قصفت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقذائف الهاون والصواريخ عددا من المستوطنات جنوب قطاع غزة، ردا على استشهاد ثلاثة أطفال فلسطينيين بنيران قوات الاحتلال في رفح قرب الشريط الحدودي مع مصر. وأكدت الكتائب في بيان لها أنها ستمضي قدما في الرد على العمليات والخروقات الإسرائيلية. ووفق مصادر إسرائيلية سقطت تسع قذائف على حقول مجاورة لمجمع غوش قطيف الاستيطاني. واستشهد الأطفال الثلاثة أثناء لعبهم كرة القدم بساحة مجاورة لحي الشعوث بمدينة رفح. وقال مراسل الجزيرة نت في غزة إن الشهداء هم كمال غنام (15 عاما) وأشرف موسى (15 عاما) وحسن أحمد أبو زيد (14 عاما) الذي فارق الحياة بعد وصوله إلى المستشفى إثر إصابته برصاصة بالرأس. وفي أول رد للسلطة الفلسطينية على المجزرة دان الرئيس محمود عباس بشدة إقدام قوات الاحتلال على قتل الفلسطينيين الثلاثة. واعتبر العملية انتهاكا مقصودا للتهدئة التي تم التوصل إليها في قمة شرم الشيخ. من جانبه قال نائب رئيس الوزراء وزير الإعلام نبيل شعث إن الفلسطينيين لن يسكتوا على المجزرة التي ارتكبت في رفح أو ما يتم إعداده للقدس والمسجد الأقصى. وأكد في تصريح للجزيرة رفض السلطة استخدام التهدئة من قبل إسرائيل لارتكاب مجازر وسلب الأرض عبر الاستيطان. لكنه في المقابل أكد التزام الجانب الفلسطيني بما اتفق عليه من تهدئة مع إسرائيل، مشيرا إلى أن ما يحدث ما أسماه "برميل البارود" يوشك أن ينفجر هو نتيجة تباطؤ إسرائيل بتنفيذ التزاماتها موضحا أن على الفصائل جميعا الاتفاق في أي ظرف يمكن فيها إنهاء التهدئة. وقد حملت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إسرائيل مسؤولية استشهاد الصبية الثلاثة في رفح, واعتبرتا أن من حق فصائل المقاومة الرد على هذا الخرق للتهدئة. ونفى القيادي بالجهاد محمد الهندي أن تكون حركته أعلنت عدم التزامها بالتهدئة، ودعا كافة الفصائل الفلسطينية والسلطة إلى إعادة النظر في موقفها من تلك الاتفاقية على ضوء التصعيد الإسرائيلي. من جانبه حمل المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري الاحتلال الإسرائيلي جميع التداعيات على "جريمة" رفح والجرائم الأخرى التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. وأكد في تصريح للجزيرة أن قصف كتائب القسام للمستوطنات جاء في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال. وأوضح أن حركته لم تقرر وقف التهدئة حتى الآن، ولكنه أشار إلى أنها على وشك الانهيار بسبب المماطلة الإسرائيلية بالاستجابة لشروط التهدئة ووقف الانتهاكات. وتأتي هذه التطورات في وقت جددت فيه الفصائل الفلسطينية التحذير من اقتحام المسجد الأقصى واعتبرت أن المساس به من شأنه أن يؤدي إلى تفجير المنطقة وإنهاء التهدئة, محملة الاحتلال الإسرائيلي تبعات اقتحام المتطرفين اليهود لباحة المسجد والذي هددوا بتنفيذه غدا الأحد. وقد شارك قرابة سبعة آلاف فلسطيني في مظاهرة نظمتها حركة التحرير الوطني (فتح) في رفح جنوبي قطاع غزة، انتهت بمهرجان خطابي رفع خلاله مجسم كبير للأقصى. وحمل المجلس التشريعي إسرائيل المسؤولية كاملة عن كل ضرر يلحق بالمسجد الأقصى، في حال قيام المتطرفين اليهود باقتحامه. من جانبه نبّه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى الخطر الذي يواجه المسجد الأقصى بعدما هددت جماعات صهيونية متطرفة بمهاجمته. ودعا بيان له حصلت الجزيرة على نسخة منه إلى ضرورة حماية المسجد المبارك من المؤامرة الصهيونية الجديدة, وأن هذه الحماية واجب على الحكومات والشعوب. واعتبر البيان أن المساس بالأقصى سيكون الشرارة التي تشعل غضب العالم الإسلامي لأولى القبلتين وثالث الحرمين. وأهاب بالعلماء والدعاة والمفكرين القيام بواجبهم في التنبيه إلى الخطر المحدق بالأقصى. كما دعت جامعة الدول العربية ومنظمات عربية وإسلامية ودولية، إلى العمل لمنع وقوع أي اعتداء على المسجد الأقصى. وأمام المخاوف والتعبئة الفلسطينية، أعلنت إسرائيل أنها نشرت تعزيزات أمنية كبيرة في محيط باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية لمنع متطرفين يهود من اقتحامه. المصدر:ق.الجزيرة/وكالات: