قررت لجنة الانتخابات الايرانية تمديد عملية التصويت لانتخاب رئيس جديد للبلاد لمدة ساعتين نظراً للاقبال المتزايد من قبل الناخبين الايرانيين حسب ماعرضة التلفزيون الايراني من صور لطوابير المواطنين الذي اصطفوا امام مراكز الاقتراع للمشاركة في الانتخابات. وكان الناخبون قد بدأوا عملية التصويت لاختيار رئيس جديد للبلاد في الساعات الاولى من صباح الجمعة، فيما يعتقد أنها أكثر الانتخابات التي شهدتها البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979 تتقارب فيها احتمالات فوز المرشحين. ويدلي 47 مليون ناخب غالبيتهم دون سن الثلاثين، بأصواتهم بعد أسابيع من الحملات الانتخابية التي كسرت القوالب التقليدية واستخدمت تكتيكات غربية. ويعد الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني المرشح الأوفر حظا في الحصول على نسبة كبيرة من الأصوات، لكن المنافسة بين المحافظين والإصلاحيين قد تؤدي إلى إجراء جولة ثانية من الانتخابات. ويحتاج رفسنجاني الذي يسعى لاستعادة مقعد الرئاسة الذي شغله من عام 1989 وحتى عام 1997 الى 50 في المئة من الاصوات لتفادي اجراء جولة ثانية غير مسبوقة بينه وبين المرشح الذي سيأتي في المرتبة الثانية. وقال رفسنجاني فور الادلاء بصوته "لقد وعدت الشعب بمواصلة الاصلاحات وأنا واثق انه يمكنني تنفيذ وعودي." وفي الوقت ذاته قال الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي للايرانيين انهم يدعمون بتصويتهم لا المرشح الذي يعطونه اصواتهم فقط بل النظام الاسلامي في بلادهم. وقال خامنئي بعد ان أدلى بصوته في صندوق اقتراع خاص بمقره الرسمي "بغض النظر عمن تعطونه اصواتكم من بين المرشحين السبعة فالتصويت سيكون لصالحه ولصالح الجمهورية الاسلامية والدستور." وتتركز السلطة الفعلية في يد الهيئات الدينية والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية،خامنئي، وهو غير منتخب. وتأمل السلطات في أن يقبل عدد كبير من الناخبين على الانتخابات لإسكات الانتقادات الأجنبية للنظام السياسي الإيراني. جولة ثانية ويختار الإيرانيون رئيسهم من بين سبعة مرشحين، بعد أن قضى مجلس صيانة الدستور، الذي يهيمن عليه المحافظون، بعدم أهلية نحو ألف مرشح لخوض الانتخابات. لكن يعتقد أن السباق سيحسم لصالح رفسنجاني، وهو رئيس سابق يتمتع بعلاقات وثيقة مع النخبة الدينية ، لكنه تبنى رسالة أكثر ليبرالية في حملته الانتخابية متعهدا بتحسين العلاقات مع الدول الغربية ومن بينها الولاياتالمتحدة. لكنه سيواجه منافسة شديدة على الأرجح من المرشح محمد باقر قاليباف رئيس الشرطة السابق والمرشح الإصلاحي مصطفى معين. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أيا من المرشحين لن يتمكن من الحصول على نسبة 50 في المئة الضرورية للفوز من الجولة الأولى، مما سيدفع المرشحين الحاصلين على أعلى نسبة من الأصوات إلى خوض جولة انتخابية ثانية الأسبوع القادم على الأرجح. ويقول فرانسيس هاريسون مراسل بي بي سي في طهران إن القضايا الحساسة بالنسبة لغالبية الإيرانيين هي ما إذا كانت البلاد ستواصل طريق الإصلاح الاجتماعي وكيفية تخفيف التوتر في العلاقات مع العالم الخارجي. انتقادات أمريكية وتجرى الانتخابات في الوقت الذي وجهت فيه الولاياتالمتحدة انتقادات لإيران. إذ وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس انتقادات لاذعة للانتخابات الرئاسية. وهاجما ما وصفاه بالسمات غير الديمقراطية في البلاد. واشار بوش الى ان الحكم في يد فئة غير منتخبة تجاهلت المطالب الاساسية للديمقراطية. وقال بوش موجها كلامه مباشرة الى الشعب الايراني ان الولاياتالمتحدة دعمته عندما وقف للدفاع عن حريته. وركز بوش انتقاده الى عملية التدقيق في اختيار المرشحين وكذلك عدم السماح لسيدات واصلاحيين معروفين بترشيح انفسهم. كما دعت رايس، التي تستعد لبدء جولة في الشرق الأوسط، دول المنطقة إلى التشجيع على المزيد من الإصلاحات السياسية.