وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى قطاع غزة في زيارة خاطفة وصفت بالإنسانية، وذلك للمرة الثانية منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. في غضون ذلك يبدأ المبعوث الأميركي لسلام الشرق الأوسط جورج ميتشل اليوم أيضا من إسرائيل جولة جديدة بالمنطقة بعد تأجيلها لأيام بسبب احتجاج واشنطن على خطط استيطانية إسرائيلية جديدة . وقال مراسل الجزيرة في غزة إن الأمين العام للأمم المتحدة يعود إلى غزة بعد أكثر من عام والوضع على الأرض لم يتغير، حيث كان دعا في زيارته السابقة إلى ضرورة إنهاء الحصار والبدء الفوري بإعادة الأعمار . وأشار المراسل إلى أن أوضاع سكان غزة تفاقمت عما كانت عليه في الزيارة الأولى، فلا إعادة للإعمار ولا فتح للمعابر ولا إنهاء للحصار . ووصل الأمين الأممي القطاع عبر معبر إيريز حيث استقبله احتجاج من عشرات الأطفال وأسر الشهداء والمصابين في الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ولدعوته لاتخاذ إجراءات فعلية وجدية لا تقتصر على الكلام . ويزور بان منطقة عزبة ربه المدمرة شمال القطاع، قبل أن ينتقل لزيارة مشروع إسكاني في خان يونس جنوبي غزة يتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في زيارة خاطفة ذات طابع إنساني ولن يلتقي أي مسؤول سياسي، مشيرا إلى أن قوات الأمن التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة اتخذت إجراءات أمنية مشددة . تصعيد إسرائيلي وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي استبقت زيارة بان بتصعيد حيث أتبعت غاراتها على قطاع غزة بمهاجمة مظاهرات سلمية متضامنة مع المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية ومناهضة للجدار والحزام الأمني والاعتداء على سكان مدنيين شرقي القطاع، مما أسفر عن إصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح أمس السبت . كما توغلت قوات الاحتلال بالقرب من معبر بيت حانون شمالي القطاع، ولاحقت عشرات العمال الفلسطينيين واعتقلت عشرة منهم ونقلتهم إلى جهة مجهولة وفق مصادر فلسطينية . وفي وقت سابق السبت دعا بان إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية للبدء قريبا في مفاوضات غير مباشرة تتلوها أخرى مباشرة، وقال "آن الأوان ليعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنبا إلى جنب بسلام ". وجدد المسؤول الأممي تأييده لموقف اللجنة الرباعية الداعي إلى قيام الدولة الفلسطينية، ووقف كافة أشكال الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي ختام لقائه مع رئيس الوزراء الفلسطيني قال بان إن على إسرائيل أن توقف أنشطة الاستيطان . ومن المقرر أن يجتمع الأمين العام للأمم المتحدة مع زعماء إسرائيليين الأحد بعد زيارته للقطاع الذي يخضع للحصار الإسرائيلي . زيارة ميتشل في تطور متصل يبدأ المبعوث الأميركي لعملية السلام بالشرق الأوسط جورج ميتشل اليوم جولة جديدة بالمنطقة بعد تأجيلها الثلاثاء الماضي بسبب احتجاج واشنطن على إعلان إسرائيل عن خطط استيطان جديدة بالقدس المحتلة . وقال مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري إن ميتشل سيلتقي أولا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ومن ثم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قبل أن ينتقل غدا إلى رام الله للقاء المسؤولين الفلسطينيين . وأشار مدير مكتب الجزيرة إلى أن زيارة ميتشل على خلفية قرار اللجنة الرباعية الدولية وتنديدها بالاستيطان، وبعد موافقة نتنياهو على بحث قضايا الحل النهائي وخاصة الحدود مع الفلسطينيين وإعلانه أن الاستيطان سيشهد تباطؤا، الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الموافقة على استقباله بالبيت الأبيض الثلاثاء المقبل. وأوضح مدير مكتب الجزيرة أن الرباعية منحت 24 شهرا للتوصل إلى تسوية، مشيرا إلى أن واشنطن تعتقد أن من شأن التوصل إلى تسوية للحدود حل إشكالية الاستيطان. وعلى الجانب الفلسطيني –وفق العمري- يريد الفلسطينيون تحديد مرجعية واضحة والتزام واضح يلزم إسرائيل بتنفيذ خارطة الطريق.