إلتقت 26 سبتمبر الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو الوفد الفلسطيني المفاوض على هامش زيارته إلى صنعاء وتحدث بحب وامتنان عن مكانة اليمن ورئيسها ودورها القومي والتاريخي مع القضية الفلسطينية ،و تحدث الدكتور شعث عن المطلوب من القمة العربية القادمة وقال : نريد منها دعما واضحا بغير لبس ورفض أي ضغط على الفلسطينيين كما حمل أخبارا سارة عن قرب المصالحة بين فتح وحماس مؤكدا ان حماس مستعدة حاليا للمصالحة ونقاط الخلاف سويت ونأمل التوقيع على الوثيقة المصرية ، كما تطرق في حديثة عن المفاوضات المتعلقة مع إسرائيل بسبب تعنتها واستمرارها في إقامة المستوطنات . 26 سبتمبرنت تعيد نشر نص الحوار: في البداية كيف تقيمون طبيعة زيارتكم إلى صنعاء ولقائكم مع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ؟ أنا مندوب الرئيس أبو مازن لتوصيل رسالة شفوية إلى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح فيها تفاصيل كل ما تم في المفاوضات والموقف الفلسطيني من المفاوضات القادمة ، والموقف المطلوب من القمة العربية في سرت ، والدعم الذي تقدمه اليمن دائما للقضية الفلسطينية . شرحت للرئيس أننا لا نستطيع أن نذهب إلى المفاوضات بينما الاستيطان مستمر . القضية مستمرة منذ فترة طويلة وأدت إلى تضاعف المستوطنين الإسرائيليين حتى الآن بدون تقطع ، نحن نتفاوض على أساس الأرض مقابل السلام ، والأرض تتبخر من تحت أقدامنا وهذا لا ينفع ، هذا الكلام كان يجوز عندما كان رابين موجودا وإسرائيل تنسحب كل يوم من مناطق جديدة ، إنما اليوم الاحتلال الإسرائيلي شامل للضفة كلها والحصار الإسرائيلي على غزة برا وبحرا وجوا ، وبالتالي ليس بالإمكان أن نذهب إلى مفاوضات قد تأخذ وقتا طويلا بينما الأرض تتبخر . ولذلك طلبت باسم الرئيس أبو مازن دعم الأخ الرئيس علي عبد الله صالح في القمة القادمة وما بعدها لمواجهة أي ضغوط إسرائيلية تستطيع أن تقوم بها في هذه المرحلة . لو تم تجميد الاستيطان بالكامل عندئذ يمكننا أن ندخل المفاوضات حتى وإن لم تنتج شيئا في الأمد القصير ، التكلفة قد تكون في الوقت وليس الأرض . هذا الشعب يناضل قرناً كاملا من الزمان . تكلمنا عن المصالحة الوطنية الفلسطينية وكان هناك دائما دور إيجابي يقوم به الرئيس علي عبد الله صالح وأكدت له أننا جادون تماما في إنجاز الوحدة الوطنية لأنها الداعم الحقيقي سواء تفاوضنا أم لم نتفاوض ، سواء نجحت المفاوضات أو فشلت . سواء كان النضال شعبيا أو مسلحا ، أو من خلال التفاوض . طبعا الرئيس علي عبد الله صالح يعمل بكل إخلاص لدعم المصالحة الفلسطينية وكان على اتصال أثناء اجتماعنا مع الأخ خالد مشعل وكان يحثه على المضي قدما على المضي في توقيع الورقة المصرية والدخول في تفاصيل المفاوضات لإنجاز الوحدة والمصالحة الوطنية ، نأمل خيرا وخصوصا أن الاجتماع الأخير في دمشق كان إيجابيا ، وتقدمنا فيه وأرجو أن يستمر هذا التقدم ، ونحن نرحب بكل دعم يقدمه الرئيس علي عبد الله صالح ، ويبقى موقفنا في النهاية أننا وقعنا الوثيقة المصرية وعلى حماس أن توقعها وأن نتقدم بعد ذلك في تنفيذ الوحدة على الأرض .
