سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة تعبر عن انزعاجها لتعرض الصيادين لاعتداءات متكررة من البحرية الاريترية دعت الى عقد اجتماع ثنائي لبحث أوضاع الصيادين وإيجاد المعالجات المناسبة لها
الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها الصيادين اليمنيون من قبل قوات البحرية الاريترية تتخذ أشكالا شتى فهي لا تتوقف عند حد الملاحقة في عرض البحر ومصادرة القوارب وسجن أصحابها والتنكيل بهم بل تصل الى درجة القتل كما حدث لصاحب القارب رقم (15ص /4) مساء الثلاثاء ال12من مارس الحالي قبالة سواحل المخا. الحكومة اليمنية عبرت عن انزعاجها وأسفها لما يتعرض له الصيادون اليمنيون من اعتداءات متكررة واحتجاز من قبل البحرية الاريترية ونقلت " سبأ" أمس عن مصدر في وزارة الثروة السمكية بان أخر الاعتداءات الاريترية تمثلت في إطلاق النار من قبل القوات البحرية الاريترية على قارب صيد تقليدي في 12مارس الجاري وادى الى مقتل صياد يمني وإصابة آخرين من الصيادين وهو ما يتنافي مع العلاقات بين الشعبين الجارين . وطالب المصدر الحكومة الاريترية بالتحقيق في هذه الحوادث ومحاسبة المسئولين عنها عن الصيادين المحتجزين في السجون الاريترية .. مؤكداً استعداد الجانب اليمني لعقد اجتماع بين البلدين لبحث اوضاع الصيادين ووضع المعالجات لها انسجاماً مع روح العلاقات الاخوية والتاريخية بين البلدين .. وكان قارب الصيد التقليدي الذي يحمل رقم (15ص /4) في رحلة بحرية اعتيادية في المياه الإقليمية اليمنية على بعد أميال قليلة من سواحل المخا مساء ال12من هذا الشهر وعلى متنه خمسة صيادين يمنيين عندما هاجمهم قارب حربي تابع للبحرية الاريترية ، وباشر إطلاق النار عليهم ليسقط الصياد عمار ناصر علي صغير وهو مالك القارب قتيلاً ويصاب زميله خليل سعيد قباعي بجروح خطيرة قبل ان يقوم الجنود الاريتريون باحتلال القارب والاعتداء بالضرب المبرح على الثلاثة الاخرين . ويقول مسئولو الاتحاد التعاوني السمكي : ان الزورق الحربي الاريتري نفذ اختراقه السافر للمياه اليمنية وقيامه بهذه الجريمة الشنعاء بهدف الاستيلاء على القارب غير انهم اضطروا الى اطلاقه بعد ان تاكد للجنود مقتل الصياد صغير ليعود الصيادون الى ساحل المخا محملين بجروحهم النازفة وجثمان زميلهم القتيل . واكد هؤلاء الصيادون الناجون من هجوم القارب الحربي الاريتري وهم خليل سعيد قباعي ومحمد سعيد قباعي ومنصور قباعي وعلي زيد السميري في بان الهجوم حدث فعلاً في عمق المياه الإقليمية اليمنية وعلى بعد مسافة قصيرة من شاطئ مدينة المخا بمحافظة تعز . ويروي الصيادون قصصاً مأساوية لما يلاقيه المحتجزون منهم في المعتقلات الاريترية من قبل المسئولين هناك . ويقدر الاتحاد السمكي اعداد المعتقلين اليمنيين في اريتريا ب ( 290) صياداً و (851) قارباً . ويقول محمد عبده معروف وهو صياد تم الإفراج عنه مؤخراً من قبل السلطات الاريترية بأنه انهار جسديا وسقط مغشيا عليه متأثرا بالأعمال الشاقة التي يؤديها الصيادون مجبرين تحت تهديد السلاح . ويضيف الصياد معروف وهو من ابناء قرية الدمنة بمديرية حيس بالحديدة .. بان وضعه الصحي اجبر مسئولو البحرية الاريترية على اطلاق سراحه واعادته الى الوطن قبل ان يتلقى الاسعافات الطبية اللازمة بمدينة الحديدة لإنقاذ حياته ويروي هذا الصياد صوراً بشعة للانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون في اريتريا سواء في عصب او في المناطق العسكرية الاريترية التي ينقل اليها بعض المحتجزين . مشيراً الى أن من تلك المهام اللاإنسانية التي توكل الى الصيادين شق الطرقات الجبلية وبناء الهناجر العسكرية وتكسير الاحجار ، ناهيك عن إجبارهم على الشرب من براميل افرغت لتوها من الزيوت والبترول ، الأمر الذي أدى الى إصابة كثير من المعتقلين بأمراض الكلى وغيرها من الأوبئة. ويوضح الصياد معروف وهو في العقد الثالث من العمر بأن الصيادين يقومون بالعديد من الأعمال الشاقة في الوقت الذي لايتوقف فيه الاعتداء عليهم بالضرب من قبل الجنود ، كما أنهم يظلون في مهامهم منذ الفجر الى غروب الشمس قبل أن يتم نقلهم الى الشاطئ واختيار منطقة صلبة ذات زخات نارية ليخلدوا الى النوم دون أي بطانيات . منوهاً بأن الصيادين هناك يعانون صنوفاً لاتحصى من الانتهاكات والممارسات غير الإنسانية واستبشر الصيادون خيراً من الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام محلية عن إيفاد وفد حكومي يمني الى أريتريا لمتابعة أوضاع المحتجزين هناك والعمل على أطلاقهم . ويؤكد مختصون في الشأن البحري اليمني على ضرورة قيام حكومتي صنعاء وأسمرة بايجاد آليات منظمة لعملية الصيد التقليدي في البلدين وفقاً للقواعد والأسس المتعارف عليها دولياً في هذا الجانب وبما يؤدي الى حماية المصالح المشتركة لأبناء الشعبين الجارين وعلى قاعدة لا ضرر ولا ضرار . وتبقى مشكلة الصيادين ومعاناتهم المتواصلة واحدة من أبرز القضايا التي يجب على حكومة الوفاق الوطني بحثها وإعطائها المزيد من الاهتمام لايجاد المعالجات المناسبة نظراً لما يمثلة منتسبوا هذا القطاع من أهمية على صعيد الاقتصاد الوطني .