نفى حزب الله اللبناني بشكل قاطع أي ضلوع له في عملية تل أبيب التي أدت إلى مقتل أربعة على الأقل وإصابة نحو 50 آخرين بجروح. وجاء في بيان أصدره الحزب "ينفي حزب الله بشكل قاطع ما ورد من اتهامات لمحت إلى دور مفترض له في عملية تل أبيب ويعتبرها عارية عن الصحة تماما". وأشار بيان الحزب إلى أن هذه الاتهامات "تصب في خانة التحريض التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد حزب الله". ونقل مراسل "الجزيرة" عن مصدر أمني فلسطيني أن التحقيقات الأولية تكشف ضلوع حزب الله اللبناني في تدبير وتنفيذ عملية تل أبيب. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد وجه الاتهام في العملية لطرف ثالث، لكنه قال إن السلطة لا تستطيع أن تتهم حزب الله كما جاء على لسان مصادر إسرائيلية. وفي أقوى تنديد فلسطيني بهجوم في الانتفاضة الفلسطينية التي تفجرت منذ أكثر من أربع سنوات، وصف عباس منفذي العملية بأنهم "إرهابيون". وألقى باللوم على أطراف خارجية تعارض الهدنة السارية منذ أسبوعين مع إسرائيل. وقال عباس للصحفيين إنه سيقدم المسؤولين عن الهجوم للعدالة ولن يسمح لأحد بتخريب طموحات الشعب الفلسطيني. وأضاف أنه يوجد طرف ثالث يريد تخريب هذه العملية السلمية. من ناحيته لم يستبعد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي بازنر تورط حزب الله اللبناني في الهجوم إلا أنه لم يؤكد ذلك، وقال إن إسرائيل لا تريد استخلاص النتائج في هذه المرحلة. وفيما نفت الفصائل الفلسطينية أي مسؤولية لها عن العملية التي استهدفت ملهى ليليا الليلة الماضية، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز إلى اجتماع لبحث احتمال الرد عليها. ونقلت الإذاعة العسكرية عن مسؤول إسرائيلي رفيع في وزارة الدفاع قوله إن "الرد الإسرائيلي سيكون محددا ويستهدف العناصر المتورطة مباشرة في تنفيذ الاعتداء" موضحا أن "العمليات العسكرية الواسعة غير واردة". جاء ذلك بعد أن هددت إسرائيل باستئناف عملياتها العسكرية الفلسطينيين. وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جدعون عزرا إنه "ليس لإسرائيل خيار آخر سوى استئناف العمليات ما لم يسيطر الفلسطينيون على الوضع الأمني". واعتبرت الحكومة الإسرائيلية بعد الهجوم أن السلطة الفلسطينية فشلت في مواجهة ما أسمته الإرهاب ولكنها تجنبت في الوقت نفسه الإشارة إلى تأثيرات سلبية محتملة على عملية السلام مع الفلسطينيين. ونددت الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة كذلك بالهجوم. وفي مسعى لتقديم منفذي العملية للقضاء أعلنت الشرطة الفلسطينية اعتقال فلسطينيين لاستجوابهما بشأن العملية الفدائية. ورفض وزير الداخلية الفلسطيني اللواء نصر يوسف المعين حديثا تحديد مكان اعتقال الشخصين أو أسمائهما، ولكن مصادر أمنية فلسطينية قالت إن الاعتقال تم في منطقة طولكرم التي قالت إسرائيل إن منفذ العملية جاء منها. جاء ذلك بعد ساعات من اعتقال القوات الإسرائيلية اثنين من أشقاء من قالت إنه منفذ العملية وهو عبد الله بدران (21 عاما) من قرية دير الغصون في منطقة طولكرم شمال الضفة الغربية. وفي وقت لاحق أفاد مراسل الجزيرة في فلسطين بأن قوات الاحتلال انسحبت من بلدة دير الغصون، واعتقلت إلى جانب شقيقي بدران ثلاثة آخرين من بينهم إمام مسجد في القرية. وفي رفح جنوب قطاع غزة شيع الفلسطينيون اليوم الشهيد مازن حسن (19 عاما) الذي قتل برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي أمس. المصدر:ق.الجزيرة/وكالات: