اتفق القادة العرب بالجزائر على إعادة تفعيل مبادرة السلام العربية التي تعرض على إسرائيل تطبيع العلاقات مقابل الانسحاب إلى حدود عام 1967. وأعلن وزير الخارجية الأردني هاني الملقي أن القادة العرب أقروا خلال جلستهم المغلقة مساء الثلاثاء كل التوصيات التي رفعت إليهم من وزراء الخارجية وبينها البند الخاص بتفعيل مبادرة السلام العربية. واعتبر الوزير الأردني أن بلاده نجحت في تسليط الأضواء على هذه المبادرة وتفعيلها. وتؤكد المبادرة أن الدول العربية مستعدة لاعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا وإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار السلام الشامل، وذلك بعد تحقيق الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967, والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان, وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية. واشترط العرب أيضا قبل التطبيع مع إسرائيل تطبيق قرارات الشرعية الدولية والتوصل إلى حال عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الأممالمتحدة رقم 194, وضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني. وأكد المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية هشام يوسف للجزيرة أن القادة توصلوا إلى توافق في الموضوعات المطروحة وأقروا التوصيات التي رفعت إليهم من وزراء الخارجية العرب. وتم تكليف لجنة بصياغة البيان الختامي المتوقع إعلانه عقب جلسة مغلقة اليوم الأربعاء. ويدعو مشروع البيان الختامي إلى التحرك من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبني مبادرة السلام العربية كإطار للحل السلمي. وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة دعا في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة إلى اعتبار السلام مع إسرائيل على أساس مبادرة بيروت خيارا إستراتيجيا. وقال بوتفليقة إنه في مواجهة الموقف الإسرائيلي يجب على العرب أن يظهروا للعالم نواياهم السلمية. ويشمل جدول أعمال القمة أيضا إصلاح الجامعة العربية لمنحها نفوذا أكبر وضم البرلمانيين والمنظمات غير الحكومية إلى منظومة العمل العربي. وعلمت الجزيرة أن القادة العرب سيبحثون مقترحا بإنشاء لجنة متابعة على مستوى الرؤساء ستكون مهمتها تفعيل مبادرة السلام العربية والعمل على تنفيذ خارطة الطريق. وقال بوتفليقة إن موضوع الإصلاح لم تفرضه أي جهة خارجية على العالم العربي، وإن الدول العربية أخذت بهذه الإصلاحات من تلقاء نفسها ليقينها بأن ذلك خدمة لشعوبها. وأضاف أن اختلاف الأوضاع من بلد لآخر يؤكد ضرورة اعتماد المناهج الأكثر فعالية وعقلانية حسب المقتضيات التي تفرضها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكل بلد. كما أكد عاهل المغرب محمد السادس في كلمته أن الدول العربية لن تقبل تلقي دروس من الخارج في هذا الشأن. وقد تراجع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن تهديداته بالاستقالة بعد أن تعهدت الدول العربية بتسديد المستحقات المتأخرة عليها. وكشفت مصادر بالجامعة أنها تحتاج إلى 200 مليون دولار حتى تخرج من أزمتها بينما وصلت ديون الجامعة المستحقة لدى الأعضاء إلى أكثر من 100 مليون دولار. يشار إلى أن الميزانية السنوية للجامعة لا تتجاوز 35 مليون دولار وبينما تعفى بعض الدول الفقيرة من اشتراكاتها السنوية فإن دولا أخرى لا تدفع حصتها بالكامل. وشهدت القمة حضورا ملحوظا من المسؤولين الأجانب وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو الذي طرح مبادرة للحوار بين الحضارت وتعزيز التفاهم بين الإسلام والغرب. وقال رئيس الوزراء الإسباني إن ما أسماه الإرهاب ساهم في نشر صور مشوهة لعدة ثقافات. وأكد ثاباتيرو ضرورة تعزيز تحالف الحضارات وحماية الأديان. ورفض ثاباتيرو في كلمته أي محاولة لربط الإرهاب بالإسلام مؤكدا أن أي محاولة من هذا القبيل ستكون خطأ كبيرا يؤدي لإقامة حائط بين الغرب والمسلمين قد يكون أكثر قوة من جدار برلين. كما دعا العرب لدعم مبادرته من أجل إقامة تحالف بين الحضارات وشدد على أن الإرهاب نتيجة "لفكر منحرف وليس انعكاسا لثفافة أو حضارة أو دين" مؤكدا ضرورة التكاتف الدولي في مواجهته. المصدر:ق.الجزيرة/وكالات: