أ شهر بصنعاء المنتدى الأول للسكان لمنظمات المجتمع المدني والذي يهدف إلى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في الدعوة والتخطيط والتنفيذ للقضايا والسياسيات والبرامج السكانية. المنتدى الذي دعت إلى تأسيسه جمعية رعاية الأسرة اليمنية يحضى برعاية كريمة من دولة الدكتور على محمد مجور رئيس مجلس الوزراء، سيعمل من خلال سكرتارية دائمة تتولى التنسيق بين الأعضاء والشركاء وتسهيل تبادل المعلومات السكانية والإعداد والتحضير لعقد اللقاءات السنوية للمنتدى وإعداد التقارير المنبثقة عن المنتدى وضمان توزيعها ونشرها بين الأعضاء والشركاء، كما سيعمل المنتدى على استقطاب خبراء ومسؤولين بارزين من القطاعات التنفيذية والتشريعية والمراكز الأكاديمية والبحثية والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية والقطاع الخاص لإجراء حوارات دورية مع التركيز على نتائج المؤتمرات الدولية للسكان والتنمية والاستراتيجيات الوطنية ذات العلاقة . وخلال اللقاء السنوي الأول للمنتدى الذي انعقد بمشاركة 60 مشاركا ومشاركة من عدد منظمات المجتمع المدني في مختلف المحافظات تحت شعار "نحو دور فعال لمنظمات المجتمع المدني في تحقيق الاستقرار السكاني"، أكد الدكتور احمد بورجي الأمين العام للمجلس الوطني للسكان أن القضية السكانية تحتل أهمية خاصة في سلم أولويات العمل التنموي في اليمن منذ إقرار أول وثيقة للسياسة الوطنية للسكان في العام 1991م والمتمثلة بالاستراتجية الوطنية للسكان وخطة عملها. مشيرا إلى أن اليمن تعاني من ارتفاع معدل النمو السكاني رغم انخفاضه إلي 3.2% سنوياً بحسب تعداد السكان للعام2004م ،كما أن معدل وفيات الأمهات البالغ 365 حالة وفاة لكل مائة ألف ولادة حية تعد هي الأخرى من أعلى معدلات الوفيات بالمقارنة مع بعض الدول العربية . وأكد بورجي أهمية الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في الإسهام في وضع برامج وخطط التنمية وفي تنفيذ الأنشطة والبرامج التي تحقق أهداف السياسة التنموية بشكل عام وأهداف السياسة السكانية والعمل السكاني بشكل خاص والوصول إلى المناطق التي قد لاتصل لها الحكومة في إيصال الرسالة السكانية . من جانبه قال ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان في اليمن السيد مارك فاندنبرغي أن الصندوق يعمل في اليمن في ثلاث قضايا رئيسية تتمثل في السكان والتنمية والصحة الإنجابية والنوع الاجتماعي . منوها إلى الآثار السلبية للزيادة السكانية على مختلف جوانب التنمية في اليمن . بدوره أكد المدير التنفيذي لجمعية رعاية الأسرة اليمنية نبيل العماري أن المنتدى الأول للسكان يركز على فئة الشباب بشكل أساسي باعتبارهم أداة التغيير في المستقبل وهم أساس الحاضر وعماد المستقبل ويعول عليهم النهوض بالتنمية ،الأمر الذي يستدعي الاهتمام بأوضاعهم ومعالجة مشكلاتهم خصوصا وان قضية الشباب في التركيبة السكانية تحتل أولوية واهتماما خاصا من قبل المعنيين . مشيرا إلى أن المنتدى يهدف إلى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في الدعوة إلى التخطيط والتنفيذ للقضايا والسياسات والبرامج السكانية وتبني الأنشطة والبرامج السكانية ضمن خطط منظمات المجتمع المدني والتنسيق والتشبيك في سبيل المساهمة الفاعلة في حشد الموارد واستقطاب التمويل لتنفيذ الأنشطة والبرامج السكانية ،وتشجيع المنظمات في المشاركة في التنمية السكانية ،لافتا إلى أهمية إشراك القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في العمل السكاني ومواجهة التحديات والعمل على مواجهة المفاهيم الخاطئة في مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة. وتحدث الأستاذ عبدالملك شرف الدين مدير عام التخطيط وتنمية الموارد بالمجلس الوطني للسكان في ورقته التي عرض خلالها آليات إدماج الخطط السكانية في الخطط والبرامج وإعداد دليل الأرقام والمؤشرات المتعلقة بتنظيم الأسرة وقضايا الصحة الإنجابية ..وشدد شرف الدين على ضرورة توفير موازنة تشغيلية للجان التنسيق السكانية وإشراك المرأة في كافة الأنشطة السياسية والاجتماعية بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة . وتطرق إلى دور الشباب في التعريف والتوعية بقضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وضرورة إيلائهم اهتماما كبيرا لإيجاد تنمية حقيقة ، بالإضافة إلى الاستفادة من كبار السن وخبراتهم المتراكمة في مختلف الجوانب بما يساعد في الحد من المشكلة السكانية ،وكذا إدماج شريحة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في هذا الجانب باعتبارهم شريحة هامة من شرائح المجتمع. فيما تناول الدكتور حمير عبدالمغني مساعد ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان دور الأممالمتحدة في دعم قضايا السكان ..مستعرضا ما تناولته عدد من المؤتمرات الدولية الخاصة بالقضية السكانية.. واعتبر عبدالمغني مؤتمر القاهر للسكان والتنمية الذي انعقد في 1994م أهم واكبر المؤتمرات في هذا الجانب نظرا لحجم المشاركة الواسعة التي شهدها من مختلف دول العالم والتي تعدت 11 ألف مشارك ، كما أن التركيز خلال المؤتمر تحول من الاهتمام بأعداد البشر والسكان في العام إلى التركيز على ضرورة الاهتمام بالخدمات بصورة أساسية التي تقدم للسكان. مؤكدا أن الأممالمتحدة تعتبر دور منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص أساسي ولا يمكن تجاهله من اجل تحقيق أجندة عمل مؤتمر القاهرة. من جانبه تناول الشيخ جبري حسن في ورقته اهتمام الإسلام بالمرأة في أكثر من موضع ونزول سور خاصة تحمل اسم النساء وآيات كثيرة تتحدث عن المرأة.. معتبرا التركيز على المرأة هام جدا كونها نصف المجتمع. وأكد الشيخ جبري أن الاهتمام بالمرأة ينبغي أن يشمل كافة الجوانب ومنها الاهتمام بصحتها وتعليمها وتوعيتها بحقوقها وواجباتها وتوفير الخدمات الملائمة لها ومن أهمها خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ،مشيرا إلى أن المباعدة بين الولادات يضمن صحة الام والوليد. وقد تخلل جلسات أعمال اللقاء الأول لمنتدى السكان نقاشات مستفيضة من قبل المشاركين والتي تنم عن وعي وإدراك بحجم التحديات السكانية وأهمية تكاتف الجهود من اجل مواجهة تكل التحديات ومعالجتها.