أعلن مسؤول ملف المفاوضات بالسلطة الفلسطينية مساء الاثنين أن الإسرائيليين والفلسطينيين سيصدرون في شرم الشيخ إعلانا متبادلا لوقف العنف بينهما. جاء إعلان صائب عريقات عقب لقائه مع نظرائه الإسرائيليين لبحث ترتيبات القمة التي تعقد في شرم الشيخ اليوم بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالإضافة إلى الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك. وقد امتنع المسؤولون الإسرائيليون الذين شاركوا في الترتيب للقمة عن التعليق على ما أعلنه عريقات بشأن الإعلان المتبادل لوقف إطلاق النار. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن حكومة شارون ستعلن من شرم الشيخ وقف عملياتها العسكرية في المناطق الفلسطينية إثر وقف لما وصفه بأعمال العنف من جانب الفلسطينيين. وقال المسؤول الإسرائيلي إن الجيش يحتفظ لنفسه بحق التحرك ضد ما أسماه أي قنبلة بشرية متحركة أو اعتراض فلسطيني يستعد لتنفيذ هجوم. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد أعربت في ختام لقائها مع عباس الاثنين عن ثقتها في نجاح قمة شرم الشيخ، وقالت إن الولاياتالمتحدة ستبذل ما بوسعها في الأسابيع والأشهر المقبلة لتحريك عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ويعد تصريح رايس بشأن قمة شرم الشيخ ردا على التوقعات التشاؤمية التي صرح بها الرئيس الفلسطيني أثناء المؤتمر الصحفي برام الله عندما قال إن الفلسطينيين لا يتوقعون أن تحل جميع القضايا في قمة شرم الشيخ لكنهم يأملون الإسراع في الدخول إلى ما وصفه بالقضايا الأساسية والجدية. كما أعلنت رايس أن واشنطن ستعين الجنرال وليام وورد منسقا أمنيا لمتابعة عملية إصلاح أجهزة الأمن الفلسطينية, مشيرة إلى أن واشنطن تقدر ما أسمته بالخطوات الملموسة التي اتخذها الرئيس الفلسطيني لمنع الهجمات على إسرائيل..وقالت رايس إن محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون سيزوران واشنطن الربيع المقبل. من جانبه قال عباس إنه يأمل في التوصل إلى دولة فلسطينية "مستقلة متصلة قابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل بأمن وسلام"، مؤكدا أولوية الإصلاح بالنسبة للسلطة الوطنية الفلسطينية. وقبل مغادرتها مطار تل أبيب متوجهة إلى روما توقعت الوزيرة الأميركية أن تعقد اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط اجتماعا على مستوى عال في وقت لاحق هذا الشهر قبل مؤتمر لندن الذي سيعقد مطلع الشهر المقبل للتحضير لإقامة دولة فلسطينية وفق ما تنص عليه خارطة الطريق. وبالتزامن مع زيارة الوزيرة الأميركية قررت إسرائيل تخفيف الشروط التي تفرضها لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجونها. ومن المقرر أن تجتمع اللجنة المنبثقة عن اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية الأربعاء المقبل في اليوم التالي لقمة شرم الشيخ لبحث المعايير الخاصة بالأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم. ويطالب الجانب الفلسطيني بأن تشمل قائمة الأسرى المفرج عنهم نحو ثمانية آلاف أسير بمن فيهم الذين اعتقلوا أو حوكموا قبل عام 1993 وبعض قيادات حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي كبادرة حسن نية تساعد القيادة الفلسطينية في إقناع الفصائل بالهدنة. في المقابل ترفض إسرائيل إطلاق سراح المتهمين بالضلوع في قتل إسرائيليين وتتمسك فقط بالإفراج عن نحو 500 أسير بعد القمة مباشرة و400 آخرين خلال أربعة أشهر. المصدر/ق.الجزيرة: