قال بيان صحافي أصدرته وزارة الخارجية المصرية، إن وزيرها أحمد أبو الغيط، سوف يجتمع في وقت لاحق اليوم الخميس بالعاصمة الأمريكيةواشنطن مع عدد من المسؤولين الأميركيين. تتقدم هؤلاء، كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية،، وستيفن هادلي مستشار الأمن القومي، كما ذكر البيان أن أبو الغيط سيلتقي أيضا السيناتور ثاد كوكرن، رئيس لجنة الاعتمادات الخاصة بالشرق الأوسط بمجلس الشيوخ، وبيل يانج، رئيس لجنة الدفاع الفرعية للدفاع التابعة للجنة الاعتمادات، إضافة إلى السيناتور غاري اكرمان زعيم الأقلية الديمقراطية في اللجنة الفرعية للشرق الاوسط . وبينما اكتفى بيان الخارجية المصرية بالتعبيرات الرسمية المعتادة، حين أشار إلى أن مباحثات أبو الغيط مع المسؤولين الأميركيين سوف تتركز على الوضع في الشرق الاوسط عموماً، إضافة للعلاقات الثنائية بين القاهرةوواشنطن. فقد كشف مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة، عن تفاصيل مبادرة مشتركة جديدة تناقشها الآن كل من مصر والسعودية مع الإدارة الأميركية. تهدف المبادرة لإحتواء الضغوط على سوريا، التي تعهدت في المبادرة بعدة التزامات من أهمها:إجراء إصلاحات سياسية، والتعاون في ضبط الحدود العراقية، ووقف أنشطة الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها، إضافة إلى الضغط على "حزب الله" لتهدئة الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وأضاف المصدر أن القاهرةوالرياض سوف تتعهدان بالتزام دمشق بهذه الأجندة، وأنهما ستكونان بمثابة "ضامن" لجديتها في هذا المضمار. ومضى المصدر الدبلوماسي الغربي قائلاً : إن "نفاد صبر" الإدارة الأميركية إزاء سوريا في حال فشل هذه الوساطة التي وصفها بالهامة، قد يدفعها إلى اتخاذ سلسلة خطوات نحو تصعيد تدريجي يستهدف تغيير النظام السوري، بوسائل أخرى لا تعني بالضرورة التدخل العسكري على الطريقة العراقية. فبدلا من سيناريو صدام حسين فقد بدأ الإعداد في أروقة مجلس الأمن القومي الأميركي لسيناريو (ميلوسيفيتش) أي العمل على إسقاط النظام السوري من الداخل والخارج معاً، عبر بناء حركة شعبية للمعارضة ترفع شعار الديمقراطية والإصلاحات والتعددية السياسية. وحسب الدبلوماسي الغربي ذاته فإن "الأمر ببساطة يمكن التعبير عنه بأن سوريا أصبحت الآن أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول هو خيار صدام، والثاني هو خيار القذافي"، لكنه استدرك قائلاً "إنه بالطبع لكل دولة سياستها وظروفها وتوجهاتها في كل قضية". لكنه أعرب عن اعتقاده بأن دمشق ينبغي عليها أن تتخذ موقف حاسما وواضحاً لكي تتضح الرؤية تماماً بشأن مسائل مهمة مازالت قيد البحث والمناقشات الساخنة. وتأتي هذه التطورات بينما تواجه دمشق ضغوطاً متزايدة بسبب الأحداث المتلاحقة سواء في الساحة اللبنانية أو حتى العراقية تضعها أمام خيارات صعبة إزاء التحديات الإقليمية والدولية التي باتت تواجهها، وإثر فشل عدة وساطات سابقة قامت بها القاهرةوالرياض والدوحة، وهكذا ضاقت السُبل بسوريا تدريجياً، حتى لم يعد أمامها حالياً المزيد من الأوراق التي تلعب بها في مواجهة احتمال تنامي هذه التحديات، سوى التحرك الدبلوماسي عبر وسطاء لهم وزنهم لدى واشنطن كمصر والسعودية . تجدر الإشارة هنا إلى أن القاهرةوالرياض تتخذان مواقف مؤيدة لدمشق، خاصة في المطالبة بأن تكون إسرائيل ضمن عملية موسعة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من مختلف أسلحة الدمار الشامل، واستئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل من النقطة التي توقفت عندها إبان حكم الرئيس الراحل الأسد الأب. غير أن حالة من "البرود الصامت" ضربت علاقات الرياضودمشق إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. أما القاهرة فقد اعتراها الإحباط إزاء توجس دمشق حيال نصائحها، وإصرارها على تجاوزها وسلوك سبل أخرى، في وقت ترى فيه مصر أنها تبذل جهوداً مكثفة لمساعدة سوريا، كان آخرها اقتراح القاهرة بأن توفد دمشق مبعوثاً رفيعاً إلى بغداد لتطمين حكومة العراق، وإبداء حسن النوايا بشأن التعاون الأمني وضبط الحدود.