أعلن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة أبو مصعب الزرقاوي بدء ما وصفه بعمليات الثأر ردا على الهجوم التي تقوم به القوات الأميركية والعراقية على مدينة تلعفر شمال العراق.ولم يتسن التأكد من صحة البيان المنسوب للتنظيم على شبكة الإنترنت والذي يعتبر إشارة واضحة إلى سلسلة التفجيرات التي هزت بغداد اليوم وبلغ عددها 11 على الأقل وأسفرت عن مقتل وجرح المئات.وقال البيان الذي يحمل توقيع مسؤول القسم الإعلامي أبو ميسرة العراقي إنه منذ مساء الثلاثاء "بدأت في عموم بلاد الرافدين غزوة الثأر لأهل السنة في تلعفر". ووعد البيان بالكشف عن آخر تطورات الهجمات تباعا.وكانت مختلف أحياء العاصمة العراقية قد تحولت اليوم إلى ساحة هجمات انتحارية بسيارات مفخخة استهدفت في معظمها دوريات الجيش الأميركي والقوات العراقية. وأعقب بعض التفجيرات اشتباكات بين عناصر مسلحة والقوات العراقية والأميركية.الهجوم الأعنف وقع في ساعة مبكرة بساحة العروبة في حي الكاظمية شمالي بغداد حيث فجر انتحاري سيارة مفخخة، ما أسفر عن مقتل 130 شخصا وجرح 160 على الأقل.وأكدت وزارة الداخلية نقلا عن روايات بعض الناجين أن منفذ الهجوم وقف في ساحة العروبة بسيارته قائلا إنه يبحث عن عمال، ثم فجر ما يحمله من متفجرات فور تجمعهم حوله.وكان جسر الأئمة في حي الكاظمية قد شهد يوم 31 أغسطس/آب الماضي حادثة تدافع قتل فيها نحو ألف شخص وجرح مئات آخرون. ويعد هذا ثاني أعنف هجوم بسيارة مفخخة في العراق منذ تفجير الحلة جنوب بغداد في فبراير/شباط الماضي الذي أودى بحياة 125 شخصا. وقد أدان الحزب الإسلامي العراقي وديوان الوقف السني الحكومي العملية الانتحارية التي استهدفت مدنيين في حي الكاظمية ذي الأغلبية الشيعية.وقتل وجرح عشرات آخرون من المدنيين والجيش العراقي والقوات الأميركية في هجمات بسيارات مفخخة في أحياء الشعلة والأعظمية والحرية والعدل وبغداد الجديدة والقناة والعلاوي.وفي تلعفر تتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات الأميركية والعراقية وبين العناصر المسلحة المتحصنة في حي السراي وسط المدينة التي تشهد حملة مداهمات واعتقالات واسعة.ونفى محمد طاهر أحد وجهاء تلعفر ما أعلنته الحكومة العراقية المؤقتة بأن العملية تمت بناء على طلب زعماء العشائر في المدينة. وأوضح في تصريح للجزيرة أن المدينة كانت تعيش حالة هدوء وأن زعماء العشائر كانوا قد أعدوا خطة لعرضها على وفد الحكومة لضمان استقرار الوضع في المدينة، لكنهم فوجئوا ببدء العملية العسكرية.وناشد طاهر المنظمات الإنسانية ودول العالم تجاوز مشكلة المدينة وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليها.في الشأن السياسي أعلن حسين الشهرستاني نائب رئيس الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) أن مسودة معدلة للدستور العراقي الدائم سلمت اليوم إلى بعثة الأممالمتحدة في بغداد التي ستتولى توزيعها على العراقيين قبل موعد الاستفتاء المقرر منتصف الشهر المقبل.وأضاف أن التغييرات تنحصر في خمس فقرات بينها هوية العراق وموارد المياه وصلاحيات الحكومة المركزية والأقاليم. وبموجب النسخة المعدلة أصبح هناك نائبان لرئيس الوزراء وحذفت المادة ال44 الخاصة بحق تمتع المواطنين بالحقوق المثبتة في المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والتي صادق عليها العراق.جاء ذلك عقب رفض الرئيس العراقي جلال الطالباني وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق. وقال الطالباني في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأميركي جورج بوش بالبيت الأبيض إنه يأمل أن تكون قوات الأمن العراقية قادرة بحلول نهاية 2006 على الحلول محل قسم من القوات الأميركية المنتشرة في العراق بالتوافق التام مع الأميركيين.