مايجري في الجنوب العربي في هذه المرحلة التاريخية الشديدة التعقيد انما هو نتاج لبضاعة الدول المتخلفة سياسيا وتعليميا واقتصاديا ومن امثالها بلادنا ..حيث يتكرر فيها الحكم المناطقي والقبلي ..والعنصري لصالح الاقوى لنفقد بهذه السياسة وهذا التفكير امكانية الاستفادة القصوى من كل القدرات البشرية .طالما حصرنا الأمور في بؤر محددة .وهذه نقطة ضعفنا فلن يرحمنا فيها التاريخ ولن تشفع لنا الجغرافيا ..كوننا بهذه السياسة المحدودة القدرات والتفكير خسرنا الكثير مما يجب ان يكون مكسبا بشريا وماديا للجنوب . فعندما ناتي في مرحلة يحكمنا فيها اهل ابين فقط . ومرحلة اخرى شبوة وحضرموت. وفي مرحلة تالية ينبري اهل الضالع ويافع للحكم ..وفي كل مرحلة نجد الاقوى هو من يدعي انه من قاد النضال الثوري والعسكري والبيزنطي للجنوب ...وله الحق الالهي في الحكم .
ومن مرحلة الى مرحلة اخرى الوضع ينتقل من سيئ الى اكثر سوءا من ذي قبل ....!! ومن الاسباب ايضا .
ماحدث بعد الوحدة1990 من استقطاب وافراغ الجنوب من محتواه السياسي والقيادي وماتم من احتواء لماتبقى من قيادات سابقة وادراجها ضمن احزاب باب اليمن كوكلاء لهم في الجنوب ..
وبالتالي تناسى جميع هولاء الساسة انه يوما ما كان لهم وطن اسمه الجنوب.. تناسوا الاصل ومن اجل المكاسب الذاتية فضلوا البقاء ندا لكل تطلعات الجنوب ..
لو فتشنا على عاتق من يقع العيب في كل ماتقدم من وجهة نظرنا سنجد ان العيب والقصور يلامس كل الأطراف السياسية الجنوبية ..فلا الانتقالي استفاد من حرب تحرير الجنوب 2015م وانطلق بالشعب الى رحاب القبض على الارض والموارد ....ولا الساسة الجنوبيين الموازين للانتقالي في الضفة الاخرى من الشرعية اوجدوا لنا بدائل ايجابية للجنوب وتنميته بل اكتفوا بالمناصب وخدمة ذواتهم ومن مكنهم منها.. كما ان الساسة الجنوبيين ممن هم خارج طرفي السلطة ..هولاء ايضا لازالوا مقتنعين ان لايكونوا رجال الجنوب . واكتفوا بسياسة المماحكة ندا للمجلس الانتقالي الجنوبي .
كل ذلك الصراع يجري على حساب شعب الجنوب الذي هو الان متضرر من سياسة كل الاطراف الجنوبية المتمترسة خلف مصالحها السياسية والمادية..بل والتعصب المناطقي الذي تفوح رائحته بالممارسة اليومية ..هنا وهناك .
اما من يذكرنا باحداث 13يناير فنقول له لقد اراد لنا الله العفو والعافية بين ابناء شعب الجنوب نظرا كون المعاناة والضربات الذي تلقاها الناس من نظام وحدة اليمن ..كانت اشد ظلما مما ساعد على اللحمة الجنوبية وألف بين قلوب الجنوبيين..
لكننا على مايبدو عدنا لندخل في صراع جنوبي شرعي وجنوبي انتقالي ..وثالث جنوبي من خارج الحلبة السلطوية له وجهات نظر سياسية مغايرة بل وتصل الى مستوى العداء مع الداخل الجنوبي .
من هنا يصح ان نقول ان النسيج الاجتماعي اذا استمر على هذا الحال من الصراع السياسي سيصبح مفككا بسبب ليس سياسة الانتقالي الجنوبي وحده رغم صفته الأساسية كمفوض لشعب الجنوب وشريك في السلطة ..ولكن لاننسى ان بقية الاطراف تتلذذ بمايجري لهذا الشعب دون ان تبدي موقفا ايجابيا ..وهدفها في الاخير ..ان تكون في الواجهة السلطوية ان تمكنت فالجنوب بالنسبة لها بخير .
نسأل الله ان يقيض للجنوب من يعيد النظر في كل هذه الصراعات السياسية الخبيثة التي انهكت ارض وشعب كانت له جغرافيته الواسعة وعرف بدولة لها سمعتها بين الدول والأمم يوما ما .