تتجه أنظار الملايين من العرب والعجم المتابعين والمهتمين برياضة الساحرة كرة القدم صوب استاد القاهره الدولي "ملعب الرّعب'' كما يحلو للمصريين تسميته تحسبا للمباراة المصيرية والتي تجمع منتخبي الجزائر ومصرضمن منافسات مجموعات القارة السمراء لحجز مقعد في المونديال القادم التي تستضيفه مدينة جوان بجنوب إفريقيا2010م . ومع بدء العد التنازلي للمواجهة الكبرى المرتقبة بين المنتخبين المصري والجزائري في الجولة الأخيرة من تصفيات المجموعة الإفريقية الثالثة المؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا صيف 2010 والتي يلعب فيها منتخب مصر مباراة مصيرية تتطلب الفوز وبفارق 3 أهداف عن منتخب "الخضر" الذي استطاع من فرض سيطرته في مباراة الذهاب والفوز بثلاثة مقابل هدف وبفارق ثلاث نقاط عن منتخب مصر وهذا ما يجعل المتابعين يضعون الحضوض لخطف البطاقة قائمة للمنتخب الجزائري الذي سيلعب بدافع الفوز أو التعادل أو الخروج باقل من ثلاثة أهداف . وقد بدأت تزداد أجواء التحضيرات النهائية سخونة في كل عاصمة، وسط إصرار منقطع النظير من كلا الجانبين بحسم بطاقة الترشح وللمتابع أن يدرك حجم التراشقات الإعلامية المتبادلة من كل الجانبين خلال الآونة الأخيرة، وتأثيرها على شحذ حماس، وأحياناً عصبية، جماهير كلا المنتخبين قبيل موقعة القاهرة التي ستجرى يوم السبت القادم لكن اللعب على ما يبدو على هذا الوتر، انتقل ليحظى بالاهتمام العالمي أيضاً وبعد أن سبق لها وأن وصفت المباراة الحاسمة هذه بأنها مباراة للكراهية بين المنتخبين، على خلفية ذكرها لأحداث تاريخية كشفت عن حقيقة الأجواء غير المستقرة بين البلدين كروياً. وكرة القدم ربما تُعرف بكونها لعبة جميلة، لكنها غالبا ً ما تُمَثِل على المستوى الدولي نوعا ً من أنواع المباريات الكبرى التي تتنافس فيها الدول على الظفر بالسطوة الإقليمية والعالمية وكرة القدم تميل لإظهار الوجه الجميل والقبيح لدى الأشخاص، الذي يتراوح ما بين التنافس الودي والروابط في المدرجات إلى أحقر أشكال المغالاة في الوطنية والعشائرية وخاصة في السباق المحتدم الذي تشهده الساحة الإفريقية في هذه الأثناء لحجز مقعد بنهائيات المونديال الجنوب إفريقي أشعل حربا ً باردة بين اثنين من أبرز منتخبات القارةهما مصر والجزائر.
العودة قليل الى الخلف
أن تاريخ المباريات بين المنتخبين في ذات الملعب، فإنه حين نعود إلى الوراء، لا نلمس أثرا لانتصارات عريضة ل''الفراعنة'' على ''محاربي الصحراء'' بذات الملعب، عدا لقاء الذهاب سنة 2001 برسم تصفيات مونديال ,2002 وخسر المنتخب الجزائري بنتيجة 5/.2، حتى وإن كان ''الخضر'' قد خسروا رهانات مهمّة وبالعودة إلى الوراء، وتحديدا سنة 1983، خلال مقابلتي الذهاب والإياب بين الجزائر ومصر في إطار تصفيات أولمبياد لوس أنجلس سنة1984م فإن المنتخب الجزائري تعادل بملعب 5 جويلية الأولمبي بنتيجة 1/1 من تسجيل تاج بن ساولة منذ الدقيقة الأولى في مرمى الحارس إكرامي، وأقصي منتخبنا أمام ''الفراعنة'' فعلا، في مباراة متوتّرة بملعب القاهرة ولم يخسر ''الخضر'' إلاّ بنتيجة 1/.. وخلال التصفيات الشهيرة لمونديال 1990 بإيطاليا، التقى المنتخبان الجزائري والمصري في آخر دور، بملعب 17 جوان (الشهيد حملاوي حاليا) بقسنطينة، وتعادل المنتخبان دون أهداف بقيادة المدرّب كمال لموي. وحين خلف الشيخ عبد الحميد كرمالي، المدرب لموي، وقاد المنتخب خلال فترة شهر كامل لتحضير مباراة الإياب بالقاهرة، وخسر المنتخب الجزائري خلال الفترة التحضيرية وأدّى الجزائريون مباراة يوم 13 نوفمبر 1989، بقيادة لخضر بلّومي ورابح ماجر بملعب القاهرة الدولي، وخسر بنتيجة 1/0 من تسجيل حسام حسن. وفي سنة 1995، وخلال تصفيات كأس أمم إفريقيا لسنة 1996 بجنوب إفريقيا، فاز المنتخب الجزائري على نظيره المصري بهدف دون رد بملعب 5 جويلية الأولمبي بفضل بلال دزيري من ضربة جزاء بعد خطأ على كمال قاسي السعيد، ليتمكّن هذا الأخير، أي كمال قاسي السعيد، من التهديف في لقاء الإياب بمصر ولقّب في بلد ''الفراعنة'' ب ''قاسي على مصر وسعيد على الجزائر''، قبل أن يسجّل ''الفراعنة'' الهدف اليتيم.
5/2 لمصر على الجزائر وقد صنع منتخب مصر، خلال مبارياته فوق أرضية ما يسمّونه بملعب الرّعب فوزا هو الانتصار الاكبر بنتيجة 5/2 على الجزائر التي ضمّت نجوما من طراز علي بن عربية وجمال بلماضي وبلال دزيري، فضلا عن عبد الحفيظ تاسفاوت وعلي مصابيح مسجّلي هدفي ''الخضر''. ومن المفارقات أن فرحة المصريين بالفوز لم يكتب للكرة المصرية أن تكون أحد المنتخبات ال32 في ذات المونديال حين تعادلت بنتيجة 1/1، وسجّل ياسين بزّاز هدف الجزائر، ما جعل الخماسية نقمة أكثر منها نعمة على المصريين الذين خسروا رهان المونديال وتأهّلت السينغال. ونتذكّر أن المنتخب الجزائري قد سرق نهائي كأس أمم إفريقيا لسنة 1980 بنيجيريا من منتخب مصر، حين عاد رفقاء محمود قندوز في النتيجة 2/2، بعدما كانوامنهزمين بثنائية نظيفة، وتأهّلت الجزائر بضربات الترجيح. ونال المنتخب الجزائري المركز الثالث في دورة كوت ديفوار سنة 1984، حين فازت على مصر في المباراة الترتيبية بنتيجة 3/1، وسجّل حسين ياحي الهدف الثالث والأخير للجزائر. وثأر ''الخضر'' من منتخب مصر في دورة الجزائر سنة 1990، حين هزم ''الفراعنة'' بثنائية نظيفة في مجموعته، سجّل منها موسى صايب هدفا واحدا وكان في سن ال ,18 وفاز الجزائريون باللّقب الأول لكأس إفريقيا للأمم بقيادة الشيخ عبد الحميد كرمالي.