أجرى الرئيسان السوري بشار الأسد واللبناني إميل لحود محادثات اليوم في دمشق لإقرار خطة الانسحاب السوري من لبنان المتوقع أن تبدأ مرحلتها الأولى عقب القمة مباشرة بإعادة انتشار قوات سوريا إلى سهل البقاع. وأكد الرئيسان ضرورة تفعيل معاهدة الأخوة والتنسيق بين البلدين، وعبر لحود عن شكره لما سماها التضحيات التي قدمتها سوريا من أجل لبنان..وفور انتهاء المحادثات الثنائية رأس الأسد ولحود اجتماعات المجلس الأعلى السوري اللبناني بمشاركة رئيسي الوزراء السوري محمد ناجي العطري واللبناني المستقيل عمر كرامي ووزيري الخارجية والدفاع ورئيسي برلماني البلدين، وهي المرة الأولى التي يجتمع فيها المجلس الأعلى منذ مارس/آذار 2002..وأعلن وزير الدفاع اللبناني في الحكومة المستقيلة عبد الرحيم مراد أنه سيتم الاتفاق أولا على مراحل الانسحاب إلى البقاع، على أن يتم لاحقا بالتنسيق بين البلدين تحديد آليات الانسحاب من البقاع إلى الحدود السورية. وأوضح رفيق شلالا المستشار الإعلامي للرئيس اللبناني أن الانسحاب إلى الحدود سيقر اليوم كمبدأ وخطة عمل، على أن يرجأ الاتفاق على التفاصيل إلى حين تشكيل حكومة لبنانية جديدة تنسق مع سوريا بشأن هذا الموضوع بموجب اتفاق الطائف. وأضاف شلالا في تصريح للجزيرة أن المجلس الأعلى السوري اللبناني سيتفق على السياسة العامة للانسحاب من البقاع اليوم وتترك التفاصيل العسكرية الفنية واللوجستية للقيادات العسكرية في الجانبين لتحديدها. وقد علم مراسل الجزيرة في لبنان أن القوات السورية بدأت بتفكيك معداتها تحضيرا للانسحاب من هناك. وشوهدت القوات السورية في مواقع بالمديرج وصوفر وعالية بشرق بيروت وهي تفكك معدات الاتصالات وتحمل الشاحنات بالمعدات العسكرية وعتاد الجنود استعدادا لمغادرة هذه المواقع. لكن الخطوات السورية لم تنل بعد رضا واشنطن التي تعهدت بأن تواصل مع حلفائها الضغوط على دمشق للقيام بانسحاب كامل وفوري من لبنان. وطالب المستشار بالبيت الأبيض دان بارتلت دمشق بوضع جدول زمني لسحب قواتها واستخباراتها قبيل الانتخابات اللبنانية في مايو/أيار المقبل. واستغلت إسرائيل الحملة الغربية على دمشق في تصعيد حربها الكلامية على سوريا موجهة الاتهامات المعتادة لدمشق بتهديد استقرار المنطقة ودعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية.