اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلية، فجر اليوم الخميس، ثلاثة من عناصر المقاومة الفلسطينية خلال عملية عسكرية نفذتها في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية.حيث استشهد سامر السعدي، قائد "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة فتح في جنين، وعضوين من حركة الجهاد الإسلامي، خلال العملية العسكرية التي نفذها الاحتلال في المدينة.وقال شهود عيان : إن قوة إسرائيلية قوامها أكثر من 30 آلية اقتحمت مدينة جنين فجر اليوم، وتركزت في مخيمها وعدد من قراها وشرعت باقتحام عدد من المنازل، ومن ثم اشتبكت مع مقاومين فلسطينيين كانت تحاول اعتقالهم ما أدى إلى استشهادهم بعد اشتباك استمر عدة ساعات. ففي بلدة برقين غرب المدينة قتلت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين بالقرية خلال عملية التوغل التي شاركت فيها الآليات والسيارات العسكرية. من جهة ثانية، قال مراسلون في غزة إن قوات الاحتلال أطلقت خلال الليل قذيفتي مدفعية باتجاه بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، ونفذت عملية تمشيط في المنطقة الحدودية.وأدى القصف الذي لم يخلف قتلى أو جرحى إلى إغراق مدينة غزة وشمال القطاع في الظلام لعدة ساعات بعد أن دمر اثنان من محولات الكهرباء الرئيسة, في حين تعرض جنوبغزة لقصف وهمي في منطقة رفح.وكان الطيران الإسرائيلي أغار في وقت سابق على أرض غير مأهولة، قرب بلدة بيت حانون التي قصف ما تبقى من جسرها الرئيس، ما أدى إلى تحطم زجاج عشرات المنازل والمؤسسات, كما قصف مكاتب فتح بشرق القطاع ومبنى للأمن العام الفلسطيني بمدينة غزة ومكتبا للجبهة الشعبية في مخيم البريج وسط القطاع. من جانبه قال قائد العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل زائيف : إن إعلان الفصائل الفلسطينية وقف إطلاق صواريخ القسام غير كاف، وطالبها بإثبات هذا من الناحية العملية.وأدى التصعيد في غزة إلى تأجيل لقاء كان يفترض أن يجمع الأسبوع المقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الذي دعته واشنطن إلى أن يأخذ بالحسبان التأثير الذي سيكون لأعمال حكومته على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. من جهة أخرى قالت شبكة "الجزيرة" الإخبارية : إن وفدا أمنيا مصرياً برئاسة اللواء مصطفى البحيري سيلتقي اليوم وفداً قيادياً من حركة الجهاد الإسلامي، للتباحث في آخر المستجدات في ضوء موجة التصعيد التي خيمت على قطاع غزة على مدار الأيام الماضية. وكان الرئيس المصري حسني مبارك أجرى مباحثات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، في القاهرة، تناولت التصعيد الإسرائيلي بعد الانسحاب من القطاع. وبينما طلب الرئيس الفلسطيني من الجانب المصري لعب دور لدى الإسرائيليين والأمريكيين لجعل الهدنة متبادلة, دعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط تل أبيب بأن تتجاوب مع تعهدات الفصائل الفلسطينية خاصة حماس التي التزمت بوقف عملياتها ضد إسرائيل من داخل القطاع، وذلك ب"أن تضع حدا للقصف الذي تتعرض له غزة". من جهة أخرى، بدأ الناخبون الفلسطينيون اليوم الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الثالثة من الانتخابات المحلية، وسط غياب لعدد من مرشحي حركة حماس، والذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الأيام الماضية في إطار حملتها ضد حركتي حماس والجهاد الإسلامي.وقد بدأ 128840 ناخب وناخبة بالتوجه الى مراكز الاقتراع التي يبلغ عددها 293 في مختلف محافظات الضفة الغربية والتي تفتح ابوابها من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة السابعة مساءً لاختيار مرحشيهم في هذه الجولة من الانتخابات. ويغلب على الانتخابات المحلية الطابع الحزبي والمنافسة الشديدة بين حركتي فتح وحماس، حيث تقاسمت الحركتان غالبية المقاعد في المرحلتين الأولى والثانية من هذه الانتخابات. وقال جمال الشوبكي، رئيس اللجنة العليا للانتخابات المحلية، إن عملية الاقتراع بدأت صباح اليوم في 82 دائرة انتخابية حيث يتنافس فيها 2274 مرشح ومرشحة من بينهم 558 امرأة على 814 مقعداً، وهناك 22 دائرة انتخابية لم تترشح فيها إلا قائمة واحدة حيث فازت بالتزكية. وأكد الشوبكي على أهمية هذه المرحلة وخاصة بعد ما شهدته بعض الدوائر الانتخابية في الضفة الغربية من ممارسات إسرائيلية متكررة لعرقلة العملية الانتخابية وحملات اعتقال واسعة طالت العديد من المرشحين للانتخابات المحلية، مضيفا أن هناك تخوف حقيقي لدى اللجنة من هذه الممارسات التي قد تؤدي إلى عرقلة مسيرة الانتخابات . ودعا الشوبكي المجتمع الدولي إلى مساندة الشعب الفلسطيني ومنحه الحماية والمساعدة اللازمة للوصول إلى انتخابات نزيهة وحيادية في جميع المراحل تضمن حق المواطنين في الانتخاب وتقرير ممثليهم في كافة الهيئات المحلية الفلسطينية.