيهما النووين، ودعا المجتمع الدولي إلى دعم ما وصفها بالديمقراطيات الناشئة، وأشار في هذا السياق إلى العراق ولبنان وجورجيا. وسعى بوش لتناول المخاوف بشأن أزمة الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن إدارته اتخذت ما دعاها خطوات جريئة للحيلولة دون اضطراب الاقتصاد الأميركي. وقال إنه واثق من أن إدارته والكونغرس الأميركي سيعملان على إقرار خطة إنقاذ ضخمة للقطاع المالي بالسرعة المطلوبة وبكلفة تصل إلى سبعمائة مليار دولار. الى ذلك قال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إن "الإمبراطورية الأمريكية" قد وصلت إلى نهاية الطريق، متهماً مجموعة من القوى "المستكبرة" بالتسبب في جميع المشاكل التي يشهدها العالم حالياً، وأصر على أن برنامج بلاده النووي المثير للجدل "سلمي" غير أنه اتهم بعض الدول بمواصلة تهديد طهران والضغط عليها وعلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي خطاب رأى مراقبون أنه كان "نارياً" أمام الدورة 63 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بغياب الوفد الأمريكي، انتقد نجاد عمل مجلس الأمن الدولي، وقال إنه واقع تحت سيطرة بعض الأطراف الدولية، وأعلن تأييده لإجراء استفتاء عام في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن إسرائيل بدورها "تسير إلى نهايتها" ولا سبيل لوقف ذلك. واعتبر نجاد أن العدالة "هي الهدف الذي تسعى إليه البشرية جميعا وبدونها لن تكون هناك أي فرصه للتقدم أمام البشرية، ورأى في هذا السياق أن السياسة الأميركية "غير عادلة." وتطرق نجاد إلى الملف العراقي، فقال إنه: "بعد إسقاط (رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين) بذريعة البحث عن أسلحه الدمار الشامل" ما يزال الجيش الأمريكي يتواجد في ذلك البلد "رغم مرور خمس سنوات ومجيء حكومة عراقية منتخبة." واتهم الأمريكيين في هذا الإطار بأنهم "يريدون أن يثبتوا مواقعهم بالمنطقة من أجل الاستيلاء على ثرواتها،" متابعاً بأن من وصفهم ب"المحتلين" لا يعترفون بكرامه العراقيين ولا برأي الأممالمتحدة على حد تعبيره. وفي الشأن الفلسطيني، قال نجاد إن "الصهاينة أسسوا كيانهم على الكذب والخديعة والإجرام،" وانتقد الحصار المفروض على غزة، واصفاً الحكومة المقالة التي تسيطر عليها حركة حماس فيها بأنها "حكومة منتخبة" تعني "حصار الصهاينة المدعوم من القوى المتغطرسة دون أن يحرك مجلس الأمن ساكنا." وكرر نجاد مواقفه حيال مستقبل إسرائيل، فقال إن "الكيان الصهيوني يسير نحو نهايته ولا توجد طريقه لإيقاف هذه النهاية، وأعلن تأييد إيران لإجراء استفتاء عام لتقرير المصير في الأراضي الفلسطينية. وزعم الرئيس الإيراني بأن ما أسماه "الصهيونية العالمية" تسيطر على مراكز القرار في العالم، وانتقد بشكل ضمني المرشحين إلى الرئاسة الأمريكية عندما أشار أن "المرشحين في بعض الدول يسعون إلى كسب ود هذه الأقلية من اجل الوصول إلى الحكم،" ووصف الأمريكيين والأوروبيين بأنهم مجرد "دمى" للصهيونية. وفي الشأن الأفغاني، اعتبر نجاد أن التدخل الأمريكي زاد من إنتاج المخدرات في ذلك البلد، مشيراً إلى أن الشعب الأفغاني "ضحية لقوات حلف شمالي الأطلسي" وانتقد "التدخلات الأميركية،" في العديد من مناطق العالم ومنها القوقاز والسودان، معتبراً أنها تؤدي إلى تصعيد الأجواء فيها. وفي القضية الأبرز، المتعلقة بملف بلاده النووي، ذكر نجاد أن برنامج بلاده "سلمي" وهو يعمل ب"شفافية" وسط تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.