طالب الاجتماع السنوي الرابع والأربعين للجمعية الأوروبية لدراسة الكبد والذي عقد مؤخراً في العاصمة الدنمركية كوبنهاجن جميع الدول إلى تطبيق التطعيم الإلزامي للمواطنين والمقيمين ضد فيروس الالتهاب الكبدي «ب» للحد من الإصابة بالمرض ووفياته. وأوضحت أرقام عرضها الاجتماع أن 80% من إصابات الالتهاب الكبدي ب «في آسيا تصيب من هم في عمر أقل من العاشرة، أي أنها تفوق معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز) بمئة ضعف». الدكتور هشام خزربنجي استشاري أمراض الجهاز الهضمي أكد بان مرض التهاب الكبد الوبائي «ب» يعد أخطر مئة مرة من مرض نقص المناعة المكتسبة الايدز لأنه يؤدي في حالة الاكتشاف المتأخر إلى تليف الكبد والسرطان ومن ثم الوفاة. وقال ان نسبة انتشار المرض في بعض الدول العربية بارتفاع متواصل حيث تشير بعض التقارير إلى أن نسبة الإصابة بالمرض في المملكة العربية السعودية تتراوح ما بين 15 إلى 17%، وفي الكويت 6 إلى 7%، وفي مصر بين 12 إلى 15% في حين تتراوح في دولة الإمارات بين 2 5. وقال ان مرض التهاب الكبد الوبائي «ب» يعد من أخطر أنواع الالتهابات فهو يهدد حياة الكثيرين ويودي بحياة البعض منهم. وتكمن خطورة المرض أيضاً في عدم معرفة الناس به وعدم علمهم بإمكانية حماية أنفسهم منه، لافتاً إلى انه وفقاً لأرقام منظمة الصحة العالمية فقد أودى المرض بحياة 2,1 مليون شخص في العالم العام الماضي بسبب مضاعفات الإصابة المزمنة بالالتهاب الكبدي (ب) مثل التشمع وسرطان الكبد. وأشار إلى أن خطورة المرض تكمن في أن أعراضه لا تظهر على المصابين، ما يجعل الفيروس ينتشر في الكبد، ويصل إلى مرحلة التليف، وتالياً الإصابة بالسرطان، مشيراً إلى أن كل 10 أشخاص يصابون بالفيروس، تظهر الأعراض في جسد مريض واحد منهم بسبب عدم تشخيص عدد كبير من الحالات المصابة. وأشار إلى أن 90% ممن يصابون بالفيروس قد يشفون منه إذا ما تم الكشف المبكر عنه، في حين يصبح المرض مزمناً عند 10% من المصابين، لافتاً إلى أن بعض الأجيال الجديدة من العقاقير مثل براكلود المتوفر حالياً في معظم الدول اثبت فعالية عالية في تحسن حالة المرضى وقال ان الإصابة بالفيروسات الكبدية لا يعلم بها المصاب إلا عند الفحص لأي سبب آخر مثل التبرع بالدم أو أثناء الفحص الدوري، ولكن أعراض المرض تدوم أسابيع عدة، وتشمل اصفرار البشرة والعينين والبول الداكن والتعب الشديد والغثيان والتقيّؤ والآلام الباطنية، وقد يستغرق الشفاء من تلك الأعراض أشهر ربما تمتد إلى سنة كاملة. وقال ان المرض يمكن أن ينتقل من شخص مصاب لآخر سليم عن طريق عيادات الأسنان ومحال الحلاقة، وصالونات التجميل ومن الأم المصابة إلى جنينها، مطالباً بضرورة مضاعفة خطط التوعية في الدول العربية بكيفية انتقال الفيروس. وأوضح أن طرق انتقال العدوى تختلف من منطقة جغرافية لأخرى ففي أوروبا الغربية، تنتقل العدوى بشكل رئيسي عن طريق العلاقات الجنسية مع شخص مصاب، وكذلك استخدام الإبر وأدوات الحقن الحاملة للفيروس، بينما تنتقل العدوى في آسيا والشرق الأوسط بشكل رئيسي من الأم للطفل وبين الأطفال بعضهم البعض.