لقي أكثر من 60 شخصاً مصرعهم وجرح 135 في انفجار بسوق بحي مدينة الصدر في شرق العاصمة بغداد. ويأتي الهجوم قبل ستة أيام من الموعد المقرر لإنسحاب القوات الأمريكية من البلدات والمدن العراقية. وتراجع العنف بشدة في العام المنصرم لكن المتشددين مازالوا يشنون تفجيرات قاتلة تستهدف تقويض الحكومة وإشعال الصراع الطائفي مجددا. ويأتي تفجير يوم الأربعاء قبل أربعة أيام فقط من الموعد الرسمي الذي تسلم به القوات الامريكية السيطرة الى القوات المحلية في مدينة الصدر الذي خاضعت فيه القوات الأمريكية والقوات العراقية معارك ضارية في ربيع 2008. وقتل ثلاثة من طلبة المدارس في تفجير آخر في مدينة الصدر يوم الاثنين وهو واحد من سلسلة تفجيرات في أنحاء البلاد قتل فيها 27 شخصا في ذلك اليوم. وتلقي مثل هذه الهجمات بشكوك على قدرة القوات العراقية بمواجهة تمرد عنيد بمفردها. وما زالت أعداد كبيرة من القتلى تسقط في بعض الهجمات على الرغم من تراجع أعمال العنف بشكل عام. وقتلت انتحاريتان 60 شخصا خارج ضريح شيعي في العاصمة في ابريل نيسان قبل أيام من تفجير مزدوج لسيارتين ملغومتين مما أسفر عن مقتل 51 شخصا في مدينة الصدر. وتلقي مثل هذه الهجمات شكوكا بشأن قدرة قوات الامن المحلية التي أعيد بناؤها من الصفر بعد أن حلها مسؤولون أمريكيون عام 2003 على القضاء على أعمال عنف مسلحة بالاعتماد على نفسها. ويقول محللون ان هذه الهجمات ستشتد على الأرجح قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجري في يناير كانون الثاني. وبنى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شهرته استنادا الى خفض إراقة الدماء وأشاد بالانسحاب الجزئي للقوات الامريكية. وحث المالكي العراقيين على التحلي بالصبر اذا استفاد المتمردون من انسحاب القوات الامريكية لتصعيد الهجمات. ومن المقرر ان تغادر القوات الامريكية التي غزت العراق منذ ست سنوات البلاد تماما بحلول عام 2012 في اطار اتفاقية امنية وقعتها بغداد وواشنطن في العام الماضي.