صادقت حكومة ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية خلال اجتماعها بمدينة شتوتغارت عاصمة الولاية أمس على قانون جديد لتدريس الدين الإسلامي كمادة أساسية لسبعين ألف تلميذ مسلم بالمدارس الرسمية بالولاية بدءا من العام الدراسي 2006/2007. وجاء تصديق حكومة بادن فورتمبرغ على القانون الجديد بمثابة تتويج لجهود المنظمات الإسلامية بالولاية خلال السنوات العشر الماضية لتقنين تدريس الدين الإسلامي في المدارس الحكومية واستجابة لطلب مماثل تقدمت به الأحزاب السياسية الرئيسية إلى برلمان الولاية المحلي عام 2001. وقال بيان لوزارة التربية المحلية بالولاية -تلقت الجزيرة نت نسخة منه– إن المرحلة الأولى لتدريس التربية الدينية الإسلامية ستبدأ بتخصيص حصص إلزامية للتلاميذ المسلمين من السنة الأولى إلي السنة الرابعة في 12 مدرسة ابتدائية حكومية على أن يتم لاحقا تعميم تدريس المادة في كافة المدارس الرسمية التي فيها كثافة مرتفعة من التلاميذ المسلمين. وأسندت الوزارة تدريس مادة الدين الإسلامي باللغة الألمانية –حسب ما ورد في البيان- إلى معلمين مسلمين مؤهلين تربويا من خلال مناهج دراسية أعدتها المنظمات الإسلامية الرئيسية في ولاية بادن فورتمبرغ بالتعاون مع مركز المناهج وطرائق التدريس التابع لوزارة التربية بالولاية. وأوضح البيان أن مناهج التدريس الجديدة ستركز على الاهتمام بتدريس قضايا العقيدة والتربية الإسلامية لوضع التلاميذ المسلمين على قدم المساواة مع التلاميذ اليهود والأرثوذكس الذين يتلقون حصصا للتربية الدينية الخاصة بهم من خلال مناهج تركز على الجوانب العقدية. ومهدت الوزارة للبدء في تدريس المادة الجديدة بعد عامين بافتتاح قسمين جديدين لتأهيل معلمي الدين الإسلامي بكليتي التربية في مدينة لودفيجسبورغ و كارلسورها الواقعتين في ولاية بادن فورتمبرغ على أن تعطى أولوية القبول في القسمين للمعلمين المسلمين العاملين بمدارس الولاية الحكومية. وفي تصريحات نشرتها اليوم الأربعاء صحيفة فرانكفورتر الجماينة تسايتونغ قالت وزيرة التربية بالولاية أنيتا شافان إن إدخال الدين الإسلامي في المناهج الدراسية الرسمية هو جزء من خطة لدمج المسلمين في المجتمع وإشعارهم أن المدارس الحكومية لن تكون عائقاً يحول بين أطفالهم وتقاليدهم ومبادئهم الدينية. وتمنت أن يحقق تدريس المبادئ الدينية الإسلامية للتلاميذ المسلمين في سن مبكرة إلى تأهيلهم لتكوين مواقف معتدلة تشجع على التعامل مع الأديان الأخرى باحترام وتسامح. وشددت الوزيرة -التي أصدرت حكومتها العام الماضي قرارا بحظر عمل المعلمات المسلمات بالحجاب في المدارس الحكومية– على عدم السماح للمعلمات المسلمات بارتداء الحجاب حتى خلال حصص الدين الإسلامي. ومن جانبه رحب رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا الدكتور نديم إلياس بإدخال وزارة التربية في ولاية بادن فورتمبرغ لمادة الدين الإسلامي في مناهجها الرسمية وأعتبرها خطوة تتكامل مع محاولات مدرسية سابقة لتعميم تدريس الإسلام في جميع المدارس الرسمية الألمانية. وتوقع إلياس في تصريح للجزيرة نت أن يؤدي اتفاق المنظمات الإسلامية الألمانية الرئيسية -خلال اجتماعها في هامبورغ الشهر الماضي- على توحيد هياكلها التنظيمية المساهمة في تعزيز علاقة المسلمين بالسلطات الألمانية وحل المشكلات الأساسية المعلقة بينهما. ومن جانب آخر قال مفوض ولاية بادن فورتمبرغ لشؤون الكنائس مارتين هيكل إن سماح الولاية بتدريس الإسلام في مدارسها الحكومية يعد إجراء لا غنى عنه لتعميق ولاء الأقلية المسلمة للدستور الألماني. يشار إلى أن عدد المسلمين في ولاية بادن فورتمبرغ يصل وفقاً للتقديرات الرسمية إلي نصف مليون نسمة منهم 200 ألف من الألمان أو الحاصلين على الجنسية الألمانية. المصدر:ق. الجزيرة: