دعا باحثون شاركوا في المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية بدمشق إلى الاهتمام بطرق تعليم العربية في مختلف المراحل الدراسية، ووجهوا انتقادات حادة لوسائل الإعلام وخاصة الفضائيات التي تسهم في ترويج اللهجات العامية. وعقد المجمع مؤتمره العام السابع تحت شعار "التجديد اللغوي" ما بين 18 و 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بمشاركة باحثين من مصر والعراق والأردن والسعودية وليبيا وتونس. وشملت محاور المؤتمر أسس التجديد اللغوي في ميدان تعليم اللغة، والتجديد اللغوي والترجمة، كما عقدت جلسات مغلقة تم خلالها النظر في المصطلحات التي أقرها مجمع دمشق "ألفاظ الحضارة" و"مصطلحات الفيزياء والكيمياء". وقد أجمع عدد كبير من المشاركين على انتقاد ضعف التجاوب الرسمي مع التوصيات المتكررة للنهوض باللغة العربية والشكوى مما تتعرض له المجامع اللغوية. وقال الأمين العام لمجمع اللغة العربية في ليبيا الدكتور علي فهمي الخشيم في حديثه إن الاهتمام بالعربية مسألة تمس سيادة الدول العربية، وبالتالي "إذا كانت الدولة تحترم لغتها فلا بد أن توعز للسلطة التنفيذية بالحفاظ على هذه اللغة". ويؤيد الأمين العام لمجمع دمشق الدكتور مكي الحسني الجزائري ذلك الرأي محذرا من أن العربية مهددة، يجب على المسؤولين والمفكرين والحريصين على لغتنا وضع هذا الأمر كأولوية قصوى". وأضاف أن الحديث عن حماية اللغة العربية وتطويرها ليس ترفا ذهنيا بل هو دفاع عن الهوية، ودعا إلى وضع قوانين صارمة تفرض على الوفود الرسمية والوزارات والهيئات العامة التعامل بالفصحى. وأوضح الجزائري أن الدول العظمى تنتهج هذا السلوك مستشهدا بالدور الذي تقوم به الأكاديمية الفرنسية كحارس على لغتها الأم. من جانبه دعا أستاذ الاتصالات بجامعة دمشق الدكتور عمر شابسيغ إلى التصدي للهجمة التي تواجهها العربية، مع ضرورة وضع قضية التجديد ومعالجة الصعوبات التي يواجهها الطلبة في تعلم العربية كأولوية في محاربة اللغة العامية و أن العلاج يبدأ على مستويين: الأول في العملية التربوية والتعليمية لدى الأطفال، والثاني عبر معالجة جدية للوضع المتدهور في الإعلام الناطق بالعربية وذلك عبر "تدخل صلب وواضح من أعلى المستويات". بدوره وصف الخشيم طرق تعليم العربية في المدارس بأنها بالغة السوء في جميع الدول العربية، محملا في الوقت نفسه الإعلام المرئي والمسموع مسؤولية تكريس اللهجات المحلية بدلا من الفصحى. كما انتقد السخرية التي تستهدف الفصحى عبر مسلسلات تصور الناطقين بها بصورة مضحكة ومنفرة. واتهم الخشيم من أسماهم "المتفرنجين ومن لا يجيدون العربية ومن لديهم هوى في أنفسهم" بمحاولة الانتقاص والسخرية من أداء مجامع اللغة العربية.