بدأت اليوم بالعاصمة صنعاء فعاليات المؤتمر الاقليمي للجوء والهجرة من منطقة القرن الافريقي الى اليمن بدعم وتعاون من المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة . وخلال حفل الافتتاح اعتبر الدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجية ان هذا المؤتمر يكتسب اهمية كبيرة في ظل تفاقم مشكلة اللجوء والهجرة في اليمن التي وصلت حداً لايمكن لبلد بمفرده أو عدة بلدان مواجهتها، بل تتطلب جهداً اقليمياً ودولياً كبيراً للحد من المخاطر والتحديات التي بلغت حداً كارثياً . مشيراً الى ان طبيعة تدفقات الهجرة من القرن الافريقي الى اليمن في الاونة الاخيرة ومنذ العام 2009م قد تزايدت بشكل كبير حيث بلغت اعداد القادمين اكثر من 100 الف شخص سنوياً صنفت غالبيتها بالبحث عن فرص العمل في دول الجوار ورافقت هذه التدفقات معاناة ومخاطر وكوارث انسانية نتيجة التنقل بوسائل نقل بحرية بدائية غير آمنة وغير مجهزة وبإعداد كبيرة تؤدي الى غرقهم بالعشرات والمئات فيما يتعرض من نجى ونحج في الوصول الى السواحل اليمنية المترامية الاطراف الى الابتزاز والتعذيب وكافة انتهاكات حقوق الانسان بما في ذلك القتل من قبل عصابات التهريب والاتجار بالبشر التي تبدأ انشطتها المشبوهة في دول المصدر بتزيين المستقبل للراغبين في الهجرة بكافة وسائل الكذب والتدليس والغش وسلب أموال طائلة من أولئك المغرر بهم ولا تنتهي هذه الاعمال الاجرمية عند هذا الحد فحسب بل تصل الى الاغتصاب وقطع الطرق والقتل دون رحمة . مضيفاً ان مسألة الهجرة واللجوء تعدت آثارها الانسانية المؤلمة على المهاجر واللاجئ لتصل الى معاناة وأعباء امنية واقتصادية واجتماعية على الحكومة والشعب اليمني الذي يمر بمرحلة حرجة وظروف اقتصادية صعبة حيث بلغت الاعداد التقديرية للاجئين في اليمن ما يقارب المليون شخص. من جانبه اكد السيد امين عوض المدير الاقليمي للمفوضية السامية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ان اليمن تعتبر شريكاً رئيساً للمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين حيث قامت وعلى مر السنين بتوفير المأوى والحماية لنحو ما يقارب من ربع مليون طالب لاجئ صومالي ونحتهم بسخاء صفة اللجوء منذ الوهلة الأولى وبصفة عاجلة . مؤكدا ان مكتب المفوض السامي يدعم كلياً الاهداف المتوخى تحقيقها جراء انعقاد هذا المؤتمر وعلى وجه الخصوص احراز تقدم في المجالات الرئيسية المتمثلة بانفاذ القانون ضد شبكات التهريب والاتجار بالبشر في اطار الدول المصدرة والمستقبلة والعبور وكذا بذل جهود للتوعية العامة الرامية الى رفع مستوى الوعي بالمخاطر المرتبطة بالهجرة غير النظامية والبدائل الممكنة ازائها وتوفير الدعم الكافي والمتوقع لتنفيذ برامج العودة وايجاد فرص للهجرة الشرعية كبديل واقعي للهجرة غير النظامية . كما القيت خلال الافتتاح عدد من الكلمات من قبل ممثلة الامانة العامة للهجرة المختلطة على المستوى الاقليمي والمدير الاقليمي للمنظمة الدولية للهجرة للشرق الاوسط وشمال افريقيا تناولت اهم مشاكل الهجرة والحلول الواجب اتخاذها من الدول المصدرة والحد من الهجرة الى اليمن والعمل على تبادل المعلومات والبيانات والزيارات المتبادلة لمناقشة مثل هذه المشاكل خاصة وان هناك الكثير من المهاجرين عالقين في الحدود مع اليمن . هذا وسيعمل المشاركون في المؤتمر الذي سيستمر خلال الفترة من 11-13 نوفمبر الجاري في اطار مجموعتي عمل ستناقش مجموعة العمل الاولى الاسباب الجذرية للهجرة المختلطة طالبي اللجوء واللاجئين والمهاجرين من القرن الافريقي الى اليمن ودول الجوار وكذا انفاذ القانون ضد التهريب وشبكات الاتجار بالبشر في الدول المصدرة وبلدان العبور والقيام بحملات التوعية وتعزيز نظام اللجوء في المنطقة وآليات لضمان التنفيذ لخطة العمل الاقليمية . فيما ستناقش مجموعة العمل الثانية زيادة الدعم لبرامج العودة وامكانيات الهجرة القانونية والتعاون الاقليمي والدولي وتحسين جمع البيانات وتحليلها لتسهيل فهم اتجاهات الهجرة .