أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إقرار التعديلات الدستورية في الاستفتاء ب58% من أصوات الناخبين. واعتبر في خطاب أمام مقر حزبه العدالة والتنمية في إسطنبول أن من وصفهم بمؤيدي الانقلابات العسكرية هزموا في الاستفتاء. ووصف أردوغان التصويت لصالح الاستفتاء بالمرحلة التاريخية في طريق الديمقراطية، مشيرا إلى أن نسبة الإقبال بلغت بين 77 و78%. يذكر أن عدد الناخبين المفترض أن يشاركوا في الاستفتاء يبلغ نحو خمسين مليون ناخب، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة المشاركة في الاستفتاء أكثر من 70%، وتوقعت أيضا أن تكون نسبة المصوتين ب"نعم" أكثر قليلا من المصوتين ب"لا" للتعديلات الدستورية. ويجري الاستفتاء على الدستور -الذي وضعه العسكر في تركيا- في اقتراع اعتبره مراقبون اختبارا لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان قبل الانتخابات العامة المقررة في 2011. وتقول الحكومة إن التعديلات الدستورية ستعزز المعايير الديمقراطية في البلاد المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، بينما تقول المعارضة إن هذه الخطوة ستسمح للحزب الحاكم بالسيطرة على القضاء. وقال مراسل الجزيرة عمر خشرم إن أحزاب المعارضة لزمت الصمت حيال هذه النتائج، مشيرا إلى أن التصويت لصالح تعديل الدستور يمثل نصرا لحزب العدالة والتنمية الحاكم وهزيمة للمعارضة. تقبل النتائج وكان الرئيس التركي عبد الله غل دعا الأتراك إلى تقبل النتائج التي سيسفر عنها الاستفتاء. وقال بعد إدلائه بصوته في أحد مراكز الاقتراع بالعاصمة التركية أنقرة، إن بلاده تعيش حدثا ديمقراطيا جميلا، مؤكدا أن الشعب التركي هو صاحب الكلمة في مواضيع هامة تخص مستقبله. وكانت صناديق الاقتراع فتحت اليوم أمام نحو 50 مليون ناخب تركي في الاستفتاء الذي ينظر إليه بمثابة اختبار لقوة حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي تواجه تعديلاته المقترحة على الدستور معارضة كبيرة من قبل الأحزاب القومية والعلمانية بالبلاد. وفي أنقرة وصف مراسل الجزيرة عمر خشرم الإقبال الجماهيري على مراكز الاقتراع بأنه كثيف ومنقطع النظير، مشيرا إلى أن الناخبين توجهوا منذ ساعات الصباح الباكر إلى مراكز التصويت للإدلاء بأصواتهم، وهذا ما لم تجر عليه العادة في الانتخابات والاستفتاءات السابقة بأنقرة. ورغم أن أنقرة تعتبر إلى حد ما معقلا للعلمانيين ومعارضي الحزب الحاكم، فإن المراسل أشار إلى أن استطلاعات الرأي العام لا تستبعد أن تكون نتيجة التصويت هناك لصالح التعديلات الدستورية التي اقترحتها حكومة حزب العدالة والتنمية. وأوضح المراسل أن الكثير من الأحزاب العلمانية والمعارضة لا تنكر تبنيها للكثير من التعديلات المقترحة، "ولكنها تتبنى الموقف المعارض لأن التعديلات مقترحة من قبل الحزب الحاكم". التصويت بإسطنبول وفي إسطنبول حيث يوجد نحو 7.5 ملايين ناخب، أدلى رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان بصوته في أحد مراكز الاقتراع بعد أن زار خلال الأيام الماضية نحو 22 منطقة بالمدينة، داعيا سكانها للتصويت لصالح التعديلات. وقد تحدث مراسل الجزيرة في إسطنبول عامر لافي عن إقبال كبير من قبل المواطنين، وسط توقعات بأن تقول أغلبية سكان المدينة نعم للإصلاحات المقترحة. وأشار المراسل إلى أهمية إسطنبول انتخابيا حيث إنها تعتبر خزان الأصوات في تركيا، تليها أنقرة في الدرجة الثانية بنحو ثلاثة ملايين صوت. وفي منطقة ديار بكر التي تعتبر معقلا للأكراد، قال مراسل الجزيرة مازن إبراهيم إن مراكز الاقتراع شهدت تزايدا في معدلات الإقبال رغم دعوة الأحزاب الكردية الكبرى لمقاطعة الاستفتاء. وتضم حزمة الإصلاحات 26 بندا ينظر إلى معظمها على أنها متدرجة وغير مثيرة للجدل، ومن بينها بند يجعل من الممكن محاسبة الجيش أمام المحاكم المدنية. المصدر: الجزيرة + وكالات