دور داعم وكيف تقيمون الدور اليمني الداعم للقضية الفلسطينية ؟ طبعا الدور اليمني دائما إيجابي وكان الرئيس أبو عمار رحمه الله يقول عندما كان اليمن مشطراً إلى نصفين أن فلسطين هي الجزء الثالث لهما ، وأن الوحدة هي اللحمة الوطنية ، واليمن كان دائما وما يزال وسيبقى داعما حقيقيا للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية . والدور الذي يلعبه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح إيجابي بكل المقاييس ، ونحن نتمنى لليمن التقدم والوحدة والالتفاف حول الرئيس،فاليمن بالنسبة لليمن تشعرنا أننا وسط أهلنا . المفاوضات الحكومة الإسرائيلية ألمحت إلى إحتمال تمديد وقف الإستيطان شهرين..ما هو موقفكم في حال وافقت الحكومة على ذلك وفي حال لم توافق ؟ إذا أوقفوا شهرين نحن مستعدون للعودة إلى المفاوضات ، سواء شهرين أو ثلاثة أو أكثر ، لكن إذا بعد الشهرين إكتشفنا أن إسرائيل تماطل كالعادة فسوف يبقى موقفنا هو نفسه ، لن نستمر في المفاوضات بعد الشهرين إلا إذا توقف الإستيطان . وإذا توقف يوما سنتفاوض يوما لكن هم والأمريكان يتصورون أن نتانياهو جاد في الحصول على نتائج للمفاوضات في شهرين ، إذا حصل ذلك فأهلا وسهلا وإلا فلن نستمر . وعود أمريكا الوعود الأمريكيةللفلسطينيين لم تتجاوز ذلك إلى ضمانات .. لماذا ؟ الضمانات الأمريكية عادة لا تعطى إلا لإسرائيل للأسف، وإذا أرادوا شيئا من إسرائيل حاولوا الضغط ثم يفشلون فيعودون إلى الضمانات وهذا شأن العلاقات الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية . مع ذلك أي بالضمانات أو الإغراءات أو بالضغوط في النهاية نحن نريد إنهاء احتلال إسرائيل لبلدنا وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة . المهم بالنسبة لنا أن تنسجم الولاياتالمتحدة مع ما وعد به الرئيس أوباما بوقف كامل الاستيطان بما فيه ما يسمى بالنمو الطبيعي وبدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 67 ، كيف سينفذ تعهده ليس لدينا مشكلة ، المهم ألا يعد إسرائيل شيئا من حسابنا . ولماذا تحفظتم على بعض الضمانات الأمريكية لإسرائيل ؟ نحن لسنا مستعدين أن تضمن أمريكا بقاء قوات إسرائيلية على نهر الأردن هذه بلدنا ، والحقيقة سألنا الأمريكان فنفوا ذلك وقالوا لم نعد بشيء . أيضا لا تستطيع أن تعد أمريكا أنه بعد شهرين سينتهي تجميد الاستيطان إلا إذا حققت المفاوضات النتائج المرجوة لنا . لن نفاوض والإستيطان مستمر سواء الآن أو بعد شهرين أو أكثر . ما هي توقعاتكم لسير المفاوضات ؟ ليس هناك تقدم في المفاوضات ، لكن على أي حال لا نشكو من ذلك ، إذا كانت التكلفة وقتا فنحن مستعدون أن نصبر ، لكن نقول للإسرائيليين وأنت تتفاوض لا تعمق الاحتلال ، وفي نفس الوقت سنطالب بإنهاء الحصار على غزة ونعتبره مثل الاستيطان بالضبط . كيف تفاوض على الأرض مقابل السلام وليس هناك أرض وليس هناك سلام . الدور العربي واشنطن طلبت من الدول العربية أن تتخذ موقفا في القمة العربية مساندا لإستمرار المفاوضات .. هل هذا نوع من الضغط ؟ طبعا ، وأرجو ألا يجر هذا الضغط أي دولة عربية لاتخاذ موقف مخالف للموقف العربي الذي على أساسه نحن ذهبنا إلى المفاوضات ، الموقف العربي واضح ومفاده أنه طالما أن الاستيطان مجمد نستمر في المفاوضات ، وإذا رجع لا نستطيع ، الرئيس أبو مازن ذهب إلى مصر والأردن وأرسلني إلى صنعاء لحشد كل الدعم العربي للقمة القادمة . قمة سرت ماذا يريد الطرف الفلسطيني من قمة سرت القادمة ؟ نريد دعماً واضحاً بغير لبس إن الأمة العربية بقياداتها ورؤسائها وملوكها وحكوماتها ترفض أي ضغط على الفلسطينيين لكي يقبلوا باستمرار الاستيطان وتقف إلى جانبهم في أية مفاوضات هدفها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية وتحقيق حق العودة للاجئين ، من خلال مفاوضات يتم أثناءها وقف كامل للاستيطان والحصار . نريد هذا الدعم الواضح حتى يفهم الأمريكان أننا لسنا بمفردنا . ونرجو أن يكون الموقف العربي واضحاً وداعما للقضية الفلسطينية ومعبراً عن تطلعات الشعوب العربية .
المصالحة الفلسطينية المصالحة الفلسطينية قلتم في تصريحات متفائلة بأنها اقتربت .. هل هناك آفاق لتحقيقها فعلا ؟ كل الأطراف التي ساهمت في الوحدة لها علاقة بالتقدم الأخير ، بدأت القصة بالوزير عمر سليمان ولقائه مع خالد مشعل في مكة ، وبناء على الإتفاق يذهب وفد من فتح إلى دمشق للقاء مشعل ويحدث فيه تقدم قائم على أساس أنه عندما نحل إشكالات أو استفسارات حماس يذهب وفد من حماس إلى القاهرة ويوقع على الوثيقة المصرية . وأنا هنا في اليمن الرئيس صالح يدعم هذا الموقف ، إذن السعودية ومصر والأردن واليمن يدعمون المصالحة وهذا ما نتطلع إليه من كل الدول العربية ، وأعتقد أن حماس مستعدة حاليا للمصالحة ، هناك خمس نقاط كانت خلافية تمت تسوية أربعة منها والأخيرة يمكن تسويتها وإن شاء الله يتم تحقيق المصالحة في القريب العاجل .
