دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تحقيق مستقل بشأن انتهاكات القانون الإنساني الدولي في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي والتي خلفت نحو 800 شهيد وأكثر من 3300 جريح.وجاءت تلك الدعوة في افتتاح الجلسة الطارئة التاسعة للمجلس -الذي يتخذ من جنيف مقرا له- المخصصة لبحث "الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها (المسجلة) خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة".وتأتي جلسة اليوم بينما ترى اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن إسرائيل خرقت القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بعدة وقائع بينها مشهد أربعة أطفال بقوا يتضورون جوعا أربعة أيام وهم متعلقون بجثث أمهاتهم وجثث أخرى داخل منزل في غزة قصفته القوات الإسرائيلية.وكان الصليب الأحمر في غزة قد أفاد أمس بأن طواقم الإسعاف تعرضت لإطلاق نار تحذيري من جيش الاحتلال لدى محاولتها الدخول إلى منطقة حي الزيتون شمالي القطاع.وتثير الحرب على غزة تنديدات دولية واسعة زادت حدتها عندما استهدف القصف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مخلفا عشرات الشهداء من المدنيين الذين لجؤوا إلى المدرسة بحثا عن الحماية.وقد دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إلى إجراء تحقيقات "مستقلة وذات مصداقية" بشأن انتهاكات قانون حقوق الإنسان الدولي والتي قد تصل حد جرائم حرب في الصراع الدائر بغزة.وقالت بيلاي -وهي أكبر مسؤولة عن حقوق الإنسان في الأممالمتحدة- إنه يتعين نشر مراقبين حقوقيين تابعين للمنظمة في إسرائيل وغزة والضفة الغربية لتوثيق الانتهاكات ومرتكبيها.وأكدت أنه "يتعين ضمان المحاسبة على انتهاكات القانون الدولي، وكخطوة أولى يتعين إجراء تحقيقات مستقلة ذات مصداقية وتتسم بالشفافية لتحديد الانتهاكات والمسؤولين عنها".وتابعت بيلاي الجنوب الأفريقية -وهي قاضية سابقة في المحكمة الجنائية الدولية- قائلة إن "انتهاكات القانون الدولي قد تصل مستوى جرائم حرب يمكن أن تطبق عليها بنود المسؤولية الجنائية الفردية".ودعت بيلاي إلى احترام المبادئ الثلاثة الأساسية لقانون حقوق الإنسان الدولي المتضمن في معاهدات جنيف عام 1949، وهي التكافؤ والتمييز بين المقاتلين والمدنيين وبين الأهداف العسكرية والبنية الأساسية المدنية، واتخاذ الإجراءات الممكنة لتجنب قتل المدنيين عن طريق الخطأ.ويتوقع أن تتبنى جلسة مجلس حقوق الإنسان مشروع قرار يوبخ إسرائيل بعد المحادثات التي قد تمتد ليوم الاثنين.وعقدت الجلسة الطارئة بناء على دعوة من دول نامية تدعمها روسيا والصين وكوبا. وتتمتع المجموعة بأغلبية بين أعضاء المجلس الذي يضم 47 دولة والذي أوقفت الولاياتالمتحدة فعليا مشاركتها فيه.من جهة أخرى قالت منظمة هيومن رايتس ووتش -ومقرها بالولاياتالمتحدة- إنها تعتزم طلب فتح تحقيق دولي في الانتهاكات المرتكبة في العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة. "الجزيرة"