قررت الحكومة الإسرائيلية تجميد خطة تسليم مدن الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية وذلك ردا على هجوم تل أبيب الذي وقع مساء الجمعة مخلفا أربعة قتلى و65 مصابا. وأوضح شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي أن التجميد سيستمر لفترة تقوم خلالها حكومة شارون بمتابعة ما إذا كان محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية "سيقوم باتخاذ الخطوات اللازمة ضد جماعة الجهاد الإسلامي وباقي الجماعات الإرهابية.".. واتهم موفاز سوريا وحركة الجهاد الإسلامي بتنفيذ الهجوم وذلك في بيان صدر عن مكتبه في أعقاب قيام خبراء وزارة الدفاع بتقدير الموقف وملابسات الحادث. وفي وقت سابق، شدد حزب الله اللبناني على عدم تورطه في الهجوم الذي أسقط أربعة قتلى، و65 جريحا. وفي سياق التحريات، تبين أن منفذ الهجوم الانتحاري طالب جامعة، عبد الله بدران (22 عاما)، من قرية دير الغصن بشمال الضفة الغربية، نقلا عن مصادر فلسطينية.. وفي وقت لاحق، أغارت قوات إسرائيلية على القرية، واعتقلت خمسة فلسطينيين، بينهم شقيقان..كما أعلنت السلطات الفلسطينية عن اعتقال اثنين آخرين من المشتبهين. ويأتي الحادث بعد ثلاثة أسابيع من اتفاق شارون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على هدنة تمهد لاستئناف المسيرة السلمية، خلال اجتماع تم في مدينة شرم الشيخ المصرية يوم 8 فبراير/شباط الحالي. ووقع الانفجار، في الساعة 11:30 مساء بالتوقيت المحلي، خارج أحد الملاهي الليلية، في وقت كان عدد من الشباب، يتراوح عددهم بين سبعة وعشرة أشخاص، بخلاف أربعة من رجال الأمن، يقفون أمام الملهى، وفقا لما أكده مالك المكان تساهي كوهين..ومن جانبه، دعا عباس لاجتماع طارئ مع المسؤولين الأمنيين في مدينة رام الله ، وأصدر بيانا تعهد فيه بأن السلطة الفلسطينية ستبذل كل الجهود الممكنة لتعقب المسؤولين عن الهجوم. وأكد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إدانة السلطة للهجوم "بأقوى لهجة ممكنة" داعيا كافة الأطراف لممارسة ضبط النفس. وينهي الهجوم فترة امتدت لأربعة أشهر، لم تشهد إسرائيل خلالها أي عمليات انتحارية..وفي واشنطن، وصف مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية ما حدث بأنه خطوة للخلف ومحاولة لإجهاض الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام. وفي القدس أجرى مسؤولون في القنصلية الأمريكية اتصالات مع مسؤولين فلسطينيين لمطالبتهم بإدانة الهجوم، وتعقب الجناة، وفقا لما أكدته مصادر أمريكية.