قال الكاتب والمحلل السياسي عقيل هنانو إن الفارق بين الرئيس الكافر والرئيس المؤمن في سورية ليس مجرد اختلاف شخصيات أو أساليب حكم، بل انعكاس كامل لقيم واستراتيجيات الدولة. وأوضح أن مقارنة الحقبتين تكشف تناقضات حادة في السياسة الداخلية والخارجية والهوية الوطنية. وأشار إلى أن الرئيس الكافر رفض، رغم ضغوط وزير الخارجية الأمريكي، تسليم العلماء العراقيين المستجارين بسورية، بل وظفهم في الجامعات السورية، ودعم حركات التحرر والفصائل الفلسطينية مالياً وسلاحياً، رغم محاولات الضغوط الأمريكية. كما رفض توقيع أي معاهدة استسلام مع العدو الصهيوني، وحرص على استمرار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والخبز والإنترنت بأسعار مناسبة، ورفع الحد الأدنى لرواتب الموظفين إلى نحو 500 دولار، مع دخل وسطي للفرد يزيد عن الألف دولار شهرياً.
وأضاف هنانو أن النساء في زمن الرئيس الكافر كن يتمتعن بحرية وأمان، ولم تكن هناك طائفية أو اختطاف للأطفال أو النساء، وأن الرئيس ظل متمسكاً بفكر ثابت يعتمد على القومية العربية ودعم حركات التحرر.
على النقيض، قال هنانو إن الرئيس المؤمن، الذي تنقل بين تنظيمات إرهابية عدة، لم يظهر له دين أو هوية واضحة، وأتبع سياسات أفضت إلى انتهاك حقوق النساء وبيعهن، وخسارة مساحات من سورية لصالح الاحتلال الإسرائيلي دون أي إدانات. كما حل الجيش العربي السوري وسلم أسرار الدولة للكيان الصهيوني، وطرد حركات التحرر واحتضن ضباط مخابرات صهاينة، معلناً تحالفه مع إسرائيل واصفاً الأعداء بالمشتركين معها.
وأكد أن الرئيس المؤمن رفع أسعار الخدمات الأساسية بشكل كبير، وألغى الاحتفالات الوطنية مثل ذكرى حرب تشرين وعيد الشهداء، وغير اسم صحيفة تشرين إلى "الحرية" إرضاءً لإسرائيل، وجلس أمام الرئيس الأمريكي في لقاءات ملطخة بالذل، فيما تباهى رئيس وزراء إسرائيل بأن الرئيس المؤمن أطاح بالرئيس الكافر وقتل قيادات المقاومة.
وختم عقيل هنانو مقاله بسؤال استفهامي للجمهور: "بين الرئيس الكافر والرئيس المؤمن، في أي زمان تختار أن تكون؟"