دعا الرئيس التركي عبد الله غل الأتراك إلى تقبل النتائج التي سيسفر عنها الاستفتاء بشأن التعديلات الدستورية المقترحة من قبل الحزب الحاكم، في وقت أقبل الأتراك بكثافة للإدلاء بأصواتهم بشأن التعديلات المتعلقة بإعادة هيكلة القضاء، وزيادة الحريات الفردية والجماعية، وتغيير بعض الصلاحيات المتعلقة بالجيش. وقال غل بعد إدلائه بصوته في أحد مراكز الاقتراع بالعاصمة التركية أنقرة، إن بلاده تعيش حدثا ديمقراطيا جميلا، مؤكدا أن الشعب التركي هو صاحب الكلمة في مواضيع هامة تخص مستقبله. إقبال كبير وكانت صناديق الاقتراع قد فتحت اليوم أمام نحو 50 مليون ناخب تركي في الاستفتاء الذي ينظر إليه بمثابة اختبار لقوة حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي تواجه تعديلاته المقترحة على الدستور معارضة كبيرة من قبل الأحزاب القومية والعلمانية بالبلاد. وفي أنقرة وصف مراسل الجزيرة عمر خشرم الإقبال الجماهيري على مراكز الاقتراع بأنه كثيف ومنقطع النظير، مشيرا إلى أن الناخبين توجهوا منذ ساعات الصباح الباكر إلى مراكز التصويت للإدلاء بأصواتهم، وهذا ما لم تجر عليه العادة في الانتخابات والاستفتاءات السابقة بأنقرة. ورغم أن أنقرة تعتبر إلى حد ما معقلا للعلمانيين ومعارضي الحزب الحاكم، فإن المراسل أشار إلى أن استطلاعات الرأي العام لا تستبعد أن تكون نتيجة التصويت هناك لصالح التعديلات الدستورية التي اقترحتها حكومة حزب العدالة والتنمية. وأوضح المراسل أن الكثير من الأحزاب العلمانية والمعارضة لا تنكر تبنيها للكثير من التعديلات المقترحة، "ولكنها تتبنى الموقف المعارض لأن التعديلات مقترحة من قبل الحزب الحاكم". التصويت بإسطنبول وفي إسطنبول حيث يوجد نحو 7.5 ملايين ناخب، أدلى رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان بصوته في أحد مراكز الاقتراع بعد أن زار خلال الأيام الماضية نحو 22 منطقة بالمدينة، داعيا سكانها للتصويت لصالح التعديلات. وقد تحدث مراسل الجزيرة في إسطنبول عامر لافي عن إقبال كبير من قبل المواطنين، وسط توقعات بأن تقول أغلبية سكان المدينة نعم للإصلاحات المقترحة. وأشار المراسل إلى أهمية إسطنبول انتخابيا حيث إنها تعتبر خزان الأصوات في تركيا، تليها أنقرة في الدرجة الثانية بنحو ثلاثة ملايين صوت. ديار بكر وفي منطقة ديار بكر التي تعتبر معقلا للأكراد، قال مراسل الجزيرة مازن إبراهيم إن مراكز الاقتراع شهدت تزايدا في معدلات الإقبال رغم دعوة الأحزاب الكردية الكبرى لمقاطعة الاستفتاء. وقبل نحو أربع ساعات على إغلاق صناديق الاقتراع، قال مراسل الجزيرة إن نسبة الاقتراع بديار بكر وصلت لنحو 30% بعد أن كانت في الصباح لا تتجاوز نحو 10% فقط. ولم يستبعد المراسل أن تشهد هذه النسبة ارتفاعا ملحوظا قبل أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها بحلول الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، خاصة أن التعديلات المقترحة تصب في مصلحة الأقلية الكردية التي عانت كثيرا في السابق من تسلط الجيش، وإحكام قبضته على الحياة السياسية بالبلاد. وأوضح المراسل أن دعوة الأحزاب الكردية لمقاطعة الاستفتاء جاءت احتجاجا على عدم استجابة الحزب الحاكم لبعض مطالبهم، ومن أبرزها كسر حاجز ال10% المفروض للسماح للأحزاب بالوصول للبرلمان، ومطالبهم المتعلقة بالحكم الذاتي. ووفقا لاستطلاع أجراه مركز كوندا فإن نحو 57% من الأتراك سيصوتون لصالح التعديلات المقترحة، في حين لا يزال 18% غير قادرين على تحديد موقفهم، مقابل معارضة 25% من الأتراك لهذه التعديلات. وتضم حزمة الإصلاحات 26 بندا ينظر إلى معظمها على أنها متدرجة وغير مثيرة للجدل، ومن بينها بند يجعل من الممكن محاسبة الجيش أمام المحاكم المدنية.