أكدت وزارة النقل أن المركز الإقليمي لتبادل المعلومات بشأن مكافحة القرصنة البحرية والسطو المسلح ضد السفن في آسيا "ريكاب" ومقره سنغافورة سوف يقدم كافة أوجه المساعدة اللازمة للمركز الإقليمي البحري لمكافحة القرصنة الذي يجري إنشاؤه بصنعاء حالياً. وقال وكيل وزارة النقل المساعد للشئون البحرية والموانىء الدكتور ياسر محمد الزماني إن مهمة المركز الجديد تتمثل في ضمان تدفق المعلومات المتعلقة بحوادث القرصنة بين الأطراف "المتعاقدة"، وتحليل المعلومات المستلمة وإعداد إحصائيات، وتقديم الإنذارات المناسبة للأطراف "المتعاقدة" عند وجود أي خطر للقرصنة، وكذا تعميم طلبات التعاون بين الأطراف "المتعاقدة" والقيام بأية مهام أخرى يتفق عليها بهدف مكافحة القرصنة. وأشار الزماني إلى أن المركز الإقليمي في مرحلة الإنشاء منذ العام الماضي، وتم تخصيص ميزانية لبناءه، وإطلاع كافة الجهات الوطنية المعنية بدور هذا المركز الذي تم دمج مهمته ضمن الخطة الوطنية لمكافحة القرصنة. ولفت الزماني في ورقة عمل أعدها حول "جهود الجمهورية اليمنية لمكافحة القرصنة البحرية في منطقة خليج عدن والبحر الأحمر" حصل عليها "نيوز يمن"، إلى قيام وفد يمني مكوّن من وكيل وزارة النقل ورئيس الهيئة العامة للشئون البحرية بزيارة مركز "ريكاب" في ديسمبر الماضي، وتم خلال الزيارة بحث عزم اليمن إنشاء مركز إقليمي مشابه، وتعهد مدير مركز "ريكاب" بتقديم كافة أوجه المساعدة اللازمة. وكشف المسئول اليمني عن تسجيل 65 حالة قرصنة بحرية و9 حالات احتجاز في منطقة خليج عدن منذ بداية العام 2009 وحتى الآن. وأكد أن الهيئة العامة للشئون البحرية وفي إطار الخطة الوطنية لمكافحة القرصنة، بذلت جهوداً فنية في إعداد الإطار القانوني لمذكرتي التفاهم الإقليميتين لمكافحة القرصنة، والدعوة للتوقيع عليهما، فضلاً عن إنشاء محطات ل " GMDSS " في الحديدةوعدن، وإنشاء المركز الإقليمي. أما خفر السواحل اليمنية فعملت على إنشاء منظومة تتبّع حركة السفن، ومرافقة السفن، وإنشاء قواعد ساحلية، وتبادل المعلومات، والمراقبة والدوريات. وأوضح أنه تم التوقيع من قبل 9 دول على "مدونة سلوك جيبوتي"، وإقرار إقامة مركز إقليمي لتبادل المعلومات المتعلقة بالقرصنة البحرية بصنعاء، في اجتماع جيبوتي المنعقد في 26- 29 يناير الماضي، والذي تم فيه الانتهاء من بلورة جميع الاتفاقات السابقة في وثيقة واحدة وإقرار الصيغة النهائية لها، بحضور ممثلين عن 17 دولة من دول إقليم خليج عدن وغرب المحيط الهندي إلى جانب 28 دولة ومنظمة دولية كمراقبين. ونوه وكيل وزارة النقل إلى أنه في إطار "الجهود الدبلوماسية شاركت اليمن في المؤتمر الدولي بنيروبي بشأن القرصنة بالقرب من الصومال في ديسمبر 2008، والذي ضم 126 وفداً من 46 دولة، وشجع على إنشاء المركز الإقليمي في اليمن وإنشاء قوة مهام خاصة إقليمية. كما شاركت اليمن في قمة تجمع صنعاء في ديسمبر التي دعت إلى تشكيل قوة مشتركة تحت إشراف الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي، ورحّبت بجهود المنظمة البحرية الدولية الهادفة لإنشاء مركز إقليمي في اليمن". كما عقد نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن في سبتمبر الماضي اجتماعات مع سفراء الدول الأوروبية وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي والدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن مشاركة اليمن في اجتماع القاهرة لوزراء خارجية الدول المطلة على البحر الأحمر في نوفمبر الماضي، والذي شدّد على إنشاء قوة مشتركة من مصر والسودان والسعودية والأردن وجيبوتي والصومال لمكافحة القرصنة البحرية وذلك تحت مظلة الجامعة العربية، ودعا إلى تحمّل مسئولية حماية البحر الأحمر، وإنشاء المركز الإقليمي. وفي يناير عام 2006 عقد اجتماع شبه إقليمي بدار السلام بتنزانيا لمكافحة القرصنة والسطو المسلح على السفن في غرب المحيط الهندي ومنطقة خليج عدن والبحر الأحمر، حضرته اليمن و12 دولة أخرى من المنطقة وهي جزر القمر ومصر وأثيوبيا وفرنسا وكينيا ومدغشقر والمالديف وموريشيوس وسيشل وجنوب أفريقيا والسودان وجمهورية تنزانيا. وتوصل ذلك الاجتماع إلى أن حوادث القرصنة والسطو المسلح في المياه القريبة من السواحل الصومالية كانت نتيجة مباشرة للوضع السياسي في البلاد، ودعا الحكومات المشاركة لاتخاذ إجراءات لتطوير مستوى التعاون والتنسيق والاتصال على المستوى الوطني وبين الآخرين. كما بحث الجوانب العملية والتشغيلية المطلوبة لمنع وكشف وقمع أعمال القرصنة والسطو المسلح على السفن، وركّز على مناقشة مشروع اتفاقية إقليمية وعلى كيفية السير بها قدماً بهدف منع وردع وقمع القرصنة في غربي المحيط الهندي وخليج عدن والبحر الأحمر. وفي يناير 2006 أيضاً عقدت ورشة عمل مسقط بهدف تعزيز مستوى التنسيق للجهود الإقليمية لتنفيذ الإستراتيجيات الوطنية البحرية والخطط الأمنية الهادفة لمكافحة القرصنة، وتنفيذ الالتزامات والمسئوليات الملقاة على الأطراف المتعاقدة، وكذا وضع خطط عمل للتواصل من خلال مقترح يمني لإنشاء مركز إقليمي للمعلومات البحرية في صنعاء. وسبق ذلك ورشة عمل صنعاء في أبريل 2005 التي ضمت كل من اليمن وعمان والسعودية والأردن ومصر والسودان وأريتريا وجيبوتي وأثيوبيا والصومال، وأوصت بتنفيذ أفضل لتدابير الأمن البحري وتدابير مكافحة القرصنة والسطو المسلح في البحر، وكان من شأن هذا القرار إعداد مسودة اتفاقية بين هذه الدول بشأن إنشاء المركز وطريقة عمله وسياساته وأهدافه. وتعود الجهود الدبلوماسية لليمن في مكافحة القرصنة إلى وقت مبكر دعمت فيه اليمن الاستقرار في الصومال، وقام فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بمقابلة الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية في سبتمبر عام 2004. * نيوز يمن