الموقف الواحد مدى تفاؤلكم بالدور العربي ؟ الأمة العربية تقف دائما إلى جانب القضية الفلسطينية ، وقد وقفت حربا وتقف سلما ، وهناك آلاف الشهداء العرب الذين سقطوا على درب التحرير إلى جانب الشهداء الفلسطينيين الذين قاتلوا من أجل حرية بلادهم ومن أجل مسؤوليتهم الخاصة تجاه المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وكنيسة القيامة ، وليس عندنا شك في أن أمتنا العربية ستقف إلى جوارنا . أحيانا مشكلتنا تكمن في غياب الوحدة وغياب الموقف العربي الواحد ، وعندما يختلف الموقف العربي يفقد زخمه وقوته ، ونحن ندرك أيضا أن هناك ظروفا صعبة مرت على الأمة العربية أدت إلى تمزيق الكثير من دولنا مثل الاحتلال الأمريكي للعراق والأوضاع في لبنان والأوضاع التي واجهتنا في فلسطين وبما يحيط بنا في أفغانستان وباكستان والمصاعب الهائلة والتمزق في الصومال والسودان ، الوضع العربي صعب ويحتاج إلى وحدته ككل ووحدة كل أقطاره ، وتبقى مهمته الرئيسية فلسطين ، فالجامعة العربية قامت بسبب فلسطين وأيضا منظمة المؤتمر الإسلامي نتيجة حريق المسجد الأقصى ، لذلك نتوقع دائما ما هو أكثر ونحن الآن في مرحلة صعبة ، أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل تحكم فلمن نذهب غير لأشقائنا . ناتانياهو يمثل اليمين الإسرائيلي المتطرف في حكومة متطرفة لكنه قادر بدون انتخابات أن يشكل ائتلافا مع حزب أكاديما يقلص كثيرا من نفوذ المتطرفين وربما لا يرى ضغطا كافيا في ذلك ولا يرى مصلحة له في ذلك . ولكن كما يقول المثل " إمش وراء الكذاب حتى باب الدار " ولا نريد أن يقال أنه كانت هناك فرصة ولم تستفيدوا منها ، إن كانت هناك فرصة فنحن لها ، وإن كانت خداعا فلن نقبل الخداع مرة أخرى .
الثوابت الوطنية هناك قلق أحيانا من تأثر الثوابت الفلسطينية نتيجة الضغوط الخارجية ؟ الثوابت الفلسطينية موجودة وتحملنا كثيرا ، ولو كان أبو عمار قبل بكامب ديفيد بما تضمنته بالتخلي عن بعض الثوابت لما حاصروه أربع سنوات وسمموه وقتلوه ، والرئيس أبو مازن قال إذا كانوا يعتقدون أن الكرسي الذي أجلس عليه سيجعلني أقدم تنازلات فلا أريده . وهو يعرف أنه يواجه نفس الأخطار التي كان يواجهها أبو عمار . رسالة عربية ماذا يمكن أن تقول للرأي العام اليمني والرأي العام العربي في هذا التوقيت ؟ أقول أن هذا الشعب الفلسطيني الذي ناضل 100 سنة من أجل بلاده ، ومن أجل حريته واستقلاله ووقف الشعب اليمني دائما إلى جواره بإذن الله سيحقق حريته بالنضال المسلح لسنوات طويلة والمفاوضات وبالنضال الشعبي للحرية والمواجهة على جدار الفصل وبالحراك الدولي وبالاتصالات السياسية لن نقف حتى نحقق الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية هذا واجبنا وسوف نستمر فيه . الشعب اليمني احتضن أبو عمار في مرحلة صعبة من حياته وسعدنا دائما بالموقف اليمني الدائم للوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية ، زيارة الرئيس أبو مازن الأخيرة إلى اليمن كانت ناجحة جدا ، ولذلك إبتعثني شخصياً وأنا على علاقة محبة باليمن مستمرة ، وكانت لقاءاتي مثمرة وطيبة مع الرئيس والصديق الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية ، كل هذا أكد لي ما أعرفه أن اليمن تقف بثقلها إلى جانب فلسطين ، ونحن نقف بثقلنا إلى جانب اليمن كما يناضل اليمن من أجل الحفاظ على وحدته ، نحن نناضل للحفاظ على وحدتنا ، ونحن نؤمن بأن الوحدة والالتفاف حول القيادة والاصطفاف الكامل هو ما يحفظ الأمل للشعوب وخصوصا التي تواجه أخطارا، نحن يمنا واحدة تدعم فلسطينا واحدة وهذا شعارنا .