اعتبر نائب الرئيس العراقي غازي الياور أن الوزارات التي منحت للعرب السنة في التشكيلية الحكومية الجديدة -التي أعلنت اليوم- هي دون المستوى المطلوب. ودعا الياور إلى الإسراع في استكمال تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة وتعيين وزيرين من العرب السنة لمنصبي وزارتي الدفاع وحقوق الإنسان رافضا أن تتم عملية فرض أسماء المرشحين من الخارج دون أن يوضح ما يقصده. وتأتي تصريحات الياور بعد أن أعلنت جبهة القوى العربية السنية -التي تضم جبهة القوى الوطنية ومجلس الحوار الوطني- انسحابها من تشكيلة الحكومة العراقية. وقال الناطق باسم مجلس الحوار الوطني صالح المطلق إنهم أبلغوا الجعفري بسحب مرشحيهم للحقائب الوزارية لأن إعلان الحكومة جاء على خلاف الاتفاق الذي أبرم مع الجعفري. وبهذا الخصوص وصف مشعان الجبوري عضو الجمعية الوطنية عن كتلة المصالحة والتحرير يوم إعلان الحكومة بأنه يوم حزين لويت فيه أذرع العرب السنة ومورست بحقهم عملية إقصاء طائفي، على حد تعبيره. وأشار الجبوري في تصريحات للجزيرة إلى وجود "مؤامرة" ممن وصفهم بالتيار الصفوي والذين شكلوا الحكومة بعد أن التفوا على الاتفاق مع العرب السنة وتمكنوا من إقناع نائب رئيس الجمهورية غازي الياور ومنحوا كتلته الحقائب المقررة للسنة. وطالب الجبوري العرب السنة المشتركين في الحكومة بالانسحاب منها وإلا إنهم سيكونون خارج السرب. كما حذر من تعرض مدن العرب السنة لعمليات "استباحة" بحجة محاربة المسلحين، بعد كلمات لأعضاء في الجمعية الوطنية بهذا الخصوص اليوم. وقد منحت الجمعية الوطنية العراقية بغالبية مطلقة الثقة لحكومة رئيس الوزراء المكلف إبراهيم الجعفري بعدما نالت موافقة المجلس الرئاسي. وصوت لصالح التشكيلة الحكومية الجديدة 180 نائبا من مجموع 185 حضروا جلسة البرلمان المكون من 275. وتضمنت تشكيلة الحكومة الجديدة 36 منصبا وزاريا بينها أربعة نواب لرئيس الوزراء وسبع نساء. وقد ظل العديد من المناصب الوزارية التي سيشغلها قائمون بأعمال الوزراء إلى أن تقرر الأسماء النهائية. وجاء إعطاء الحكومة للثقة فيما شهد العراق تصاعدا في وتيرة الهجمات خلفت العديد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الأميركية وقوات الأمن العراقية. وذكرت مصادر طبية في مستشفى الفلوجة أن عراقيين اثنين قتلا، وأصيب آخران بجروح، عندما أطلق جنود أميركيون نيران أسلحتهم باتجاه سيارة أجرة توقفت قبالة البناية التي يتمركزون فيها. وفي المسيب جنوب بغداد قتل أربعة عراقيين وجرح 20 آخرون عندما انفجر صاروخ كاتيوشا في محطة نقل المسافرين وسط المدينة. وأصيب عدد من الجنود الأميركيين وقتل اثنان من أفراد الحرس الوطني العراقي وجرح سبعة آخرون عندما فجر شخص سيارته بدورية مشتركة للقوات الأميركية والعراقية قرب مقر قيادة الشرطة وسط مدينة تكريت شمال بغداد. وفي سامراء انفجرت دراجة مفخخة على الطريق مستهدفة دورية للشرطة ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الشرطة وجرح خمسة آخرين منهم. كما اغتال مسلحون مساعد وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات الجنائية اللواء محسن عبد السادة في منطقة الدورة جنوبي بغداد. وقتل مسلحون في شرقي بغداد المقدم علاء كاظم الضابط في مديرية جوازات الرصافة. من ناحية أخرى جددت رومانيا مطالبتها مختطفي الصحفيين الثلاثة في العراق الإفراج عنهم وعدم تنفيذ التهديد بقتلهم. وكانت جماعة تسمي نفسها كتيبة معاذ بن جبل وزعت تسجيلا قبل حوالي ثلاثة أيام يَظهر فيه الرهائن مقيدي الأيدي، ويناشدون رئيسهم سحب قواته من العراق، ويطالبون الشعب الروماني بالتظاهر للضغط على حكومتهم وإلا فإنهم معرضون للقتل.