دعت حركة طالبان الشعب الأفغاني لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها بعد غد الأحد, ووصفت العملية الانتخابية بأنها مؤامرة أميركية. وحذر متحدث باسم الحركة الناخبين الأفغان من التعرض لهجمات إذا ذهبوا للتصويت, مشيرا إلى أن هذه الهجمات تستهدف أساسا القوات الأميركية. كما قال المتحدث في تصريحات عبر الهاتف لوكالة رويترز إن مجلس شورى طالبان يناشد الشعب الأفغاني "محاولة تخريب العملية الانتخابية وعدم الاكتفاء بالمقاطعة" مشددا على أن من يذهب لعملية التصويت عليه أن يتحمل عواقب ذلك. جاءت تصريحات المتحدث باسم طالبان خلافا لتعهدات سابقة بعدم استهداف المقار واللجان الانتخابية, في وقت يشكل الهاجس الأمني تحديا حقيقيا حيث قتل نحو 20 شخصا بينهم عدد من المرشحين خلال ال48 ساعة الماضية في مناطق متفرقة من البلاد. وفي آخر أعمال العنف قتل أحد المرشحين بمنطقة آذار جنوبي كابل مساء أمس الخميس ليصبح سابع مرشح يلقي مصرعه ضمن سلسلة من الهجمات التي استهدفت تخريب العملية الانتخابية. كما أصيبت امرأة مرشحة للجمعية الوطنية بجروح في هجوم بالأسلحة حيث كانت تقوم بحملتها الدعائية في إقليم نورستان شرقي البلاد. وفي وقت سابق أمس أعلن مقتل ثلاثة مشتبه في انتمائهم لحركة طالبان بهجوم على مركز للشرطة، فيما قتل ثلاثة مدنيين وأصيب أربعة آخرون بانفجار قنبلة بمحاذاة طريق في تيرين كوت عاصمة أرزوغان، تستعمله القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة والقوات الأفغانية. واعتبرت الحكومة الأفغانية من جانبها أنه ليس بمقدرة حركة طالبان أن تنسف الانتخابات. وأفادت وزارة الداخلية بأنها أحبطت نحو 100 عملية تفجيرية كان المقاتلون بصدد الإعداد لها وألقت القبض على بعضهم ومنهم أجانب يحمل بعضهم الجنسية الباكستانية. وإسهاما منها في محاولة توفير أجواء أمنية مناسبة للانتخابات قامت السلطات الباكستانية بتشديد الإجراءات على حدودها مع أفغانستان واعتقلت سبعة أشخاص يشتبه في صلاتهم بتنظيم القاعدة. كما أعلنت اليابان أنها تخطط لرفع عدد بوارجها الحربية في المحيط الهندي من أجل مواصلة دعم القوات الأميركية في أفغانستان باعتبار ذلك جزءا من مشاركة طوكيو في الحرب التي تقودها واشنطن على ما تسميه بالإرهاب. وأفاد موفد الجزيرة إلى أفغانستان بأن الساعات الأخيرة للحملة الانتخابية تجري في أجواء مشحونة بالمخاوف والتهديدات، مشيرا إلى أن حدتها تراجعت في العاصمة كابل. ونقل موفد الجزيرة عن مصادر مسؤولة في أفغانستان أنه تم حشد نحو 100 ألف جندي بهدف توفير الأمن للناخبين والمرشحين يوم الاقتراع وفي الأيام التالية خاصة وسط تهديدات عناصر طالبان بنسف العملية الانتخابية برمتها. ويصوت نحو 12.5 مليون أفغاني الأحد لانتخاب جمعية وطنية (برلمان) جديدة بشكل ديمقراطي لأول مرة منذ 1969 حيث سيدلون بأصواتهم في 26 ألف مركز اقتراع موزعة على 34 ولاية. وستجرى المنافسة بين نحو 5800 مرشح من جميع الأطياف في هذا الاقتراع الذي سيتم بموجبه اختيار أعضاء البرلمان (249 عضوا) و34 مجلسا إقليميا (مجلس عن كل ولاية) مكلفة بتعيين عدد من أعضاء مجلس الشيوخ. ومن أبرز العناصر الجديدة في هذا الاقتراع -الذي تموله الأسرة الدولية بمستوى 159 مليون دولار- المكانة المخصصة للنساء اللواتي خصص لهن ربع مقاعد مجلس الشيوخ و30% من مقاعد المجالس الإقليمية. وسجل عدد من المتتبعين العودة القوية لعدد كبير من القادة المحليين وزعماء الحرب للساحة السياسية، خاصة أن قانون الانتخاب المنظم لاقتراع الأحد القادم يحظر الأحزاب السياسية ما يعزز الترشيحات ذات الطبيعة الشخصية. على صعيد آخر دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي نظيره الأميركي جورج بوش, لإلقاء خطاب أمام البرلمان الأفغاني الجديد المنبثق عن الانتخابات.وأشار بيان رسمي في كابل إلى أن بوش اتصل هاتفيا بكرزاي الذي انتخب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدعم من الولاياتالمتحدة "كي يعرب له عن ارتياحه لحسن سير الحملة الانتخابية والاستعدادات للانتخابات". المصدر : الجزيرة + وكالات