بدأت في الجزائر العاصمة اليوم الثلاثاء أعمال القمة العربية السابعة عشرة بحضور ثلاثة عشر زعيما عربيا وغياب تسعة آخرين، حيث من المنتظر أن يجدد القادة العرب مبادرتهم للسلام مع إسرائيل والتي كانت السعودية قد طرحتها بتأييد عربي في قمة سابقة. ومن المنتظر أن يعلن الزعماء العرب في البيان الختامي لقمتهم عن الدعم لكل من سورية ولبنان لكنهم لن يذهبوا إلى حد مناقشة التطورات الداخلية في لبنان وقضية الانسحاب السوري من هناك، حسبما أشارت مسودة للبيان. وكان مقترح أردني يطالب يقترح رسالة سلام أقوى إلى إسرائيل قد تم تعديله قبل قليل من بدء أعمال القمة. وقال عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية إنه لا يجوز لإسرائيل أن تتوقع التطبيع مع الدول العربية دون مقابل. وأضاف أن الأمر يجب أن يكون التزاما مقابل التزام، كشرط لبلوغ سلام عادل وطي صفحة الصراع وتأسيس علاقات، بالموازاة مع انسحاب إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية. وقد افتتح الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الجلسة بكلمة طلب فيها من الحضور قراءة الفاتحة على روح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء اللبناني المغتال رفيق الحريري. أما الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، فقال في كلمته إن على الأممالمتحدة إيجاد تعريف دقيق للإرهاب تتفق عليه جميع الدول الأعضاء. وأضاف بوتفليقة أن هناك من يتذرع بالإرهاب لمحاربة الإسلام وهناك من يستغله لغزو البلدان. كما ساهم رئيس الوزراء الاسباني خوسي لويس ثاباتير ورئيس الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري في الجلسة الافتتاحية للقمة وكانت الأردن قد أعدت مشروع بيان يفوق التوقعات حول السلام مع إسرائيل، محاولة منها لاستثمار التحسن الطفيف في المناخ السائد في المنطقة بعد الاتفاق الاسرائيلي الفلسطيني الاخير على وقف العنف، لكن تم تعديله قبل انعقاد القمة. كما عبرت مسودة البيان الختامي عن مساندة الدول العربية لسورية ولبنان، لكن الأزمة التي تشهدها العلاقات بين البلدين ليست على برنامج القمة. ويتغيب عن القمة كل من العاهل الأردني والرئيس اليمني والرئيس اللبناني وولي العهد السعودي. وسيقوم الزعماء العرب بتجديد اقتراح سعودي لإسرائيل تقدمت به قبل ثلاث سنوات. ويدعو المقترح الدولة العبرية للانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها سنة 1967 مقابل التطبيع مع كل الدول لعربية، لكن إسرائيل رفضت المقترح. ويتوقع أن يعيد القادة العرب ايضا التأكيد على القرارات السابقة بدعم سورية ومعارضة العقوبات الامريكية عليها. ويشير مشروع البيان الختامي إلى أن القادة العرب "يؤكدون التزامهم بمبادرة السلام العربية"، ويشددون على أنه "لا يحق لأي جهة مهما كانت أن تجري أي تعديل على أي من المرجعيات التي قامت عليها العملية السلمية لنيات التنصل من التزاماتها أو التراجع عنها وعما وقعت عليه من اتفاقيات". كما تضمن مشروع البيان طلبا للمجتمع الدولي "بإدانة إقامة جدار الفصل الذي يهدد بإحداث عملية تهجير جديدة ويهدد كذلك فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ويدعون إلى العمل على وقف بنائه وإزالة الأجزاء التي بنيت." وأقر الوزراء قرارات تتعلق بدعم سورية ولبنان ورفض الدول العربية الإجراءات الأحادية الجانب التي اتخذت من قبل الولاياتالمتحدة ضد سورية. كما تضمن مشروع البيان الختامي إدانة لإسرائيل بسبب استمرارها في "احتلال أراض لبنانية ولانتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية" وأعراب عن مساندته "حق لبنان السيادي في ممارسة خياراته السياسية ودعم قراراته الحرة في إقامة وتعزيز علاقاته مع سائر الدول العربية آخذا في الاعتبار العلاقات التاريخية والخاصة بين لبنان وسورية."