سقط أكثر 120 قتيلا عراقيا، منهم أكثر من مائة قضوا بانفجار سيارة مفخخة وسط مدينة الحلة الواقعة جنوبي بغداد، وهي عملية تعد الأكثر دموية في العراق منذ نحو عامين. وتشير آخر الأنباء إلى أن حصيلة الانفجار ارتفعت إلى 115 قتيلا و148 جريحا في هذه العملية التي نفذها انتحاري، مستهدفا مبنى لجنة طبية اصطف أمامه حشد كبير من العراقيين الراغبين في الحصول على شهادات صحية لازمة للتقدم لوظائف حكومية. وأفاد مصدر إطفائي في الحلة أنه تم العثور علي يدي منفذ العملية ملتصقتين بمقود السيارة المفخخة، في حين جرى تجميع الجثث في شاحنات ونقلت للمستشفيات. ورجحت بعص المصادر أن ترتفع حصيلة هذا الانفجار لكون عدد من المصابين حالتهم حرجة. وأمام فداحة الخسائر فقد طلبت مديرية الصحة بالمدينة من المواطنين التبرع بالدم واتصلت بالأطباء في كربلاء والديوانية والنجف المجاورة للحضور والمساعدة وبدؤوا بالفعل في الوصول. وقال الهلال الأحمر العراقي إنه يرسل مساعدات طوارئ ومعدات من بغداد. وفي تطورات ميدانية أخرى قتل خمسة عراقيين بينهم ثلاثة جنود اليوم في حوادث متفرقة وقعت شمال بغداد. كما علمت الجزيرة أن مواطنا عراقيا قتل وأصيب آخر بجروح في هجوم شنه مسلحون على مقر قوات التدخل السريع التابع للشرطة وسط مدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد. وفي موضوع آخر قال جهاز الاستخبارات الداخلي صباح اليوم إن سبعاوي إبراهيم الحسن التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس المخلوع صدام حسين والمتهم بتمويل المسلحين "اعتقل قبل ثلاثة أيام عند الحدود السورية". وتحدثت بعض الأنباء عن دور للسلطات السورية في اعتقال سبعاوي بمدينة الحسكة وتسليمه الحكومة العراقية كبادرة حسن نية، وذلك أمام الضغوط الهائلة التي مورست عليها. على صعيد آخر أعلنت القوات الأميركية مقتل أربعة من جنودها خلال اليومين الماضيين، في عمليات متفرقة استهدفت تلك القوات في عدة مناطق عراقية. فقد أفاد الجيش الأميركي اليوم بأن أحد جنوده قتل بإطلاق النار عليه عند حاجز مروري جنوب بغداد أمس الأحد. وقبل ذلك قتل جنديان أمريكيان وأصيب آخران في هجوم بقنبلة يدوية الصنع تلته مواجهات بالأسلحة الرشاشة جنوب شرق بغداد, حسبما أفاد بيان للجيش الأميركي الذي أشار إلى أن الهجوم وقع السبت. وأعلن أيضا في بيان سابق الأحد أن جنديا أميركيا من قوات مشاة البحرية (المارينز) قتل السبت في مدينة بابل جنوب العاصمة العراقية. على الصعيد السياسي توقع قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني اليوم أن يعقد برلمان كردستان المؤلف من 111 نائبا أولى جلساته في غضون عشرة أيام، مشيرا إلى أن هناك بعض المشاكل تعيق أول جلسة للبرلمان والتي كان من المقرر أن تنعقد أمس في أربيل. من جهة أخرى أعرب رئيس الحزب الإسلامي محسن عبد الحميد الذي قاطع الانتخابات العامة في العراق أنه يؤيد ترشيح زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني لتولي منصب رئيس الجمهورية. وكان رئيس البرلمان الكردستاني المنتهية ولايته روز نوري شاويس جدد أمس بمؤتمر صحفي أن الأكراد ما زالوا متمسكين بالحصول على أحد المنصبين الرئيسيين في الحكومة الجديدة. من جهة أخرى دعا عبد الحميد إلى تشكيل حكومة عراقية على أساس التوافق, وأن تكون أبوابها مفتوحة لجميع الجهات التي شاركت في الانتخابات والتي لم تشارك.