تبدأ اليوم أول جلسات محاكمة رجل الأعمال المصري والقيادي البارز في الحزب الوطني الحاكم هشام طلعت مصطفي وضابط الشرطة السابق محسن السكري المتهمين بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم داخل مسكنها بأحد الأبراج بامارة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة في نهاية شهر يوليو الماضي. ومنذ الصباح الباكر حاصرت قوات الأمن المصرية والتي تواجدت بشكل مكثف مبنى محكمة جنوبالقاهرة بميدان باب الخلق والمعروفة باسم قاعة السادات، حيث أغلقت كل الشوارع المؤدية إليه ومنعت الصحفيين ورجال الإعلام من الوصول إلى داخل قاعة المحكمة والتي تسع لأكثر من مائة شخص. كما ان اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الأمن ورجال الإعلام بسبب عدم السماح لهم بتغطية وقائع الجلسة. وأضاف أن قوات الأمن خدعت كل الواقفين أمام باب المحكمة انتظارا لوصول المتهمين وقامت بإدخالهما من الباب الخلفي للمحكمة، كما قام الأمن بالفصل بين المتهمين داخل القفص المخصص لهما داخل قاعة المحكمة. ويترأس المحكمة المستشار محمدي قنصوة رئيس محكمة استئناف وعضوية المستشارين محمد جاد عبد الباسط وعبد العال ابراهيم سلامة، والجدير بالذكر ان هذه المحكمة نظرت العديد من القضايا الهامة منها محاكمة رجل الأعمال مجدي يعقوب نصيف رئيس الشركة الثلاثية لتصنيع التجارة والتوزيع وقضية رجب السويركي صاحب محلات التوحيد والنور وتفجيرات الأزهر وقضية المبيدات المسرطنة المتهم فيها راندا الشامي ويوسف عبد الرحمن والتي تصدر المحكمة حكمها في نفس أسبوع محاكمة المتهمين في قضية سوزان تميم. وكان المحامي فريد الديب رئيس هيئة الدفاع عن هشام طلعت مصطفى فجر قبل ساعات من بدء المحاكمة مفاجأة من العيار الثقيل بنفيه امتلاكه لاي مستندات قد تقلب القضية رأسا على عقب. وجاءت مفاجأة الديب بعد رفضه ضم عصام الطباخ المحامي السابق لعادل معتوق الزوج الثاني للقتيلة الى فريق الدفاع بعد استبعاده في وقت سابق المحاميين البارزين بهاء الدين ابوشقة وشوقي السيد، وذلك وقبل يومين فقط من بدء المحاكمة والمقرر لها يوم السبت القادم. وسارع الطباخ إلى تكذيب الديب، واكد ان اسرة رجل الاعمال المصري اتصلت به لتحديد موعد بينه وبين الديب، وان هذه المقابلة تمت في حضور شهود وتم الاتفاق على انضمامه إلى هيئة الدفاع. وقال الطباخ انه صدم بموقف فريد الديب رغم انه استدعاه لمقابلته، واكد ان الديب يريد الانفراد بالقضية ولا يريد مزاحمة احد له في الاعلام ولا يهمه الحكم الذي سيحصل عليه موكله، ويقود الدفاع عنه بطريقة تقليدية ستؤدي إلى صدور حكم ضد هشام طلعت، مشيرا الى ان الديب ليس متخصصا في جنايات القتل وان المحامي ابوشقة افضل منه لقيادة هيئة الدفاع. وكان الديب شدد في وقت سابق على أن موقف موكله جيد، لأن المحكمة لابد أن تدين السكري بداية قبل أن توجه إلى هشام أي اتهام، وقال: حتى في حال ثبوت إدانة السكري فإنه ليس بالضرورة أن تتم إدانة هشام الذي لا يوجد لديه دوافع كما قلت لقتل سوزان تميم. وأعلن عن أن هناك أسرارا في مذكرات الدفاع لكنه يجب ألا يكشف أوراقها كلها الآن، منوها إلى أنه وضع يده على ثغرات كثيرة وكانت النيابة العامة المصرية أحالت المتهمين للمحاكمة الجنائية عقب انتهاء تحقيقاتها في القضية حيث نسبت إلى السكري أنه ارتكب جناية خارج البلاد إذ قتل المجني عليها سوزان عبدالستار تميم عمدا مع سبق الإصرار، بأن عقد العزم وبيت النية على قتلها فقام بمراقبتها ورصد تحركاتها في العاصمة البريطانية (لندن) ثم تتبعها إلى إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة حيث استقرت هناك، ثم نفذ عملية قتلها. كما نسبت النيابة العامة المصرية إلى هشام طلعت أنه اشترك بطرق التحريض والاتفاق والمساعدة مع السكري في قتل سوزان انتقاما منها بأن حرضه واتفق معه على قتلها واستأجره لذلك مقابل مبلغ مليوني دولار ، وساعده بأن أمده بالبيانات الخاصة بها والمبالغ النقدية اللازمة للتخطيط للجريمة وتنفيذها، وسهل له تنقلاته بالحصول على تأشيرات دخوله للمملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة فتمت الجريمة بناء على هذا التحريض وذلك الاتفاق وتلك المساعدة محيط*